مقتل مستشار أوكراني في مدريد وسط صدمة كبيرة

قالت السلطات الإسبانية إن مستشارًا للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش قُتل بالرصاص يوم الأربعاء عندما استهدفه مسلحون خارج المدرسة الأمريكية في مدريد.

وحددت وزارة الداخلية الإسبانية هوية أندري بورتنوف (51 عامًا) على أنه الضحية. وقالت السلطات إنه تم إطلاق النار عليه في الساعة 9:15 صباحًا بالتوقيت المحلي (0715 بتوقيت غرينتش)، بعد أن أوصل أولاده على ما يبدو إلى الفصل الدراسي.

وقال شهود عيان إن بورتنوف أصيب "عدة طلقات" في الرأس والجسم من قبل أكثر من مسلح عندما كان يركب سيارته، وهي سيارة مرسيدس بنز سوداء اللون، حسبما ذكرت الشرطة. ثم لاذ المهاجمون بالفرار سيراً على الأقدام.

وقالت خدمات الطوارئ في مدريد إنه عُثر عليه ميتاً عندما وصل المسعفون وقد أصيب بثلاث طلقات على الأقل في جسده.

بورتنوف هو سياسي أوكراني سابق وثيق الصلة بيانوكوفيتش، حيث شغل منصب نائب رئيس المكتب الرئاسي من عام 2010 إلى عام 2014.

خلال فترة رئاسة يانوكوفيتش، كان يُنظر إلى بورتنوف على نطاق واسع على أنه شخصية سياسية موالية لروسيا، وكان متورطًا في صياغة تشريع يهدف إلى ملاحقة المشاركين في ثورة 2014 في أوكرانيا.

قال لويس رايو، 19 عامًا، الذي يعيش في مبنى مجاور للمدرسة، إنه كان نائمًا عندما سمع صوت إطلاق النار.

وقال رايو: "سمعت خمس رصاصات ثم جئت إلى هنا لأرى ما حدث".

مدرسة في حالة صدمة

طوّقت الشرطة مسرح الجريمة في موقف للسيارات على بعد حوالي 150 مترًا (500 قدم) خارج بوابة المدرسة الأمريكية في مدريد، الواقعة في حي بوزويلو دي ألاركون الراقي شمال وسط المدينة.

أخبر أولياء الأمورأن بورتنوف كان لديه أطفال يدرسون في المدرسة الخاصة. ورفضت المدرسة تأكيد ما إذا كان أطفاله مسجلين فيها.

قال تيمور أياوكور، 17 عاماً، إنه كان في أول حصة دراسية له في اليوم بعد 20 دقيقة عندما سمع هو وزملاؤه إطلاق النار. بعد بضع دقائق، أخبر مسؤولو المدرسة الطلاب أن رجلًا أصيب بطلق ناري وأُعلن عن وفاته في الخارج.

قال أياكور، الذي يدرس في الصف الحادي عشر، عن الإعلان الأولي: "اعتقدت أنه كان تدريباً". "كنت قلقاً لأنني اعتقدت في البداية أنه قد يكون شخص أعرفه."

قالت والدته إلينا أياكور، وهي من أذربيجان، إنها تعرف الضحية من خلال الجالية الروسية رغم أنها لا تعرفه جيداً.

وقالت أياكور: "لم أكن أعلم بوجود سياسيين أوكرانيين هناك"، مضيفةً أن الضحية لديه ابن في الصف الرابع الابتدائي.

"كنت في حالة صدمة، مثل كيف يمكن أن يحدث هذا هنا؟" قالت أياكور.

ماضي بورتنوف

بعد فراره من أوكرانيا في عام 2014، أفادت التقارير أن بورتنوف عاش في روسيا في عام 2015 قبل أن ينتقل إلى النمسا. ولم يتضح على الفور متى انتقل إلى إسبانيا.

في عام 2018، فتح جهاز الأمن الأوكراني تحقيقًا ضده للاشتباه في خيانة الدولة، زاعمًا تورطه في ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم. أُغلقت القضية الجنائية في عام 2019.

في عام 2021، فرضت الولايات المتحدة عقوبات شخصية على بورتنوف وصنفته كشخص "مسؤول عن الفساد أو متواطئ فيه، أو شارك فيه بشكل مباشر أو غير مباشر، بما في ذلك اختلاس أصول الدولة، أو مصادرة الأصول الخاصة لتحقيق مكاسب شخصية، أو الفساد المتعلق بالعقود الحكومية أو استخراج الموارد الطبيعية، أو الرشوة".