إجلاء سكان بعلبك مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية
أمر الجيش الإسرائيلي سكان بعلبك القديمة بالمغادرة قبل الضربات المتوقعة، مع تصاعد القصف. المدينة التاريخية تعاني من العنف، ورئيس البلدية يحذر من عدم اللجوء إلى المعالم الرومانية. هل ستنجو بعلبك من الحرب؟
إسرائيل تأمر جميع سكان مدينة بعلبك التاريخية في لبنان بالمغادرة
أمر الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء جميع سكان مدينة بعلبك القديمة في شرق لبنان بمغادرة المدينة قبل الضربات المتوقعة.
وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها أوامر لسكان مدينة لبنانية بكاملها بالمغادرة، بعد أوامر صدرت على أجزاء واسعة من مدينة صور، وأجزاء من الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويشمل الأمر أيضًا المنطقة التي تقع فيها الآثار الرومانية الشهيرة في بعلبك، والتي تضم أحد أكبر المعابد الرومانية القائمة في العالم.
وتكتظ الشوارع المحيطة بالمدينة حاليًا بالسيارات مع فرار السكان اليائسين إلى مناطق قد تكون أكثر أمانًا، على الرغم من أن إسرائيل سبق أن شنت غارات على مراكز إيواء النازحين وأغلقت العديد من المعابر البرية إلى سوريا المجاورة.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد طافت سيارات الدفاع المدني في جميع أنحاء المدينة لحث الجميع على المغادرة فورًا عبر مكبرات الصوت.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف نشاط حزب الله في المدينة، دون أن تقدم أدلة على ذلك.
وتأتي هذه التحذيرات بعد ليلة من الهجمات الإسرائيلية المكثفة على بعلبك والمنطقة المحيطة بها يوم الاثنين والتي أسفرت عن مقتل 60 شخصًا، وهي أكبر حصيلة قتلى في يوم واحد في المنطقة منذ بدء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقد تصاعد الوضع بشكل كبير الشهر الماضي، عندما شنت إسرائيل حملة قصف واسعة النطاق في جميع أنحاء لبنان أعقبها اجتياح بري في أكتوبر/تشرين الأول. وقد قُتل ما لا يقل عن 2,792 شخصاً في الهجمات الإسرائيلية في لبنان.
مدينة بعلبك هي مدينة أخرى مدرجة على قائمة اليونسكو تتعرض لهجمات إسرائيلية عنيفة بعد أيام من القصف المدمر على مدينة صور، إحدى أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم.
وقد طلب رئيس بلدية بعلبك بشير خضر من السكان إما التوجه إلى عرسال في الشمال الشرقي أو إلى محافظة الشمال اللبنانية، حيث لجأ العديد من السكان إلى هناك للاحتماء من الحرب.
وفي حديثه إلى تلفزيون العربي، قال خضر إنهم "يأملون ألا تستهدف قلعة بعلبك الرومانية القديمة" التي تضم قلعة ومعابد وآثاراً أخرى.
لكنه حذر السكان من اللجوء إليها "لأنها ليست آمنة".