النائب العام يخبر هيئة المحلفين في محاكمة الرشوة في نيويورك سيتي بأن السيناتور بوب مينينديز وضع السلطة "للبيع"

اتهم المدعي العام السيناتور بوب مينينديز في مرافعة ختامية في محاكمته بتهمة الرشوة يوم الاثنين بعرض سلطته للبيع لصالح ثلاثة رجال أعمال من نيوجيرسي قاموا برشوته بالذهب والنقود وسيارة فاخرة.

العرض الذي قدمه مساعد المدعي العام الأمريكي بول مونتيليوني والذي سيستمر يوم الثلاثاء، دفع الديمقراطي إلى السخرية أثناء مغادرته قاعة المحكمة، قائلاً "إن الحكومة مخمورة بخطابها الخاص."

وقبل ذلك بدقائق، حث مونتيليوني هيئة المحلفين في محكمة مانهاتن الفيدرالية على تتبع أثر مئات الرسائل الإلكترونية والرسائل النصية بين رجال الأعمال ومنينديز وزوجته لمعرفة الصلة بين رجال الأعمال وعائدات الرشوة التي تم العثور عليها في مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمقر إقامة مينينديز في يونيو 2022.

وقال إنهم سيتمكنون أيضًا من مطابقة أدلة بصمات الأصابع التي تربط رجال الأعمال ومنينديز بالرشاوى، بما في ذلك بصمات الأصابع على الشريط الذي يربط آلاف الدولارات نقدًا مخبأة في جيوب المعاطف والأحذية والصناديق التي عُثر عليها في منزل إنجلوود كليفز بولاية نيوجيرسي الذي تملكه زوجته نادين مينينديز.

قال مونتيليوني إن السيناتور "عرض سلطته للبيع".

وقال المدعي العام إنه لم يكن كافياً أن السيناتور كان واحداً من أقوى الأشخاص في واشنطن بصفته العضو الأبرز ثم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حيث كان بإمكانه منع أو الموافقة على مئات الملايين من الدولارات من المساعدات العسكرية لدول مثل مصر.

وقال مونتيلوني: "لقد أراد أيضًا أن يستخدمها لتكديس الثروات له ولزوجته".

كانت مرافعة مونتيليوني مع دخول المحاكمة أسبوعها التاسع في محكمة مانهاتن الفيدرالية قد انتهت تقريبًا من نصفها عندما اختتمت المحكمة جلساتها لهذا اليوم.

وأثناء مغادرته قاعة المحكمة، سخر مينينديز من خاتمة المدعي العام قائلاً إن الحكومة "أمضت ساعتين في عرض المخططات وليس الشهود الذين مثلوا أمام هيئة المحلفين".

وأضاف أن مونتيليوني قد أمضى "ساعتين في إخبار المحلفين بما يعتقدون أنه يجب أن تكون المحادثات التي لم يسمعوها أبدًا".

وأشار مونتيليوني إلى وجود "نمط واضح من الفساد" وطلب من المحلفين أن يراجعوا عن كثب الاتصالات بين الزوجين مينينديز ورجال الأعمال لرؤية أدلة على وجود رشاوى إلى جانب دليل على أنهما كانا يحاولان التستر على مخططاتهما.

ويقول ممثلو الادعاء إن سبائك ذهبية وأكثر من 480,000 دولار نقداً وسيارة مرسيدس بنز تم اكتشافها خلال مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي هي عائدات رشاوى دُفعت لحمل مينينديز على مساعدة الرجلين في تعاملاتهما التجارية.

وقال مونتيليوني إن ادعاءات الدفاع بأن الذهب الموجود في المنزل ورثت نادين مينينديز في الغالب تكذبها الأرقام التسلسلية على سبائك الذهب التي أظهرت أنها جاءت من رجال الأعمال الذين دفعوا الرشاوى.

وقال: "كل هذا الحديث عن امتلاك نادين لذهب العائلة هو مجرد أكاذيب.

