نائبة رئيس الفلبين تتعرض للإقالة من قبل مجلس النواب وتواجه محاكمة في مجلس الشيوخ

• عزل مجلس النواب الفلبيني نائبة الرئيس سارة دوتيرتي يوم الأربعاء بعد أن وقّع أكثر من العدد المطلوب من المشرعين، وكثير منهم حلفاء للرئيس الذي كان بينها وبينه عداء سياسي مرير، على عريضة لعزلها من منصبها.

وقال الأمين العام لمجلس النواب ريجينالد فيلاسكو في جلسة عامة للغرفة السفلى للكونغرس إن 215 مشرعًا على الأقل وقعوا على عريضة لعزل دوتيرتي، وهو أكثر من كافٍ لكي يعزلها مجلس النواب القوي.

ومع وجود عدد كافٍ من التأييدات من قبل المشرعين في مجلس النواب، صدر أمر بإحالة شكوى العزل إلى مجلس الشيوخ، الذي سيكون بمثابة محكمة عزل ستحاكم نائبة الرئيس، ابنة الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي.

كانت نائبة الرئيس، التي لم تتفاعل على الفور مع تحرك مجلس النواب لعزلها، ووالدها على خلاف سياسي مع الرئيس فرديناند ماركوس الابن ومعسكره، بما في ذلك غالبية المشرعين في مجلس النواب.

وقد واجهت نائبة الرئيس، التي يُنظر إليها كمرشح رئاسي محتمل بعد انتهاء ولاية ماركوس في عام 2028، أربع شكاوى عزل على الأقل من قبل العديد من المشرعين وجماعات الناشطين اليساريين بشأن مجموعة من القضايا.

وشملت تلك القضايا تهديدًا بالقتل وجهته ضد الرئيس وزوجته ورئيس مجلس النواب مارتن روموالديز العام الماضي، ومخالفات في استخدام أموال الاستخبارات التابعة لمكتبها وفشلها في التصدي للعدوان الصيني في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

فقط شكوى العزل الأخيرة، التي تتهم نائبة الرئيس بانتهاك الدستور وخيانة الأمانة العامة والفساد وغيرها من الجرائم الكبرى، والتي وقع عليها 215 مشرعًا سيتم إرسالها إلى مجلس الشيوخ لمحاكمتها، وفقًا للمشرعين.

قد تتعرقل جهود عزل نائبة الرئيس بسبب ضيق الوقت. وجاء مساءلة مجلس النواب في اليوم الأخير من جلسة الكونغرس قبل بدء الحملة الانتخابية لانتخابات التجديد النصفي في مايو/أيار التي ستختار مشرعين جدد لمجلسي النواب والشيوخ. وقد تتم الدعوة إلى عقد جلسة خاصة للسماح لمجلس الشيوخ بمحاكمة دوتيرتي سريعًا.

وقد تكشفت المتاعب القانونية لنائبة الرئيس على خلفية نزاعها السياسي المرير المتزايد مع الرئيس وحلفائه. وقالت في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت في 23 نوفمبر/تشرين الثاني إنها تعاقدت مع قاتل مأجور لقتل ماركوس وزوجته ورئيس مجلس النواب مارتن روموالديز إذا قُتلت، وهو تهديد حذرت من أنه ليس مزحة.

وقالت لاحقًا إنها لم تكن تهدده بالقتل، ولكنها كانت تعبر عن قلقها على سلامتها الشخصية.

كان مجلس النواب يحقق في مزاعم إساءة استخدام 612.5 مليون بيزو (10.3 مليون دولار) من الأموال السرية والاستخباراتية التي تلقتها مكاتب دوتيرتي كنائبة للرئيس ووزيرة للتعليم. وقد تركت منصب التعليم منذ ذلك الحين بعد أن تعمقت خلافاتها السياسية مع ماركوس.

وقد رفضت الرد على الأسئلة بالتفصيل في جلسات استماع متوترة تم بثها تلفزيونياً العام الماضي. كما احتجت دوتيرتي بشدة عندما صدر أمر باحتجاز رئيسة موظفيها، زليكا لوبيز مؤقتًا بتهمة عرقلة التحقيق. وقد تم إطلاق سراح لوبيز منذ ذلك الحين من الاحتجاز في المستشفى.

وقد اتهمت دوتيرتي ماركوس وزوجته ورومالديز بالفساد وضعف القيادة ومحاولة تكميمها بسبب تكهنات بأنها قد تسعى إلى الرئاسة في عام 2028.

واستدعى المكتب الوطني للتحقيقات دوتيرتي العام الماضي لمواجهة المحققين بشأن تهديداتها ضدهم.

وعززت الشرطة والجيش ومستشار الأمن القومي على الفور أمن عائلة ماركوس بعد التهديدات.

وكان ماركوس ودوتيرتي قد حققا فوزًا ساحقًا في انتخابات عام 2022، لكنهما اختلفا منذ ذلك الحين بسبب خلافات رئيسية. يتم انتخاب المنصبين بشكل منفصل في الفلبين، الأمر الذي أدى إلى احتلال المتنافسين لأعلى المناصب السياسية في البلاد.

ويختلف ماركوس ودوتيرتي حول نهجهما تجاه المطالبات الإقليمية للصين في بحر الصين الجنوبي ووجهات نظرهما حول الحملة القاتلة لمكافحة المخدرات التي قام بها والد دوتيرتي، الذي كان الرئيس السابق وعمدة دافاو السابق.

أسفرت الحملة الوحشية على المخدرات التي شنها والدها عن مقتل الآلاف من المشتبه بهم ومعظمهم من الفقراء في عمليات قتل معظمها على يد الشرطة التي تحقق فيها المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جريمة محتملة ضد الإنسانية.