مأساة إطلاق نار في السويد تترك أحلاماً محطمة

تمكن سليم كريم اسكيف من الاتصال بخطيبته عبر الفيديو ليخبرها أنه يحبها للمرة الأخيرة قبل أن يلقى حتفه هذا الأسبوع في أكثر حوادث إطلاق النار الجماعي دموية في السويد,

طلب الشاب البالغ من العمر 28 عامًا من كارين علياء أن تعتني بوالدته وبنفسها قبل أن تنتهي المكالمة.

لم يكن هناك رد عندما عاودت الاتصال، واكتشفت لاحقاً أنه توفي متأثراً بجراحه، وهو واحد من 10 أشخاص قتلوا عندما فتح مسلح النار يوم الثلاثاء في مركز تعليم الكبار في مدينة أوريبرو، حيث كان إيسكيف يدرس ليصبح ممرضاً.

وكان الخطيبن قد اشتريا مؤخراً منزلاً وكانا يخططان للزواج هذا الصيف.

"كان لديه كل هذه الأحلام في قلبه. والآن، للأسف، ذهبت كل هذه الأحلام. لقد انطفأ نورهما"، قال الأب جاكوب كاسيليا، كاهن كنيستهما المسيحية الأرثوذكسية المحلية، لقناة TV4 السويدية.

وقالت السلطات إن مطلق النار، الذي لم يتم تحديد هويته رسميًا بعد، كان على صلة بمركز تعليم الكبار حيث فتح النار بسلاح واحد على الأقل يشبه البندقية وربما كان قد التحق بالمدرسة هناك في السابق.

وعُثر على مطلق النار في وقت لاحق مقتولاً مع ثلاث بنادق و10 مخازن فارغة وكمية كبيرة من الذخيرة غير المستخدمة بجانب جثته. ولم تتضح كيفية وفاته، لكن المسؤولين قالوا إن الشرطة لم ترد على إطلاقه للنار.

وعثر الضباط على خمسة أشخاص على الأقل، جميعهم فوق سن 18 عاماً، مصابين بجروح خطيرة جراء طلقات نارية. وعولج شخص سادس من إصابات طفيفة.

لم يتوصل المحققون إلى دافع محدد وراء إراقة الدماء. وقالت الشرطة إنه لم تكن هناك تحذيرات مسبقة، ويعتقدون أن الجاني تصرف بمفرده. وقالت السلطات إنه لا توجد أي شبهات بصلته بالإرهاب في هذه المرحلة.

'حياتي كلها كانت معه'

تقدم المدرسة، كامبوس ريسبيرجسكا، فصولاً تعليمية ابتدائية وثانوية للبالغين من سن 20 عاماً فما فوق، ودروساً في اللغة السويدية للمهاجرين، والتدريب المهني، وبرامج للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية. تقع في ضواحي أوريبرو، على بعد حوالي 200 كيلومتر (125 ميلاً) من ستوكهولم.

كان اسكيف يدرس التمريض هناك بعد أن عمل في مجال الرعاية الصحية أثناء جائحة كوفيد-19. فرت أسرته من سوريا بين عامي 2014 و2015 بسبب الحرب الأهلية التي طال أمدها.

قالت شقيقته حنان اسكيف لقناة TV4: "لقد عشنا معًا طوال حياتنا". "عملنا معًا، ودرسنا معًا، وذهبنا إلى الكنيسة معًا. كانت حياتي كلها معه، كيف لي أن أعيش بدونه؟ "

أقامت العائلة قداسًا تأبينيًا في كنيستهم المسيحية الأرثوذكسية، على الرغم من أنهم لم يتسلموا جثمان إيسكيف حتى وقت متأخر من يوم الخميس.

"نستمر في النظر من النافذة ونحن نفكر في أنه ربما يعود ويطرق الباب، وسنضطر إلى فتحه. نحن لا ننام ولا نأكل ولا نشرب. لا شيء، نحن فقط نجلس وننظر من النافذة".

البنادق في السويد

تعتزم الحكومة وديمقراطيو السويد يوم الجمعة المضي قدمًا في مقترحات لتشديد قوانين حيازة الأسلحة، بما في ذلك تقييد الوصول إلى الأسلحة شبه الآلية مثل بندقية AR-15، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السويدية TT.

وقالت السلطات إن مطلق النار كان لديه تراخيص لأربعة أسلحة، عُثر على ثلاثة منها بجانب جثته. وصادرت الشرطة السلاح الرابع. وقال المسؤولون إن سلاحًا واحدًا على الأقل كان سلاحًا شبيهًا بالبندقية.

في الوقت الحالي، من أجل حيازة سلاح ناري بشكل قانوني في السويد، يجب على المتقدمين الحصول على رخصة سلاح وإثبات أنه سيُستخدم لغرض مقبول، مثل الصيد أو الرماية على الأهداف، ولن يُساء استخدامه.

يجب على المتقدمين أيضًا تقديم شهادات الصيد أو الرماية بالأهداف التي تم الحصول عليها مسبقًا. تتطلب شهادات الصيد أن يجتاز الأشخاص دورة تدريبية، في حين يجب أن يكون الرماة الرماة على الأهداف معتمدين كأعضاء نشطين وذوي خبرة في النوادي.

في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 10.5 مليون نسمة، كان هناك ما يزيد قليلاً عن 660,000 مالك مسجل لحيازة الأسلحة في بداية عام 2024، وفقًا لوكالة الأنباء السويدية TT. كان لدى هؤلاء المالكين المسجلين حوالي 2 مليون قطعة سلاح، وهي أشياء تعتبر أسلحة نارية وقطع سلاح تتطلب تصريحاً.

وذكرت وكالة TT أن 1.6 مليون من تلك البنادق مسجلة لأغراض الصيد، و176,000 قطعة أخرى للرماية.

يجب تخزين جميع الأسلحة في خزائن آمنة معتمدة من الشرطة. ولا تُمنح طلبات الحصول على أسلحة أوتوماتيكية بالكامل أو أسلحة بيد واحدة إلا لأسباب استثنائية، وتكون هذه التصاريح محدودة زمنيًا بشكل عام.

وتُلغى التصاريح إذا تم تعديل السلاح ليكون مختلفًا بشكل كبير عن وظيفته الأصلية.