هيغسث يقوم بأول زيارة لحلف الناتو وسط حلفاء متعجلين لسماع خطط الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا

• قام وزير الدفاع الأمريكي بيتر هيغسيث يوم الأربعاء بأول زيارة يقوم بها عضو في إدارة ترامب الجديدة إلى حلف شمال الأطلسي، حيث ينتظر الحلفاء معرفة حجم الدعم العسكري والمالي الذي تعتزم واشنطن تقديمه للحكومة الأوكرانية.

وأجرى هيغسيث محادثات مع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي قبل اجتماع مجموعة الاتصال المعنية بالدفاع عن أوكرانيا في مقر الناتو في بروكسل. وكان سلف هيغسيث، وزير الدفاع السابق لويد أوستن، قد أنشأ هذا المنتدى لحشد الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا في عام 2022.

وعلى مدار ثلاث سنوات تقريبًا، قدمت حوالي 50 دولة مجتمعة لأوكرانيا أكثر من 126 مليار دولار أمريكي على شكل أسلحة ومساعدات عسكرية. لكن اجتماع هذا الأسبوع عقدته دولة أخرى للمرة الأولى: المملكة المتحدة. وقد ترأست الولايات المتحدة جميع الاجتماعات السابقة للمنتدى.

ولم يتم اتخاذ أي قرار بشأن من سيترأس الاجتماع القادم، إذا تمت الدعوة إلى عقد اجتماع.

ومن غير المتوقع أن يدلي هيغسيث بأي إعلان بشأن أسلحة جديدة لأوكرانيا.

تأتي رحلته قبل أقل من أسبوعين من الذكرى الثالثة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير 2022. يخشى معظم حلفاء الولايات المتحدة من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند حدود أوكرانيا إذا انتصر، وأن أكبر حرب برية في أوروبا منذ عقود تشكل تهديدًا وجوديًا لأمنهم.

وقد وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الحرب بسرعة. واشتكى من أنها تكلف دافعي الضرائب الأمريكيين الكثير من المال. واقترح أن تدفع أوكرانيا ثمن الدعم الأمريكي من خلال الوصول إلى معادنها الأرضية النادرة والطاقة والموارد الأخرى.

ويشعر بعض حلفاء الولايات المتحدة بالقلق من احتمال إبرام صفقة متسرعة بشروط غير مواتية لأوكرانيا. علاوة على ذلك، يبدو أن ترامب يعتقد أن الدول الأوروبية يجب أن تتحمل مسؤولية أمن أوكرانيا في المستقبل.

كما يريد حلفاء واشنطن الـ31 في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يسمعوا ما تخبئه إدارة ترامب الجديدة لأكبر منظمة أمنية في العالم. وكان ترامب قد صدم شركاءه الأوروبيين خلال فترة ولايته الأولى في منصبه بتهديده بعدم الدفاع عن أي عضو لا يفي بالمبادئ التوجيهية للإنفاق العسكري في الناتو.

تأسس حلف الناتو على مبدأ أن أي هجوم على أي حليف يجب أن يُعتبر هجومًا عليهم جميعًا ويُقابل برد جماعي. وتعتبر العضوية هي الضمانة الأمنية المطلقة، وهو ما تحاول أوكرانيا تأمينه.

ستتم مناقشة احتياجات أوكرانيا الأمنية والإنفاق الدفاعي يوم الخميس. وقد رفع الحلفاء الأوروبيون ميزانياتهم العسكرية منذ أن أمر بوتين بإرسال قواته إلى أوكرانيا، وتشير التقديرات إلى أن 23 منهم قد وصلوا أو تجاوزوا العام الماضي هدف الإنفاق بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي.

ومع ذلك، فإن ثلث الأعضاء لم يصلوا بعد إلى هذه العتبة، ومن شبه المؤكد أن يستهدفهم ترامب مرة أخرى. ومؤخراً، دعا ترامب أعضاء الناتو إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى لم يصل إليه أي عضو حتى الآن - ولا حتى بولندا، وهي الأقرب، حيث تنفق أكثر من 4% ومن المتوقع أن تقترب من 5% هذا العام.

وفي حديثه إلى الصحفيين في ألمانيا يوم الثلاثاء، لم يلتزم هيغسيث بزيادة الولايات المتحدة إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وقال هيغسيث إنه يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تنفق أكثر مما كانت تنفقه في ظل إدارة بايدن و"يجب ألا تقل عن 3%".

وقال إن أي قرار نهائي سيكون متروكاً لترامب، لكنه أضاف "نحن نعيش في أوقات مقيدة مالياً" ونحتاج إلى أن نكون مسؤولين في التعامل مع أموال دافعي الضرائب. تنفق الولايات المتحدة حوالي 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

ومن المتوقع أن يتفق قادة الناتو على أهداف جديدة للإنفاق في قمتهم المقبلة المزمع عقدها في لاهاي بهولندا في الفترة من 24 إلى 26 يونيو.

___

ساهمت لوليتا سي بالدور في هذا التقرير من واشنطن.