كما يقول المدعون العامون، اتخذت السيناتور إجراءات من 2018 إلى 2022 لحماية أو تعزيز المصالح التجارية لرجال الأعمال - بما في ذلك حماية احتكار وائل هناء لإصدار شهادات اللحوم المصدرة إلى مصر من الولايات المتحدة لضمان مطابقتها للمتطلبات الغذائية الإسلامية.

وبالإضافة إلى تهم الرشوة والابتزاز والاحتيال وعرقلة سير العدالة، اتُهم مينينديز أيضًا بالعمل كعميل أجنبي لمصر.

وقال مونتيلوني إن مينينديز اتخذ إجراءات مدفوعة بالرشوة لصالح مصر، بما في ذلك سرعة تخليص ما يقرب من 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية ومطالبة مسؤول زراعي أمريكي كبير بالتوقف عن التدخل في احتكار شركة هانا لإصدار شهادات اللحوم، مما جعل المسؤول يطمئن العاملين في السفارة الأمريكية في مصر "بأنه يساندهم".

وقال المدعي العام إن مينينديز شارك أيضًا معلومات حساسة غير علنية حول عدد الأمريكيين في السفارة الأمريكية في مصر وعدد المصريين الذين يعملون هناك، مع علمه بأنها ستصل إلى المصريين، وساعد الحكومة المصرية في إعداد ردها على أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المنتقدين لسياساتها.

وقالت مونتيليوني إن مينينديز كان يتحدث في بعض الأحيان بغموض في اتصالاته مع زوجته ورجال الأعمال لأنه كما تعلم "يريد أن تكون بصماته بعيدة عن الأمر" و"لا يريدون أن يتم القبض عليهم".

وقال المدعي العام: "كان يتصرف كرجل مرتشٍ لأن هذا ما كان عليه".

وقد دفع مينينديز، 70 عامًا، إلى جانب هانا والمطور العقاري فريد دعيبس بالبراءة، وهم يحاكمون معًا. وأقر رجل الأعمال الثالث، خوسيه أوريبي، بالذنب في القضية وأدلى بشهادته ضد الآخرين خلال المحاكمة، وهي المحاكمة الثانية التي يواجهها السيناتور في العقد الأخير. ولم يدلي أي من المتهمين بشهادته.

انتهت محاكمة سابقة ضد مينينديز في نيوجيرسي في عام 2017 بهيئة محلفين غير متكافئة. وبعد توجيه الاتهامات في الخريف الماضي، أُجبر مينينديز على التخلي عن رئاسته للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

نادين مينينديز (57 عاماً)، زوجة السيناتور، متهمة أيضاً في القضية، لكن تم تأجيل محاكمتها بينما تتعافى من جراحة سرطان الثدي. وقد دفعت هي الأخرى بأنها غير مذنبة.

وكجزء من دفاعه، جادل محامو مينينديز بأن عشرات الآلاف من الدولارات النقدية التي عُثر عليها في أحذية وسترات بوب مينينديز ناتجة عن اعتياده تخزين النقود في المنزل بعد أن سمع من عائلته كيف هربوا من كوبا في عام 1951 مع النقود التي خبأوها في منزلهم فقط.

وأكد محامو مينينديز أيضًا أن زوجته، التي بدأت مواعدة السيناتور في عام 2018 وتزوجته بعد عامين، لم تخبره بمشاكلها المالية والمساعدة التي طلبتها من رجال الأعمال.

وُلد مينينديز في مانهاتن بعد انتقال العائلة إلى مدينة نيويورك، على الرغم من أنه نشأ في مدينتي هوبوكين ويونيون سيتي في نيوجيرسي، وفقًا لشهادة شقيقته.

شغل مينينديز مناصب عامة بشكل مستمر منذ عام 1986، حيث عمل كمشرع في الولاية قبل أن يخدم 14 عامًا كعضو في الكونغرس الأمريكي. في عام 2006، عيّن جون كورزين الذي كان يشغل منصب الحاكم آنذاك، مينينديز في مقعد مجلس الشيوخ الذي أخلاه عندما أصبح حاكماً.

وقبل عدة أسابيع، تقدم مينينديز بطلب للترشح لإعادة انتخابه هذا العام كمستقل.