حكم تاريخي يؤكد حق تقرير مصير الصحراء الغربية
قضت المحكمة العليا للاتحاد الأوروبي بأن اتفاقات المصايد والزراعة مع المغرب لم تشمل مشاورات مع شعب الصحراء الغربية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات. اكتشف كيف يؤثر هذا الحكم على النزاع التاريخي وأهمية تقرير المصير. وورلد برس عربي.

الحكم القضائي للاتحاد الأوروبي حول الاتفاقيات الزراعية والصيد البحري
- قضت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة بأن اتفاقات مصايد الأسماك والزراعة التي تم التوصل إليها بين الاتحاد والمغرب قبل خمس سنوات لم تتضمن مشاورات مع شعب الصحراء الغربية.
خلفية النزاع حول الصحراء الغربية
تقع الصحراء الغربية على ساحل المحيط الأطلسي وصحراء غنية بالفوسفات. وقد ضم المغرب المستعمرة الإسبانية السابقة في عام 1975، مما أثار نزاعًا مع جبهة البوليساريو المؤيدة للاستقلال. وتعتبره الأمم المتحدة "إقليمًا غير متمتع بالحكم الذاتي".
أهمية الصحراء الغربية في السياسة المغربية
ويعتبر وضع الصحراء الغربية من بين أكثر المواضيع حساسية في مملكة شمال أفريقيا. فالمغرب يعتبر الإقليم الشاسع بمثابة "أقاليمه الجنوبية" ويدافع بشراسة عن كل ما يعتبره تهديداً لوحدة أراضيه.
تفاصيل الحكم وأثره على الاتفاقيات
في حكمها النهائي في القضية، قالت محكمة العدل الأوروبية إنه لكي تدخل الاتفاقيات الزراعية والسمكية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لعام 2019 حيز التنفيذ، "يجب أن تحظى بموافقة شعب الصحراء الغربية. إلا أن هذه الموافقة لم تُمنح في هذه الحالة."
انتهاك مبادئ تقرير المصير
وقالت المحكمة إن الاتفاقات "أُبرمت في انتهاك لمبادئ تقرير المصير والأثر النسبي للمعاهدات".
رفض الطعون القانونية من الاتحاد الأوروبي
و رفضت المحكمة التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها "في مجملها" الطعون القانونية المقدمة من السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي والمجلس الذي يمثل الدول الأعضاء الـ 27.
محتوى اتفاقية مصايد الأسماك
حددت اتفاقية مصايد الأسماك الأماكن التي يمكن للسفن الأوروبية الحاصلة على تصاريح مغربية الصيد فيها، وشملت المياه الخاضعة للسيطرة المغربية غرب المنطقة المتنازع عليها. وقد انتهت صلاحية الاتفاقية التي استمرت أربع سنوات، وبالتالي فإن قرار المحكمة سيؤثر فقط على الاتفاقيات المستقبلية.
عملية التشاور قبل إبرام الاتفاقيات
شاهد ايضاً: روسيا وأوكرانيا تتبادلان الضربات بعيدة المدى مع دخول محادثات السلام أسبوعًا "حساسًا جدًا"
وأقرت المحكمة بأن مؤسسات الاتحاد الأوروبي قد أطلقت عملية تشاور قبل إبرام الاتفاقيات، لكنها قالت إن هذا يشمل الأشخاص الموجودين في الإقليم، "بغض النظر عما إذا كانوا ينتمون إلى شعب الصحراء الغربية أم لا".
وأشارت إلى أن "نسبة كبيرة من هذا الشعب تعيش الآن خارج هذا الإقليم."
ردود الفعل على الحكم القضائي
ويسيطر المغرب على الغالبية العظمى من الإقليم محل النزاع، بينما يعيش العديد من سكانه الآن في مخيمات اللاجئين في جنوب شرق الجزائر. ويفوق الآن عدد المغاربة الذين انتقلوا إلى الصحراء الغربية من مناطق أبعد شمالاً عدد الصحراويين الأصليين في الإقليم المتنازع عليه.
تصريحات جبهة البوليساريو
شاهد ايضاً: النحات الجورجي الروسي زوراب تسيريتلي، المعروف بأعماله العملاقة المثيرة للجدل، يتوفى عن عمر يناهز 92 عامًا
ورحب ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، أوبي بوشرية بالحكم.
وقال بوشرية في بيان له: "لقد بعثت المحكمة برسالة قانونية قوية إلى السلطة السياسية وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا، مفادها أن المغرب والصحراء الغربية إقليمان منفصلان ومتميزان، وأن المغرب لا سيادة له على الإقليم".
رد وزارة الخارجية المغربية
وأضاف: "إنه انتصار كبير لشعب الصحراء الغربية في سعيه لتقرير المصير والاستقلال وانقلاب مؤلم للمغرب واقتصاده الاحتلالي".
واتهمت وزارة الخارجية المغربية المحكمة بالجهل والانحياز، وقالت إن من حق المغرب أن يكون له اليقين القانوني فيما يتعلق باتفاقياته مع الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن المغرب لا يلتزم "بأي اتفاق أو صك قانوني لا يحترم وحدته الترابية و وحدته الوطنية".
المستقبل المحتمل للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب
وفي بيان، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وكبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إنهما سيحللان الحكم لكنهما يعتزمان الحفاظ على علاقات الاتحاد مع المغرب وتوسيعها.
أخبار ذات صلة

حريق في فندق بمنطقة سياحية شهيرة في بانكوك يسفر عن مقتل 3 أجانب

ألمانيا تسلم رفات أجداد أستراليين احتفظت بها المتاحف لأكثر من 100 عام

اليابان تقيم أول ذكرى لـ "جميع العمال" في مناجم الذهب بسادو، لكن تتجاهل فظائع الحرب العالمية الثانية. لماذا؟
