استشهاد عمال إنقاذ فلسطينيين في هجوم إسرائيلي
ظهرت أدلة فيديو جديدة توثق استشهاد 15 من عمال الإنقاذ الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية، مما يتناقض مع الرواية الرسمية. الفيديو يظهر الهجوم على سيارات الإسعاف بوضوح، ويكشف عن فظائع ترتكب بحق العاملين في المجال الإنساني.

أدلة فيديو جديدة تناقض رواية الجيش الإسرائيلي حول مقتل المسعفين
ظهرت أدلة فيديو جديدة تتعلق باستشهاد 15 من عمال الإنقاذ الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية، وهو ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية للهجوم على قافلة طبية في رفح الأسبوع الماضي.
وتظهر اللقطات، التي تم استرجاعها من هاتف أحد المسعفين الذين استشهدوا، الجيش الإسرائيلي وهو يهاجم سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر التي تحمل علامات واضحة والتي كانت أضواء إشاراتها الطارئة مضاءة، كما يظهر عمال الإسعاف وهم يرتدون سترات عاكسة للضوء.
وقال مسؤولون من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مؤتمر صحفي يوم الجمعة في مقر الأمم المتحدة إنهم قدموا التسجيل الذي تبلغ مدته حوالي سبع دقائق إلى مجلس الأمن الدولي.
شاهد ايضاً: نتنياهو يقصف غزة مجددًا لإنقاذ حياته السياسية
وكان العاملون في المجال الإنساني قد فُقدوا الأسبوع الماضي بعد استجابتهم لنداء استغاثة من مدنيين أصيبوا في هجوم إسرائيلي في رفح. وقد فُقد الاتصال بهم وعُثر على المسعفين بعد أيام في مقبرة جماعية بعمق مترين إلى ثلاثة أمتار وجثثهم مثقوبة بالطلقات النارية، وفقًا للدفاع المدني الفلسطيني في غزة.
"لقد استشهدوا بزيهم الرسمي. يقودون سياراتهم التي تحمل علاماتهم الواضحة. مرتدين قفازاتهم. في طريقهم لإنقاذ الأرواح"، قال جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين آنذاك.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية أعدمت المسعفين الذين كان بعضهم مكبلي الأيدي، قبل أن تدفنهم تحت سيارات الإسعاف المحطمة في رفح جنوب غزة.
'أمي، سامحيني'
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أولي إن السيارات قُصفت لأنها كانت تستخدمها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين. وتنفي الحركتان استخدام سيارات الإسعاف لأغراض عسكرية.
وتتناقض الأدلة الجديدة مع رواية الجيش الإسرائيلي التي زعمت أن سيارات الإسعاف "تم تحديدها وهي تتقدم بشكل مريب نحو القوات الإسرائيلية دون مصابيح أمامية أو إشارات طوارئ"، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار.
يظهر الفيديو عمال الإنقاذ يخرجون من سيارة إطفاء وسيارة إسعاف ويقتربون من سيارة إسعاف معطلة انحرفت عن الطريق. وفجأة يندلع إطلاق نار كثيف ويمكن رؤية إطلاق النار على القافلة. يمكن سماع أصوات عمال الإغاثة المنكوبين والجنود وهم يصرخون بأوامر باللغة العبرية في الخلفية.
ويمكن سماع أحد العاملين في المجال الطبي وهو يقول إن القوات الإسرائيلية تمطر سياراتهم بالرصاص.
ثم يطلب من والدته السماح قائلاً "أمي، سامحيني. هذا هو الطريق الذي اخترته - أردت مساعدة الناس. سامحيني يا أمي. أقسم أنني لم أسلك هذا الطريق إلا لمساعدة الناس."
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان له إن ما تم الكشف عنه "يفضح أكاذيب جيش الاحتلال الإسرائيلي"، وطالب بتحقيق دولي مستقل في عمليات القتل.
ومن بين هؤلاء العمال ثمانية مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وستة من أفراد فرق البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني الفلسطيني، وموظف واحد من الأمم المتحدة.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، إن واحداً منهم على الأقل كانت ساقاه مقيدتين، وآخر مقطوع الرأس، وثالث عاري الصدر.
وقال بصل: "كانت هذه المقبرة تقع على بعد أمتار فقط من مركباتهم، مما يشير إلى أن قوات الاحتلال أنزلت الضحايا من المركبات وأعدمتهم ثم ألقت بجثثهم في الحفرة".
وتُعدّ عمليات القتل هذه أكثر الهجمات دموية على العاملين في الصليب الأحمر/الهلال الأحمر في أي مكان في العالم منذ عام 2017، وفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر.
"تطوع ابني لمساعدة الجرحى. لم يكن يتقاضى راتباً. كان يحب عمله وكان متفانيًا فيه"، قالت والدة أحد المسعفين، أشرف ناصر أبو لبدة، الأسبوع الماضي.
أخبار ذات صلة

غارة بطائرة مسيّرة إسرائيلية تستهدف جنوب بيروت بعد تحذير بالإبعاد

قادة العرب والاتحاد الأوروبي يجتمعون في الرياض لمناقشة مستقبل سوريا

الحرب على غزة: وفاة الرضع الفلسطينيين من البرد في ظل الحصار الإسرائيلي
