مشروع قانون يشرع زواج الأطفال في العراق
تم تمرير قانون "طائفي" في العراق يشرع زواج الأطفال دون تصويت، مما يثير مخاوف نشطاء حقوق المرأة. القانون يفرض اختيار المذهب عند الزواج، مما يهدد الهوية الوطنية ويعيد حقوق المرأة إلى الوراء. تابع التفاصيل.

مشروع قانون "طائفي" وتأثيره على زواج الأطفال في العراق
تم تمرير مشروع قانون "طائفي" من المحتمل أن يضفي الشرعية على زواج الأطفال في العراق دون تصويت في البرلمان.
تفاصيل تمرير مشروع القانون دون تصويت
وقال الموقع الإلكتروني للبرلمان إن "مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية" و"التعديل الثاني لقانون العفو العام" قد تم تمريرهما يوم الثلاثاء.
وقالت النائبة نور نافع إن البرلمان أقر قانون الأحوال الشخصية والعفو العام "دون تصويت"، قائلة إن النواب "لم يرفعوا أيديهم".
وكتبت على موقع X أن بعض النواب غادروا القاعة بسبب "المهزلة".
اختيار المذهب وتأثيره على الأحوال الشخصية
ويفرض القانون الجديد على الزوجين المسلمين اختيار المذهب السني أو الشيعي عند إبرام عقد الزواج.
ويمكنهما بعد ذلك اختيار تلك الطائفة لتمثيلهما في "جميع مسائل الأحوال الشخصية" بدلاً من القضاء المدني.
الزواج في سن مبكرة: المخاوف القانونية
النسخ السابقة من مشروع القانون - الذي عادةً ما تم تعليقه بعد الاحتجاج الشعبي - دعا صراحةً إلى زواج من هم في سن التاسعة من العمر بشكل قانوني، وهو أمر حذر خبراء قانونيون من أنه قد يكون مسموحًا به بموجب الفقه الجعفري، وهو تفسير للشريعة الدينية يتبعه بعض الشيعة.
العديد من الزيجات العراقية هي زيجات غير مسجلة ويعقدها رجال الدين، مما يجعلها غير قانونية بموجب قانون الأحوال الشخصية الحالي.
إعادة تحديد سن الزواج في النسخة المنقحة
قال النائب محمد أنوز لوكالة فرانس برس إن النسخة المنقحة من مشروع القانون أعادت بنود القانون القديم التي تحدد سن الزواج بـ 18 أو 15 عامًا، بموافقة الولي الشرعي والقاضي.
وسيكون أمام رجال الدين والمحامين أربعة أشهر لوضع لوائح خاصة بالمجتمع.
ردود فعل نشطاء حقوق المرأة والمجتمع المدني
وقد حذر نشطاء في مجال حقوق المرأة والحقوق المدنية من تأثير التشريع على النساء والأسر.
وقالت إيناس جبار، وهي عضو في ائتلاف 188، وهي مجموعة ناشطة تشكلت لمعارضة التعديلات، في تصريح سابق لموقع ميدل إيست آي: "التعديلات المقترحة تعيدنا قرونًا إلى الوراء - قانون الأحوال الشخصية العراقي هو أحد أفضل القوانين في المنطقة."
"لذلك، إذا تمت الموافقة على التعديلات، فهذا يعني أننا على طريق الخروج من الهوية الوطنية نحو الرموز الطائفية، وهو ما يهدد النسيج الاجتماعي".
احتجاجات ائتلاف 188 ضد التعديلات المقترحة
وقد أطلق ائتلاف 188، وهو مجموعة من المنظمات غير الحكومية والسياسيين والنشطاء المعارضين لتعديل قانون الأحوال الشخصية - المعروف أيضًا باسم القانون رقم 188 - احتجاجات العام الماضي ضد التغييرات.
تاريخ قانون الأحوال الشخصية العراقي
أُقر قانون عام 1959 في عهد حكومة عبد الكريم قاسم، وهو قومي يساري أدخل العديد من الإصلاحات التقدمية، بما في ذلك زيادة حقوق المرأة.
لكن منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، حاولت الأحزاب السياسية العراقية اليمينية التراجع عن هذه الحقوق.
المخاوف من تراجع حقوق المرأة بعد 2003
وقد تضمنت النسخ السابقة من مشروع القانون قواعد تمنع الرجال المسلمين من الزواج من غير المسلمات، وتقنين الاغتصاب الزوجي ومنع المرأة من مغادرة المنزل دون إذن زوجها.
النسخة الأخيرة أقل وضوحًا إلى حد كبير، لكن النشطاء يخشون من أن تمريره سيسمح للسلطات الدينية بإدخال قواعد جديدة من خلال وضعهم لقانون الأحوال الشخصية.
التداعيات المحتملة للقانون الجديد على المجتمع العراقي
وتطلب المسودة من الوقفين الشيعي والسني تقديم "مدونة للأحكام الشرعية" إلى البرلمان بعد ستة أشهر من إقرار التعديلات، على أن تستند المدونة الشيعية إلى الفقه الجعفري.
"يجب تسجيل جميع الزيجات على أنها سنية أو شيعية بموجب هذا التعديل. وبالتالي، فإن التقسيم الطائفي يدخل في جميع الأسر"، قالت ينار محمد، رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق، وهي مجموعة أخرى ضمن الائتلاف 188.
تأثير التقسيم الطائفي على الأسر العراقية
"كما أن المحاكم المدنية التي تنظر في قضايا الزواج والطلاق قد تصبح بالية ولن تدافع عن حقوق المرأة في النفقة وحضانة الأطفال وغيرها من الحقوق."
الفساد والسلطة: كيف يؤثران على القوانين الجديدة
وقال محمد لـ"ميدل إيست آي" إن الإطار التنسيقي، وهو ائتلاف شيعي يهيمن على الحكومة، وحلفاؤه يحاولون فرض هذه القوانين "البالية" على العراقيين كوسيلة لصرف الانتباه عن إخفاقاتهم، بما في ذلك "الفساد الهائل".
أخبار ذات صلة

المسلمون الأمريكيون ومجموعات المناهضة للحرب تنتقد اجتماع نتنياهو-ترامب

إسرائيل تُسجل عام 2025 بمجازر ضد الفلسطينيين في غزة

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصدر أول بيان له منذ الإطاحة بحكمه في سوريا
