أول ما سيفعله الفلسطينيون بعد وقف إطلاق النار
بينما يستمر الأمل الحذر في غزة، يعبر الفلسطينيون عن مشاعرهم عبر سؤال: ماذا ستفعل عند وقف إطلاق النار؟ تتنوع الإجابات بين البحث عن أحبائهم المفقودين إلى استعادة كرامتهم. اكتشف قصص الألم والأمل في ظل المعاناة.

بينما تستمر محادثات وقف إطلاق النار في تصدر عناوين الأخبار، ينتشر شعور بالأمل الحذر بين الفلسطينيين في غزة.
وقد أثار هذا التفاؤل اتجاهاً جديداً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يشارك الشباب إجاباتهم على سؤال واحد مؤثر: ما هو أول شيء ستفعله بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار؟
وفي حين تراوحت بعض الإجابات بين "الحصول على قسط جيد من النوم" و"أكل اللحم لأول مرة"، إلا أن الغالبية كانت كئيبة بشكل غير متوقع.
وكتبت ضحى الصيفي، وهي من سكان غزة التي فقدت ثلاثة من أطفالها الأربعة، بما في ذلك ابنتها ريتال البالغة من العمر 13 عامًا، والتي لا تزال جثتها مفقودة: "أريد أن أذهب للبحث عن ابنتي ريتال في مدرسة دار الأرقم".
كانت الصيفي تزور شقيقتها النازحة في مدرسة دار الأرقم، التي تحولت إلى ملجأ، في حي التفاح شرق مدينة غزة، عندما قصفت المقاتلات الإسرائيلية الموقع في 3 أبريل/نيسان.
"كان رأس ابني أسامة البالغ من العمر أربع سنوات مقطوعًا، ولم نعثر عليه، فدُفن بدونه. أما ابني الآخر نور، الذي كان يبلغ من العمر 10 سنوات، فقد دُفن كاملًا والحمد لله. لكن ريتال، لم نعثر على جثتها أبدًا".
شاهد ايضاً: لماذا سيؤذي إغلاق مضيق هرمز إيران أكثر من غيرها
"لا تزال ابنة أخي ريم البالغة من العمر 21 عاماً مفقودة. قُتلت أختي التي كنت أزورها مع بناتها الثلاث. أصبت بجروح خطيرة في ذراعي وفقدت فكي السفلي".
وقد أودى الهجوم، الذي وقع بعد يوم واحد من عيد الفطر، وهو العيد الذي يصادف نهاية شهر رمضان، بحياة 31 فلسطينيًا على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال.
وقال الصيفي: "كان من المفترض أن يكون وقف إطلاق النار الأول نهاية سعيدة لكل معاناتنا".
"لكننا ننتظره فقط حتى نتمكن من البحث عن أحبائنا وانتشال جثثهم من تحت الأنقاض".
تحت منشور الصيفي، ردد العشرات من الفلسطينيين نفس الشوق؛ البحث عن أحبائهم تحت الأنقاض ودفنهم بكرامة.
وعلقت دعاء منير أبو الكاس قائلة "أريد أن أبحث عن جثمان والدي رحمه الله في منزل عائلتي الذي دمره القصف السجادي، أريد أن أبحث عن جثمان والدي رحمه الله".
وتابعت "وأريد أن أزور قبور إخوتي الثلاثة، محمد وسيف الدين وعبد الله، وأبناء عمومتي من الجانبين، وأحبائنا من أصدقائنا وأصدقاء عائلتي".
وفي منشور آخر، كتبت آمنة صالح، وهي من سكان غزة: "أريد أن أزور قبر أخي في مقبرة الشهداء في شمال غزة، التي لم نتمكن من الوصول إليها منذ الساعة الأولى للحرب".
بينما كتب أحمد ناصر، وهو مبدع رقمي من غزة: "إن شاء الله سأبحث عن قبر أخي الذي استشهد خلال الحرب".
تأمين الموتى
في خضم القصف الإسرائيلي المتواصل وعرقلة الجيش الإسرائيلي لجهود البحث والإنقاذ، تم الإبلاغ عن آلاف الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة المدمر منذ 7 أكتوبر 2023.
ووفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، يقدر عدد الفلسطينيين المفقودين بما يتراوح بين 10,000 إلى 11,000 فلسطيني، معظمهم يُفترض أنهم ماتوا تحت الأنقاض.
وقد ترك ذلك آلاف الآباء والأزواج والأطفال غير قادرين على التأكد من مصير أحبائهم، وهم عالقون في مأزق يعتقدون أنه لن ينتهي إلا بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار والسماح لفرق البحث بالعمل.
ولكن حتى أولئك الذين تمكنوا من دفن أحبائهم لا يزالون قلقين باستمرار، حيث أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة على المقابر تترك العائلات في خوف دائم من تدنيس القبور أو تدميرها.
وانضم الصحفي الفلسطيني عابد أبوريش إلى هذا الاتجاه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب: "ما هو أول شيء ستفعله بمجرد وقف إطلاق النار؟ بالنسبة لي، أريد أن أنقل قبر والدي رحمه الله من الجنوب إلى الشمال ماذا عنك؟
ينحدر عبد الحكيم أبو رياش من بلدة بيت لاهيا في شمال غزة، وقد نزح مع عائلته إلى عدة مواقع، بما في ذلك رفح وخان يونس في جنوب غزة.
وفي ظل ظروف النزوح المتدهورة وغياب الرعاية الطبية المناسبة، توفي والده المسن في خيمتهم المؤقتة في خان يونس في 14 سبتمبر 2024.
وبعد أن منع الجيش الإسرائيلي العائلة من العودة إلى شمال غزة، اضطرت العائلة إلى دفنه في مقبرة مؤقتة أنشئت حديثًا بالقرب من مستشفى ناصر.
قال"تم تجريف المقبرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. كلما كان هناك هجوم هناك، نذهب إلى المقبرة لإعادة بناء القبر".
مضيفاً"حالما يتم وقف إطلاق النار، سأنقل جثمان والدي إلى مقبرة بيت لاهيا، حيث ولد في شمال غزة".
وأضاف أبو رياش أن وقف إطلاق النار لن يكون لحظة احتفال بل بداية لمسؤوليات أثقل، وهي مسؤوليات لا يستطيع الفلسطينيون القيام بها حالياً.
وأوضح أن "حياة الفلسطيني الذي يعيش في مدينة غزة في ظل الإبادة الجماعية المستمرة أصبحت محدودة للغاية لدرجة أن كل الأفكار تدور الآن حول العثور على الطعام والماء فقط".
قال"لقد نسي الناس في غزة شعور الفرح، ببساطة لم يعد هناك مساحة للسعادة أو الراحة بعد كل المعاناة التي نتحملها".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تكثفت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة. وعلى الرغم من استمرار المفاوضات، إلا أنه لا توجد حتى الآن أي إشارات واضحة على قرب التوصل إلى اتفاق.
وفي هذه الأثناء، كثفت إسرائيل من قصفها على قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد العشرات من الأشخاص كل يوم.
ولا يزال الحصار المستمر منذ أشهر قائماً، مما أدى إلى تفاقم المجاعة الواسعة النطاق التي أودت بحياة 20 شخصاً على الأقل خلال يومين فقط.
وباستثناء المفقودين، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 59,000 فلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 17,000 طفل على الأقل.
أخبار ذات صلة

ضربات صاروخية إيرانية تقتل 10 في إسرائيل خلال ليلة من الهجمات المتبادلة

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب نتنياهو بقبول اتفاق الهدنة في غزة

فنان فلسطيني وزوجته يُقتلان في غارة إسرائيلية يوم عيد الميلاد
