أعلنت كتائب القسام عن استشهاد محمد ضيف، رئيس أركانها المخضرم، الذي ظل بعيدًا عن الأسر لعقود. وسط الغموض، أكدت إسرائيل اغتياله في غارة جوية. تعرف على دوره البارز في العمليات العسكرية وأثره على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الخميس، عن استشهاد رئيس أركانها المخضرم محمد ضيف، الرجل الذي استعصى على الأسر الإسرائيلي لعقود من الزمن، والذي قيل إنه يتحرك كالشبح، فاستحق لقب "الضيف".
أعلنت إسرائيل أنها اغتالت الضيف البالغ من العمر 59 عاماً في غارة جوية في المواصي جنوب غزة في تموز/يوليو، لكن لم يصدر أي تأكيد من حماس.
ونظراً لحالة عدم اليقين، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في نوفمبر/تشرين الثاني على أي حال، إلى جانب مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت.
وقد اغتالت إسرائيل اثنين آخرين من قادة حماس، هما إسماعيل هنية ويحيى السنوار، قبل أن تصدر مذكرات الاعتقال بحقهما.
ويعتقد الكثيرون أن الضيف، واسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري، كان أحد المخططين لهجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حماس على جنوب إسرائيل. وتم أسر 250 آخرين إلى غزة.
بعد ساعات فقط من اقتحام إسرائيل فجر ذلك اليوم، وجه الضيف رسالة صوتية نادرة أعلن فيها بدء العملية التي أطلق عليها "طوفان الأقصى" ودعا الفلسطينيين في إسرائيل إلى "طرد المحتلين وهدم الجدران".
وفي حين لا يُعرف الكثير عن حياته، إلا أن الضيف كان لديه زوجة وطفلين صغيرين حتى عام 2014، عندما ارتقوا جميعًا في غارة جوية إسرائيلية.
وكانت إسرائيل تبحث عنه منذ أوائل التسعينيات بعد أن نفذ هجمات على جنود ومدنيين إسرائيليين.
وفي عام 2002، تولى منصب رئيس أركان كتائب القسام، ويُعتقد أنه كان منشئ "وحدة الظل" التي تتولى حراسة وإخفاء الأسرى الإسرائيليين. وقد شوهد أعضاء تلك الوحدة وهم يرتدون ملابس سوداء وهم يرافقون الأسرى الإسرائيليين المحررين لتسليمهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذا الشهر.
شاهد ايضاً: الأتراك يفضلون ترامب على بايدن في استطلاع جديد
في عام 2015، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية الضيف على قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص.
وفي ديسمبر 2023، قام الجيش الإسرائيلي بإلقاء منشورات من الجو في جميع أنحاء غزة يعرض فيها 100,000 دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجود ضيف، مضيفًا أن "السرية مضمونة" للفلسطينيين الذين يتقدمون بمعلومات عن مكان وجود ضيف.
على الرغم من إفلاته من الأسر، إلا أن الضيف أصيب بجروح غيّرت حياته جراء محاولات اغتياله المتكررة، مما أثر على حركته ورؤيته، بحسب تقارير إسرائيلية. ولكن أظهرت صور نشرت مؤخرا لمحمد الضيف عكس تلك الرواية.
شاهد ايضاً: هيومن رايتس ووتش: فشل المملكة المتحدة في إلغاء قوانين مكافحة الاحتجاج 'يضعف بشكل خطير' الحقوق الديمقراطية
وفي بيانٍ نشرته كتائب القسام على تطبيق تيليغرام، وصفت الضيف بأنه "قائد عظيم" كان "مثالًا حيًا للشجاعة".
وقالت الكتائب: "نودّع القائد أبو خالد"، مستخدمةً اسمه العامي المتداول بين الفلسطينيين.
