استعدادات الصين لمواجهة تحديات الاقتصاد 2025
تستعد الصين لمواجهة التحديات الاقتصادية ببرامج تحفيزية جديدة تشمل دعم الإنفاق، تحسين بيئة الأعمال، وزيادة الاستثمارات. تعرف على كيف تسعى الحكومة لتعزيز النمو وسط الضغوط الاقتصادية والمالية.
إليك بعض من قرارات الصين للعام الجديد لتعزيز اقتصادها
يستعد قادة الصين لمواجهة الصدمات التي قد يتعرض لها الاقتصاد الصيني جراء زيادة الرسوم الجمركية التي هدد بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بمجرد توليه منصبه.
وللمساعدة في إنعاش الاقتصاد الذي تعثر بسبب أزمة العقارات والاضطرابات التي حدثت خلال الجائحة، يطرح الحزب الشيوعي الحاكم مجموعة من الإجراءات لحث المستهلكين والشركات الصينية على إنفاق المزيد من الأموال ومواجهة تراجع العملة الصينية وأسعار الأسهم.
فيما يلي بعض من أهم البنود المدرجة على قائمة أولويات الصين لعام 2025:
دعم الإنفاق
تخطط الصين لتوسيع برنامجي "النقد مقابل السيارات الخردة" وإعادة تدوير الأجهزة لتشجيع المزيد من مشتريات الطرازات الجديدة الموفرة للطاقة. وقد أدت عملية إعادة التدوير التي بدأت العام الماضي إلى استبدال 6.5 مليون سيارة تعمل بالوقود بسيارات كهربائية وهجينة منذ شهر يونيو، حسبما قال مسؤولون في وكالة التخطيط الرئيسية في الصين يوم الأربعاء. كما أشاروا إلى نمو مضاعف في الأشهر القليلة الماضية في مبيعات الأجهزة الجديدة.
وقالوا إن الإعانات التي تصل إلى 20% من أسعار المبيعات ستطبق الآن على عشرات الأنواع من الأجهزة وتشمل أيضًا المنتجات الرقمية مثل الهواتف المحمولة. كما تدعم الحكومة أيضًا تحديث معدات المصانع القديمة.
حملة على عمليات الابتزاز
تم تحذير المسؤولين المحليين من إجراء "عمليات تفتيش تعسفية" غير مبررة تتعارض مع الأعمال التجارية العادية، حسبما قال هو ويلي، نائب وزير العدل، للصحفيين يوم الثلاثاء وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الحكومية.
وقالت وكالة أنباء شينخوا الرسمية إن القواعد الجديدة تهدف إلى منع إساءة استخدام السلطة والمصادرة التعسفية للأصول والأوامر غير المبررة بوقف الإنتاج. وتعد هذه الجهود جزءًا من حملة تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال في الصين، وفقًا لرئيس مجلس الدولة لي تشيانغ. وتأتي هذه التحركات في أعقاب شكاوى من احتجاز العشرات من المديرين التنفيذيين أو مصادرة أصولهم من قبل الحكومات المحلية التي تعاني من ضائقة مالية في محاولة لابتزاز الشركات.
المزيد من الأموال في الطريق
لم تُطلق الصين حتى الآن العنان لإنفاق بازوكا كبير من الإنفاق التحفيزي، واختارت نهجًا أكثر استهدافًا وتدريجيًا. ومع ذلك، قال تشاو تشن شين، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وهي وكالة التخطيط الرئيسية في الصين، إن الحكومة تخطط للإعلان عن سندات خزانة طويلة الأجل "أكبر بكثير" لتمويل هذا الإنفاق. لكن الأرقام المحددة لن تأتي حتى الاجتماع السنوي للهيئة التشريعية الوطنية ذات الأغلبية البرلمانية، والمقرر عقده في أوائل مارس.
حماية "أموال الشعب
قال البنك المركزي الصيني إنه عقد العزم في اجتماع خلال عطلة نهاية الأسبوع على الحفاظ على ثبات قيمة اليوان واستقرار الأسواق المالية.
وقد ضعفت العملة الصينية، التي تسمى أيضًا الرنمينبي، أو "أموال الشعب"، مقابل الدولار الأمريكي والعملات الأخرى، مما فرض ضغوطًا على أسواقها المالية. وقد تراجعت سوق الأسهم الصينية مرة أخرى بعد انتعاش قصير في أواخر سبتمبر عندما قفز مؤشر شنغهاي المركب إلى ما يقرب من 3,700، ثم تراجع إلى ما يزيد قليلاً عن 3,200. تم تداول اليوان عند 7.3278 مقابل الدولار يوم الأربعاء. وكان يتم تداوله بالقرب من 7 يوان مقابل الدولار في أوائل أكتوبر.
ويمكن أن يؤدي ضعف اليوان إلى جعل الصادرات الصينية أكثر تنافسية، ولكنه قد يُغضب الشركاء التجاريين الصينيين.
الحديث عن الاقتصاد
لا يسمح الحزب الحاكم في الصين بهامش كبير للمعارضة العلنية، وحتى مجال الحديث عن الاقتصاد قد ضاق.
شاهد ايضاً: الولايات المتحدة تحقق في نظام "القيادة الذاتية الكاملة" من تسلا بعد وفاة مشاة في ظروف رؤية منخفضة
فقد أغلقت السلطات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالاقتصاديين الذين يتحدون السياسات الاقتصادية في محاولة لحشد الدعم لقيادة الرئيس شي جين بينغ. ودعا تقرير صدر مؤخرًا عن وكالة شينخوا إلى ضمان "الآراء العامة الصحيحة" التي تتماشى مع خلق "رأي عام سائد للوحدة والتقدم".
لكن الحديث عن الاقتصاد يمكن أن يحجب الحقائق الصعبة، كما جاء في تقرير صدر مؤخرًا عن مجموعة روديوم البحثية التي قدرت النمو الاقتصادي الفعلي للصين العام الماضي بنسبة 2.4% إلى 2.8%، أي أقل بكثير من التقدير الرسمي البالغ حوالي 5%.
أحد العوامل الكبيرة وراء النمو الأقل من المأمول هو مشاكل الجيب التي تعيق الطلب، مثل انخفاض أسعار المساكن وانخفاض الرواتب. وقال التقرير أيضًا: "لم يتم الإعلان عن أي تدابير سياسية جوهرية من شأنها أن تغير بشكل كبير من توقعات التوظيف أو الأجور."