رياح سانتا آنا وتأثيرها على حرائق الغابات

لقد كانت الرياح العاتية عنصراً أساسياً في حرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس، وبعد فترة هدوء قصيرة في نهاية الأسبوع الماضي من المتوقع أن تشتد خلال منتصف هذا الأسبوع. ومن المؤكد أن يؤدي ذلك إلى تعقيد مكافحة الحرائق التي أودت بحياة 24 شخصًا على الأقل، وأحرقت آلاف المباني، ومن المرجح أن تكون واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة على الإطلاق في الولايات المتحدة.

فيما يلي نظرة أعمق على العلم وراء الرياح، بما في ذلك ماهيتها وأسبابها وكيف تتصرف في الجغرافيا المحيطة بجنوب كاليفورنيا.

ما هي الرياح؟

هي حركة الهواء التي تنتج عن الاختلافات في الضغط الجوي عبر المناظر الطبيعية. وكلما زادت الاختلافات في الضغط، زادت قوة الرياح.

كما أن التضاريس مهمة أيضًا - فعادة ما تكون قمم الجبال الخالية من الأشجار أكثر رياحًا بدون تلك الأشجار أو المباني لإبطاء الرياح. كما أن الأجزاء المختلفة من الأرض - الماء واليابسة - تسخن من أشعة الشمس بمعدلات مختلفة، مما يشكل الرياح.

ما هي رياح سانتا آنا؟

عادةً ما تتدفق رياح جنوب كاليفورنيا على الشاطئ من المحيط الهادئ، حاملةً الهواء الرطب إلى اليابسة. رياح سانتا آنا هي تيارات دافئة تتحرك في الاتجاه المعاكس. تحدث عادةً من شهر سبتمبر حتى شهر مايو، وهي جافة جداً لدرجة أنها ترتبط ببعض أسوأ حرائق الغابات التي شهدتها المنطقة على الإطلاق، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن نقص الرطوبة في الهواء يساهم في جفاف الغطاء النباتي بسرعة.

كيف تؤثر جغرافية جنوب كاليفورنيا على الرياح؟

عندما تندفع الرياح إلى جنوب كاليفورنيا من الشمال الشرقي، كما يحدث أثناء هبوب رياح سانتا آنا، فإنها تأتي من نيفادا وغرب يوتا، فوق الجبال الواقعة بينهما. ويؤدي الضغط المرتفع فوق تلك الولايات، بالإضافة إلى نظام الضغط المنخفض في المكسيك، إلى تدفق الهواء بسرعة على طول تلك الممرات الجبلية أو تسلق القمم وفوقها مثل الأفعوانية التي تزيد من سرعتها أثناء سيرها.

في الأماكن التي تشتعل فيها حرائق الغابات، تساهم تلك الرياح في سرعة الحرائق وحركتها غير المنتظمة لأن ضغط الهواء يكون أكثر تغيرًا في التضاريس الجبلية مقارنة بالأراضي المنبسطة.

هل يؤثر تغير المناخ على الرياح؟

قال أليكس داسيلفا، خبير الأرصاد الجوية في شركة AccuWeather، إنه من الصعب الربط بين تغير المناخ ورياح سانتا آنا. لكنه أشار إلى أن الأبحاث تُظهر أن ظروف الجفاف ستزداد سوءًا في المستقبل مع تغير المناخ، مما يعني زيادة خطر الحرائق الناجمة عن الرياح العاتية.

فيكتور جينسيني، عالم المناخ بجامعة إلينوي الشمالية، كان أكثر تأكيدًا.

قال جينسيني في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لا توجد صلة ثابتة بين هذه الأنواع من الرياح التي تسبب حرائق الغابات وتغير المناخ".