فشل خطة الجنرالات الإسرائيلية في غزة

وصف مهندس ما يسمى بخطة الجنرالات الإسرائيلية لإخلاء شمال غزة من السكان الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع بأنها "فاشلة تمامًا".

الخطة الأصلية، المعروفة أيضًا باسم خطة إيلاند نسبة إلى واضعها جيورا إيلاند، وهو لواء متقاعد ورئيس سابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، اعتبرها الفلسطينيون والجماعات الحقوقية جزءًا من مشروع طويل الأمد للتطهير العرقي الذي سيؤدي إلى إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة.

ومع ذلك، قال آيلاند، في مقالٍ كتبه في موقع واي نت، إن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في غزة.

"لقد فشلت إسرائيل في ثلاثة أهداف ونصف من أصل أربعة أهداف من أهداف الحرب الأربعة: لم نتمكن من تدمير القوة العسكرية لحماس؛ لم نتمكن من إسقاط حكم حماس؛ لم نتمكن من إعادة السكان, بأمان إلى بيوتهم في إسرائيل، أما بالنسبة لعودة المختطفين، الهدف الرابع, فقد نجحنا جزئياً."

وقال أن حماس بالمقابل "حققت كل أهدافها، وعلى رأسها استمرار حكمها في غزة".

وأضاف آيلاند أن جزءًا من المشكلة هو أن الحكومة الإسرائيلية تعاملت مع حماس كمنظمة "إرهابية" بحتة في حين أنها أقامت سلطة الدولة في غزة، وقارنتها بألمانيا النازية وليس بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كما فعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

نُشرت خطة الجنرالات في أواخر أيلول/ سبتمبر 2024 من قبل منتدى القادة والجنود في الاحتياط، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تعرّف نفسها على أنها هيئة مهنية تضم أكثر من 1500 ضابط في الجيش.

في مقابلة أجريت معه في 29 أكتوبر 2023، أي بعد أسابيع فقط من بدء الحرب، قال آيلاند إن إسرائيل بحاجة إلى ممارسة ضغط أقوى بكثير على حماس لتحقيق النصر الكامل.

"حقيقة أننا ننهار أمام المساعدات الإنسانية لغزة خطأ فادح, يجب تدمير غزة بالكامل: فوضى رهيبة، وأزمة إنسانية حادة، وصرخات إلى السماء"

وفي كانون الأول/ديسمبر 2023 اقترح أنه إذا لم تكن حماس مستعدة لمناقشة مسألة الرهائن الإسرائيليين، فيجب قطع المساعدات الإنسانية على أمل الإطاحة بقيادة حماس في نهاية المطاف.

كان هناك نقاش حول ما إذا كانت خطة الجنرالات قد تم تنفيذها جزئيًا خلال حرب غزة التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 60,000 فلسطيني وتشريد الملايين.

في إسرائيل، قالت جماعات حقوقية من بينها منظمة جيشا، وبتسيلم، وأطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل، ومنظمة يش دين، في أكتوبر 2024، إن هناك "إشارات مقلقة" على أن الخطة قيد التنفيذ.

ومع ذلك، قال خبراء إسرائيليون آخرون إنهم يعتقدون أن خطة الجنرالات "هراء تام" وتستند إلى ديناميكيات ما قبل 7 أكتوبر التي لم تعد ذات صلة.

تأخر إطلاق سراح الأسرى

تأتي تصريحات آيلاند الأخيرة بعد أن قالت حماس إنها ستؤجل الإفراج عن الدفعة التالية من الأسرى الإسرائيليين "حتى إشعار آخر"، متهمة إسرائيل بعدم الالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان من المقرر أن تفرج الحركة عن بعض الإسرائيليين في 15 شباط/فبراير مقابل أسرى ومعتقلين فلسطينيين.

غير أن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، قال إن ذلك "سيؤجل حتى إشعار آخر، ريثما يلتزم الاحتلال بتنفيذ التزامات الأسابيع الماضية بأثر رجعي".

وأضاف "نؤكد التزامنا ببنود الاتفاق طالما التزم الاحتلال بها".

وقال أبو عبيدة إن التأجيل سيستمر إلى أن توقف إسرائيل هجماتها على الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم في غزة وتسمح بإدخال المساعدات إلى القطاع بالمستويات المتفق عليها سابقًا.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن هذه الخطوة من حماس "انتهاك كامل لاتفاق وقف إطلاق النار واتفاق الإفراج عن الرهائن".

وقال إنه أصدر تعليماته للجيش "بالاستعداد على أعلى مستوى من التأهب لأي سيناريو محتمل في غزة".

ودعا عضو المجلس الوزاري المصغر السابق إيتمار بن غفير إلى "شن هجوم جوي وبري واسع النطاق على غزة ووقف كامل للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الكهرباء والوقود والمياه".

ومع ذلك، قال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الذي يدافع عن الأسرى الإسرائيليين، إنه توجه إلى الدول الوسيطة من أجل التدخل "لإعادة تنفيذ الاتفاق"، ودعا الحكومة إلى "الامتناع عن الأعمال التي تعرض تنفيذ الاتفاق الموقع للخطر".