ماريا كوليسنيكوفا: 434 يومًا في السجن

مرّ 434 يومًا منذ أن سمعت عائلة المعارضة البيلاروسية المسجونة ماريا كوليسنيكوفا خبر اعتقالها، حسبما قال أقاربها يوم الأربعاء، في عيد ميلاد الناشطة البيلاروسية الثاني والأربعين.

كوليسنيكوفا، التي تقضي 11 عامًا في السجن لمساعدتها في تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في بيلاروسيا في عام 2020، وغيرها من شخصيات المعارضة المسجونة محتجزة بمعزل عن العالم الخارجي منذ شهور طويلة، مما أثار مخاوف على سلامتها.

قالت شقيقتها تاتسيانا خوميتش لوسائل الإعلام البيلاروسية: "إنه عيد ميلادها الرابع الذي تقضيه ماريا خلف القضبان، ومؤخرًا تلقينا معلومات تفيد بأن صحتها تتدهور ولا نعرف ما إذا كانت تتلقى العلاج على الإطلاق". وأضافت خوميتش أن آخر رسالة تلقتها العائلة من كوليسنيكوفا كانت في فبراير 2023، وتتناقل أخبارها أجزاء وأخبار متفرقة عن السجناء الآخرين.

هزت بيلاروسيا احتجاجات حاشدة بعد انتخابات عام 2020 التي منحت الرئيس الاستبدادي ألكسندر لوكاشينكو ولايته السادسة في منصبه - وهو تصويت ندد به الغرب والمعارضة ووصفوه بأنه مزور. ردت السلطات باعتقال أكثر من 35,000 شخص وضرب الآلاف منهم بوحشية. واعتُقل العديد من كبار شخصيات المعارضة وحُكم عليهم بالسجن لفترات طويلة، بينما فر آخرون إلى الخارج.

اشتهرت كوليسنيكوفا بشعرها القصير وابتسامتها النابضة بالحياة بظهورها في المظاهرات وتشكيلها قلباً بيديها.

ظلت الناشطة خلف القضبان منذ سبتمبر 2020. وُضعت في الحجز بعد أن مزقت جواز سفرها على الحدود عندما حاولت السلطات طردها.

في عام 2022، خضعت كوليسنيكوفا لعملية جراحية في البطن، لكنها سرعان ما نُقلت إلى السجن. سُمح لوالدها بزيارتها في ذلك الوقت. في وقت سابق من هذا الأسبوع، أدرجت منظمة "فياسنا"، أبرز منظمات حقوق الإنسان في بيلاروسيا، كوليسنيكوفا ضمن 93 سجينًا سياسيًا يعانون من مشاكل صحية خطيرة وقد يكونون على وشك الموت.

كما ذكرت "فياسنا" أن كوليسنيكوفا تعرضت لضغوط ومضايقات من سجناء آخرين تصرفوا بناء على تعليمات مسؤولي السجن.

وقالت خوميتش إن الناشطة محتجزة في عزلة تامة منذ مارس 2023، و"لا تظهر المعلومات عنها إلا إذا تم وضع شخص ما في زنزانة مجاورة لها".

أحصت منظمة فياسنا 1,401 سجين سياسي في بيلاروسيا. من بينهم مؤسس المجموعة أليس بيالياتسكي، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2022.

وقد دعت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا، التي أُجبرت على العيش في المنفى في ليتوانيا، إلى التضامن مع كوليسنيكوفا في عيد ميلادها يوم الأربعاء. "إذا كان النظام "ليس في حالة حرب ضد المرأة"، فكيف تقضي ماشا هذا اليوم للسنة الرابعة بالفعل خلف القضبان؟ قالت تسيخانوسكايا على المنصة الاجتماعية X.