مسرحية جنوب أفريقية عن ويني ماديكيزيلا مانديلا تستكشف انتظار النساء السود الطويل للرجال الغائبين

تسعى مسرحية جديدة عن أيقونة مناهضة الفصل العنصري ويني ماديكيزيلا مانديلا إلى تسليط الضوء على كفاح النساء السود في جنوب أفريقيا اللواتي اضطررن إلى الانتظار لسنوات حتى عودة أزواجهن من المنفى أو السجن أو العمل في أماكن بعيدة خلال عقود من حكم الأقلية البيضاء.

المسرحية التي تدور أحداثها حول الزوجة السابقة الراحلة لنيلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، مقتبسة من رواية "صرخة ويني مانديلا" للكاتب نجابولو نديبيلي. تستكشف المسرحية مواضيع الوحدة والخيانة الزوجية.

في ذروة الفصل العنصري، كانت ماديكيزيلا مانديلا واحدة من أكثر الوجوه المعروفة في النضال من أجل تحرير جنوب أفريقيا بينما قضى زوجها وغيره من المناضلين من أجل الحرية عقوداً في السجن. وكان ذلك يعني مضايقات مستمرة من قبل الشرطة.

وفي إحدى المرات، تم نفيها من منزلها في سويتو في ضواحي جوهانسبرغ ونُقلت قسراً إلى براندفورت، وهي بلدة ريفية صغيرة لم تزرها قط على بعد 350 كيلومتراً (217 ميلاً) تقريباً.

حتى بعد أن سارت يدًا بيد مع زوجها الذي تحرر حديثًا في عام 1990 ورفعت قبضتها المضمومة، كانت مرحلة ما بعد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا مضطربة بالنسبة لها.

فقد اتُهمت ماديكيزيلا مانديلا، التي توفيت في عام 2018 عن عمر يناهز 81 عامًا، باختطاف وقتل أشخاص يُزعم أنها اشتبهت في أنهم مخبرين للشرطة في ظل نظام الفصل العنصري. كما واجهت أيضًا مزاعم بأنها لم تكن مخلصة لمانديلا خلال 27 عامًا قضاها في السجن.

أدت هذه الخلافات في نهاية المطاف إلى طلاقها من مانديلا، بينما نأى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بنفسه عنها.

ألهمت هذه العزلة والإذلال نديبيلي للكتابة عن ماديكيزيلا-مانديلا لأجيال ما بعد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

"كيف يمكنهم توريط ويني في مثل هذه الأحداث المروعة؟ إنها وجه نضالنا"، يتساءل نديبيلي الذي يؤدي دوره الممثل الجنوب أفريقي ليس نكوسي وهو يصف أفكاره عند سماعه خبر نأي حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بنفسه. "يستدعي هذا الإعلان في داخلي ألمًا أخلاقيًا لا أستطيع الهروب منه. هل هي منقذة لنا أم خائنة لنا؟"

يتناول أحد المشاهد الرئيسية مثول ماديكيزيلا مانديلا أمام لجنة الحقيقة والمصالحة، وهي هيئة شُكلت للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان إبان الفصل العنصري. وقد أنكرت ماديكيزيلا مانديلا مزاعم القتل والاختطاف ورفضت طلب الاعتذار لعائلات الضحايا المزعومين.

وقالت: "لن أكون الأداة التي تصادق على سياسة المصالحة، لأن سياسة المصالحة تتطلب إبادتي. عليكم جميعًا ألا تتصالحوا معي، بل أن تتصالحوا مع معنى أنا. معنى أنا هو البحث المستمر عن الشيء الصحيح الذي يجب القيام به"، تقول في مونولوج خيالي في الرواية.

كما تعكس المسرحية أيضًا كيف جرت إجراءات طلاق مانديلا في العلن، مع تفاصيل مرعبة عن زواجهما وشائعات عن علاقتها خارج إطار الزواج.

بالنسبة لمخرجة المسرحية، مومو ماتسونيان، كان من المهم أن تعكس المسرحية دور النساء السود في النضال ضد الفصل العنصري اللاتي كان عليهن أيضًا إدارة شؤون أسرهن وتربية الأطفال، غالبًا في غياب أزواجهن الطويل.

"كما أننا نرى النساء السود منفتحات وضعيفات وجنسيات وفخورات بذلك، ولا يخجلن من ذلك. أعتقد أن الفصل العنصري نجح في تفكيك بيت الأسرة السوداء بطريقة فظيعة للغاية. كيف يمكنك تربية رجال ونساء سود آخرين في حين أن بيتنا غير مكتمل". قالت ماتسونيان.

في المسرحية، تروي إحدى النساء السوداوات لمجموعة من الأصدقاء كيف أنهى زوجها زواجهما عندما عاد إلى الوطن بعد 14 عامًا من الدراسة في الخارج ليصبح طبيبًا ووجدها قد أنجبت طفلًا يبلغ من العمر الآن 4 سنوات.

وتروي امرأة أخرى للمجموعة نفسها - التي تطلق على نفسها اسم "إيباندلا لابافازي أبالنديليو" (منظمة النساء في الانتظار بلغة الإيشوسا) - أن زوجها عاد من السجن بعد سنوات عديدة قضاها في السجن لكنه تركها ليؤسس أسرة جديدة مع امرأة بيضاء.

تجيب ماديكيزيلا مانديلا، التي تؤدي دورها ثيمبيسا مدودا، عن أسئلة حول حياتها والقرارات التي اتخذتها خلال لقاء مع النساء.

افتتحت المسرحية، التي تستند أيضًا إلى الموسيقى الاحتجاجية في تلك الفترة، في مسرح السوق في جوهانسبرغ وستستمر حتى 15 مارس.