الاتحاد الأوروبي يتعهد باتخاذ تدابير صارمة لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية

تعهدت رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين يوم الثلاثاء بأن الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألومنيوم "لن تمر دون رد"، مضيفة أنها ستؤدي إلى اتخاذ تدابير مضادة صارمة من الاتحاد الذي يضم 27 دولة.

وقالت فون دير لاين في بيان لها في رد فعل على فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم في اليوم السابق: "الاتحاد الأوروبي سيعمل على حماية مصالحه الاقتصادية".

وقالت فون دير لاين: "التعريفات الجمركية هي ضرائب سيئة بالنسبة للأعمال التجارية وأسوأ بالنسبة للمستهلكين". "لن تمر الرسوم الجمركية غير المبررة على الاتحاد الأوروبي دون رد - بل ستؤدي إلى اتخاذ تدابير مضادة حازمة ومتناسبة".

وفي ألمانيا، موطن أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، قال المستشار أولاف شولتز أمام البرلمان "إذا لم تترك لنا الولايات المتحدة أي خيار آخر، فإن الاتحاد الأوروبي سيرد متحدًا"، مضيفًا أنه "في نهاية المطاف، تكلف الحروب التجارية دائمًا ازدهار الطرفين".

ويفرض ترامب ضريبة بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم الأجنبي على أمل أن يمنح المنتجين المحليين راحة من المنافسة العالمية الشديدة، مما يسمح لهم بفرض أسعار أعلى. وكان ترامب قد فرض رسومًا جمركية مماثلة خلال فترة رئاسته الأولى، لكن هذه الخطوة أضرت بالعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين وأدت إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة للمصنعين "النهائيين" الذين يشترون الصلب والألمنيوم.

ليس من الواضح ما هي التدابير المضادة التي سيسعى إلى تطبيقها، لكن المسؤولين والمراقبين قالوا إنها ستستهدف الولايات الجمهورية والصادرات الأمريكية القوية تقليدياً.

بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية على الصلب في عام 2018، فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية مضادة على الدراجات النارية الأمريكية الصنع والبوربون وزبدة الفول السوداني والجينز وغيرها من السلع.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروش شيفتشوفيتش يوم الثلاثاء إن التعريفات الجمركية "تأتي بنتائج عكسية من الناحية الاقتصادية، خاصة بالنظر إلى سلاسل الإنتاج المتكاملة للغاية التي تم إنشاؤها من خلال علاقاتنا التجارية والاستثمارية الواسعة عبر الأطلسي".

وقال شيفتشوفيتش: "سنحمي عمالنا وشركاتنا ومستهلكينا"، لكنه أضاف: "هذا ليس السيناريو المفضل لدينا. ما زلنا ملتزمين بالحوار البناء. نحن على استعداد للمفاوضات ولإيجاد حلول مفيدة للطرفين حيثما أمكن."

يقدر الاتحاد الأوروبي حجم التجارة بين الجانبين بحوالي 1.5 تريليون دولار، وهو ما يمثل حوالي 30% من التجارة العالمية. وقال أمام الهيئة التشريعية للاتحاد الأوروبي: "هناك الكثير على المحك لكلا الجانبين".

وفي حين أن الاتحاد الأوروبي لديه فائض تصدير كبير في السلع، إلا أنه يقول إن ذلك يقابله جزئياً فائض أمريكي في تجارة الخدمات.

يقول الاتحاد الأوروبي إن التجارة في السلع بلغت 851 مليار يورو (878 مليار دولار أمريكي) في عام 2023، مع فائض تجاري للاتحاد الأوروبي بقيمة 156 مليار يورو (161 مليار دولار أمريكي). وبلغت قيمة التجارة في الخدمات 688 مليار يورو (710 مليار دولار) مع عجز تجاري قدره 104 مليار يورو (107 مليار دولار) للاتحاد الأوروبي.