رئيس جنوب أفريقيا يشير إلى تهديد ترامب في خطاب للأمة: "لن نسمح بالتهديد"

• بدا أن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا يرد على تهديدات نظيره الأمريكي دونالد ترامب بقوله في خطابه السنوي للأمة يوم الخميس إن بلاده "لن تخضع للتخويف".

واعتُبر تعليق رامافوزا بمثابة رد فعل على تعهد ترامب بقطع جميع التمويلات عن جنوب أفريقيا بسبب قانون جديد لمصادرة الأراضي، على الرغم من أن رامافوزا لم يذكر ترامب بالاسم.

وقال رامافوزا في البرلمان في كيب تاون: "نحن نشهد صعود النزعة القومية والحمائية والسعي وراء المصالح الضيقة وتراجع القضية المشتركة". وأضاف "هذا هو العالم الذي يجب علينا، كاقتصاد نامٍ، أن نبحر فيه الآن.

"ولكننا لسنا خائفين. ولن نرتدع. نحن شعب مرن. لن نخضع للتخويف. سنقف معًا كأمة متحدة وسنتحدث بصوت واحد دفاعًا عن مصالحنا الوطنية وسيادتنا وديمقراطيتنا الدستورية."

وقوبل هذا الجزء من الخطاب بالتصفيق والهتاف من قبل أعضاء البرلمان وغيرهم من الحاضرين الذين حضروا النسخة الجنوب أفريقية من خطاب حالة الاتحاد.

أمضى رامافوزا وحكومته معظم الأسبوع في الدفاع عن سمعة بلادهم وعملياتها القانونية بعد أن نشر ترامب يوم الأحد على منصته "تروث سوشيال" أنه سيوقف كل التمويل الأمريكي لجنوب أفريقيا لأنها "تصادر الأراضي، وتعامل فئات معينة من الناس بشكل سيء للغاية"، دون أن يذكر من هم. وكتب ترامب أن قيادة البلاد متورطة في "انتهاك هائل لحقوق الإنسان" تتجاهله وسائل الإعلام.

وقال إن حكومة جنوب أفريقيا "تقوم ببعض الأشياء الفظيعة، أشياء فظيعة"، ومرة أخرى دون أن يقدم تفاصيل.

ويبدو أن تعليقات ترامب كانت في إشارة إلى قانون أقرته جنوب أفريقيا الشهر الماضي يسمح للحكومة بمصادرة الأراضي من أطراف خاصة. وقد دافع رامافوزا وحكومته عن هذا القانون باعتباره يستهدف الأراضي غير المستخدمة أو الأراضي التي يمكن إعادة توزيعها من أجل الصالح العام، وقالوا إن هناك حماية قانونية لمنع مصادرة أي أرض بشكل تعسفي. وقالوا إنه لم تتم مصادرة أي أرض.

وقال المتحدث باسم رامافوزا إن مزاعم ترامب، والانتقادات ذات الصلة التي وجهها مستشاره الملياردير إيلون ماسك - الذي ولد في البلاد - لجنوب أفريقيا هي "معلومات مضللة". لطالما انتقد ماسك، الذي غادر جنوب إفريقيا في أواخر الثمانينيات، حكومتها الحالية باعتبارها معادية للبيض، وادعى أن القانون مصمم لأخذ الأراضي من الأقلية البيضاء.

جاءت مزاعم ترامب حول جنوب أفريقيا - وبعضها غير دقيق - بعد فترة وجيزة من إصداره أمرًا بتجميد معظم المساعدات العالمية لمدة 90 يومًا، مما يهدد مئات الملايين من الدولارات التي تمنحها الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا لبرنامجها لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وهو الأكبر في العالم.

وقال رامافوزا في خطابه إن تجميد المساعدات أمر مثير للقلق، وأن جنوب أفريقيا تبحث عن طرق للحفاظ على استمرار خدماتها الأساسية المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.

لكن خطابه الذي استغرق 90 دقيقة كان إلى حد كبير حول القضايا المحلية، وأعلن أن حكومته ستنفق 50 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لتحسين البنية التحتية في جنوب أفريقيا، وبناء الطرق والجسور والسدود، وتحديث الموانئ البحرية والمطارات. وقال رامافوزا إن البنية التحتية الجديدة "ستدعم اقتصادنا".