محادثات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا

قالت القوات الجوية الأوكرانية يوم الثلاثاء إن روسيا أطلقت 10 طائرات بدون طيار من طراز "شاهد" وطائرات تمويهية على أوكرانيا في هجمات ليلية، في أصغر قصف بطائرات بدون طيار هذا العام بينما يستعد البلدان المتحاربان لمحادثات سلام محتملة في تركيا.

لم يرد الكرملين بشكل مباشر على تحدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمقابلته شخصيًا في المفاوضات في إسطنبول يوم الخميس.

وقد رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لليوم الثاني على التوالي يوم الثلاثاء أن يقول للصحفيين ما إذا كان بوتين سيسافر إلى إسطنبول ومن سيمثل روسيا في المحادثات المحتملة. وقال بيسكوف: "بمجرد أن يرى الرئيس ضرورة لذلك، سنصدر إعلانًا".

وقالت روسيا إنها سترسل وفدًا إلى إسطنبول دون شروط مسبقة.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطًا شديدة على الجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في يناير/كانون الثاني مع وعد بإنهاء الحرب.

ويقول محللون عسكريون إن كلا الجانبين يستعدان لحملة الربيع والصيف في ساحة المعركة، حيث أدت حرب الاستنزاف إلى مقتل عشرات الآلاف من الجنود من الجانبين على طول خط الجبهة الممتد على طول 1000 كيلومتر (620 ميلاً) تقريباً. وقال معهد دراسات الحرب، وهو مؤسسة بحثية في واشنطن، يوم الاثنين إن روسيا "تعمل بسرعة على تجديد وحدات الخطوط الأمامية بمجندين جدد للحفاظ على زمام المبادرة في ساحة المعركة".

وقال ميخائيلو بودولياك، مستشار زيلينسكي، يوم الثلاثاء في برنامج على يوتيوب يديره صحفيون روس بارزون في المنفى، إن زيلينسكي لن يلتقي بأي مسؤول روسي في إسطنبول غير بوتين.

وقال بودولياك إن المحادثات على مستوى أقل من ذلك ستكون بمثابة "مماطلة" لأي عملية سلام. وقد اتهم الزعماء الأوروبيون بوتين مؤخرًا بالتلكؤ في جهود السلام بينما يحاول الضغط على مبادرة جيشه الأكبر في ساحة المعركة والاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية.

ورفضت روسيا فعليًا وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يومًا الذي طالبت به أوكرانيا وزعماء أوروبا الغربية منذ يوم الاثنين، عندما أطلقت أكثر من 100 طائرة بدون طيار على أوكرانيا. وعرض بوتين بدلاً من ذلك إجراء محادثات سلام مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول يوم الخميس.

ورفضت روسيا اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمه القادة الأمريكيون والأوروبيون ولكنها عرضت إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا.

وقد شكك بوتين مرارًا وتكرارًا في شرعية الحكومة الأوكرانية، وخاصة زيلينسكي نفسه، قائلًا إن ولايته انتهت العام الماضي. وبموجب دستور أوكرانيا، من غير القانوني أن تجري البلاد انتخابات وطنية بينما هي تحت الأحكام العرفية، كما هو الحال الآن.

وفي تعقيد إضافي، يستبعد مرسوم أوكراني من عام 2022 إجراء مفاوضات مع بوتين.

وقد تحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الاثنين مع كبار الدبلوماسيين من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبولندا، الذين كانوا مجتمعين في لندن، لتقييم "الطريق إلى الأمام لوقف إطلاق النار والطريق إلى السلام في أوكرانيا"، حسبما قالت المتحدثة باسمه تامي بروس.

وكانت تلك الدول الأوروبية قد تعهدت بفرض المزيد من العقوبات على روسيا إذا لم تلتزم بوقف إطلاق النار الكامل الذي قبلت به أوكرانيا اعتبارًا من يوم الاثنين، لكنها لم تعلن عن أي إجراءات عقابية إضافية.