اكتشاف رفات ضحايا داعش في سوريا يثير القلق

تم العثور على رفات 30 شخصًا يعتقد أنهم قتلوا على يد تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة سورية نائية في عملية بحث قادتها فرق البحث القطرية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وفقًا لبيان صادر عن قطر يوم الاثنين.

وقالت قوى الأمن الداخلي القطرية إن مكتب التحقيقات الفيدرالي هو من طلب البحث، وأن اختبارات الحمض النووي جارية حاليًا لتحديد هويات الأشخاص. ولم تكشف الوكالة القطرية عن هوية الأشخاص الذين تحاول وكالة الاستخبارات والأمن الأمريكية العثور عليهم.

وقتل العشرات من الأجانب، بينهم عمال إغاثة وصحفيون، على يد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق لنصف عقد من الزمن وأعلن ما يسمى بالخلافة. وخسر التنظيم المتشدد معظم أراضيه في أواخر عام 2017 وأعلن هزيمته في عام 2019.

ومنذ ذلك الحين، تم اكتشاف العشرات من المقابر الجماعية في شمال سوريا تحتوي على رفات وجثث أشخاص اختطفهم التنظيم على مر السنين.

وكان الصحفيان الأمريكيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف، بالإضافة إلى العاملين في المجال الإنساني كايلا مولر وبيتر كاسيج من بين الذين قتلهم التنظيم.

وكان جون كانتلي، وهو مراسل بريطاني، قد اختطف إلى جانب فولي في عام 2012، وشوهد آخر مرة على قيد الحياة في أحد الفيديوهات الدعائية للتنظيم المتطرف في عام 2016.

جرت عملية البحث في بلدة دابق بالقرب من الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.

نشر التنظيم مقاطع فيديو في عامي 2014 و2015 لعمليات قطع رؤوس فولي وسوتلوف وكاسيج. كما تم نشر فيديو مماثل لاثنين من عمال الإغاثة اليابانيين المختطفين الذين تم قطع رؤوسهم من قبل المتطرفين بطريقة مماثلة.

وفي وقت لاحق، تم التعرف على الرجل الملثم الذي كان يقوم بعمليات القتل ويتحدث باللغة الإنجليزية في مقاطع الفيديو على أنه محمد إموازي، وهو مواطن بريطاني من أصل كويتي من لندن، والمعروف باسم "الجهادي جون". وقد قُتل في نوفمبر 2015 في غارة جوية أمريكية وبريطانية بطائرة بدون طيار.

كما تم العثور على مقابر جماعية في المناطق التي كان يسيطر عليها بشار الأسد الرئيس السابق لسوريا الذي أطيح به قبل الثوار في ديسمبر الماضي، منهياً بذلك حكم عائلته الذي استمر نصف قرن. ولسنوات، استخدم آل الأسد أجهزتهم الأمنية والاستخباراتية سيئة السمعة لقمع الثوار، الذين فُقد الكثير منهم.

ويعد الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختطف في عام 2012 في منطقة متنازع عليها في غرب سوريا، من بين أبرز حالات المفقودين. وقد شوهد لآخر مرة بعد أسابيع من اختطافه في شريط فيديو يظهره وهو أسير لدى مسلحين. وقالت الإدارة الأمريكية في ديسمبر/كانون الأول إنه لا يزال يُعتقد أنه على قيد الحياة، رغم أن واشنطن اعترفت في ذلك الوقت بأنها لا تملك دليلاً مباشراً على سلامة تايس.

ظلت واشنطن لسنوات تصر على أن تايس محتجز لدى السلطات السورية السابقة.

قدرت الأمم المتحدة في عام 2021 أن أكثر من 130 ألف سوري اختطفوا خلال الانتفاضة التي بدأت في عام 2011 وتحولت إلى حرب أهلية استمرت 13 عامًا.