اتهامات خطيرة ضد شركة هواوي تكنولوجيز

أصدر قاضٍ أمريكي حكمًا بأن شركة هواوي تكنولوجيز الصينية، وهي شركة رائدة في مجال معدات الاتصالات، يجب أن تواجه اتهامات جنائية في قضية واسعة النطاق تزعم أنها سرقت التكنولوجيا وتورطت في الابتزاز والاحتيال المصرفي وغيرها من الجرائم.

ورفضت قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية آن دونيلي يوم الثلاثاء طلب هواوي برفض الادعاءات الواردة في لائحة اتهام فيدرالية مكونة من 16 تهمة ضد الشركة، قائلة في حكم من 52 صفحة إن حججها سابقة لأوانها.

وتتهم الولايات المتحدة شركة هواوي وبعض الشركات التابعة لها بالتآمر لسرقة أسرار تجارية أمريكية، وتركيب معدات مراقبة مكنت إيران من التجسس على المحتجين خلال المظاهرات المناهضة للحكومة الإيرانية عام 2009، وممارسة الأعمال التجارية في كوريا الشمالية على الرغم من العقوبات الأمريكية المفروضة هناك.

خلال فترة ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى في منصبه، أثارت إدارته مخاوف الأمن القومي وبدأت في الضغط على الحلفاء الغربيين ضد إدراج هواوي في شبكاتهم اللاسلكية عالية السرعة.

وفي لائحة الاتهام التي أصدرتها وزارة العدل في كانون الثاني/يناير 2019، اتهمت وزارة العدل شركة هواوي باستخدام شركة وهمية في هونغ كونغ تدعى Skycom لبيع معدات إلى إيران في انتهاك للعقوبات الأمريكية، واتهمت المديرة المالية للشركة، منغ وانزهو، بالاحتيال من خلال تضليل بنك HSBC بشأن التعاملات التجارية للشركة في إيران.

وكانت منغ، ابنة مؤسس شركة هواوي، قد اعتُقلت في كندا في أواخر عام 2018 بناءً على طلب تسليم أمريكي ولكن تم إطلاق سراحها في سبتمبر 2021 في عملية تبادل سجناء عالية المخاطر، حيث تم إطلاق سراح كنديين اثنين محتجزين لدى الصين وسمح لها بالعودة إلى وطنها.

وقد اتهم المسؤولون الصينيون الحكومة الأمريكية بـ "التنمر الاقتصادي" واستخدام الأمن القومي بشكل غير لائق كذريعة "لقمع الشركات الصينية". في طلبهم لرفض القضية الجنائية الواسعة، من بين حجج أخرى ادعى محامو هواوي أن الادعاءات الأمريكية كانت غامضة للغاية وبعضها "خارج نطاق الولاية القضائية بشكل غير مقبول"، ولا تنطوي على احتيال مصرفي محلي.

كافحت شركة هواوي، وهي أكبر صانع لمعدات الشبكات، للاحتفاظ بحصتها السوقية في ظل العقوبات التي منعت وصولها إلى معظم رقائق المعالجات الأمريكية وغيرها من التقنيات. دفعتها القيود إلى زيادة تطويرها لرقائق الكمبيوتر وغيرها من التقنيات المتقدمة.

كما حوّلت الشركة تركيزها إلى السوق الصينية وإلى تكنولوجيا الشبكات للمستشفيات والمصانع والعملاء الصناعيين الآخرين وغيرها من المنتجات التي لن تتأثر بالعقوبات الأمريكية.