الوضع الإنساني الكارثي في شمال غزة

أُجبر الدفاع المدني الفلسطيني على تعليق عملياته في شمال غزة نتيجة للهجمات الإسرائيلية على طواقم الطوارئ التابعة له وشاحنة إطفاء تابعة له ليلة الأربعاء، مما ترك المنطقة دون خدمات إنسانية.

وقالت المنظمة إن ثلاثة من أفرادها أصيبوا في غارة جوية إسرائيلية "مستهدفة".

كما أفادت بأن القوات الإسرائيلية احتجزت خمسة آخرين من المسعفين في منطقة الشيخ زايد واقتادتهم إلى "مكان مجهول".

وأضافت المنظمة أن الدبابات الإسرائيلية قصفت سيارة الإطفاء الوحيدة المتبقية في المنطقة مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

وفي بيت لاهيا، قالت المنظمة إنها فقدت الاتصال بثلاثة من أفرادها بعد استهدافهم بغارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار، مضيفةً أن مصيرهم مجهول.

وقالت الوكالة في بيان لها: "لقد توقف عملنا بشكل كامل في المحافظة الشمالية وأصبح الوضع كارثيًا هناك، وأصبح المواطنون هناك بدون خدمات إنسانية".

وأضافت المنظمة أن جميع المستشفيات في المنطقة بما فيها مستشفيات الإندونيسي والعودة وكمال عدوان محاصرة من قبل القوات الإسرائيلية.

وأشار مديرو المستشفيات إلى استمرار إطلاق النار والقصف في محيط المستشفيات، حيث تستهدف القوات الإسرائيلية كل من يتحرك داخلها أو حولها.

وأفاد الطاقم الطبي والسكان بأن عشرات الجثث لا تزال متناثرة في شوارع جباليا وبيت لاهيا مع منع فرق الدفاع المدني وسيارات الإسعاف من إنقاذ الجرحى بنيران القوات الإسرائيلية.

كما قال العاملون في المجال الطبي إن العدوان الإسرائيلي المتواصل منع منظمة الصحة العالمية من إيصال الإمدادات الطبية أو إجراء عمليات الإجلاء.

وأفاد جرّاح عظام في مستشفى كمال عدوان التابع لمنظمة أطباء بلا حدود يوم الأربعاء أن هناك 30 قتيلاً داخل المستشفى، بالإضافة إلى 130 مريضاً آخر بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة.

"هناك موت بكل أنواعه وأشكاله في مستشفى كمال عدوان وشمال غزة. القصف لا يتوقف. المدفعية لا تتوقف. والطائرات لا تتوقف. هناك قصف عنيف، والمستشفى مستهدف أيضًا. يبدو الأمر وكأنه فيلم سينمائي؛ لا يبدو الأمر حقيقيًا"، كما قال الدكتور محمد عبيد في مذكرة صوتية نشرتها المنظمة غير الحكومية.

في 5 أكتوبر/تشرين الأول أطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية غير المسبوقة في شمال غزة والتي أسفرت عن مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف من سكان المنطقة.

وجاء الهجوم في أعقاب عرض مقترح مثير للجدل أطلق عليه اسم "خطة الجنرال" على الحكومة الإسرائيلية.

وتقضي الخطة بإخلاء المناطق الواقعة شمال ممر نتساريم الذي يقسم غزة إلى قسمين، بحيث تتمكن إسرائيل من إقامة "منطقة عسكرية مغلقة".