كيف تم تحويل قرية باريس 2024 لتكون ملائمة للألعاب البارالمبية مع الأخذ بعين الاعتبار قابلية الوصول

قبل أربعة أيام فقط من انطلاق دورة الألعاب البارالمبية، كانت قرية الرياضيين تعج بالنشاط يوم السبت حيث كان الرياضيون من 168 وفدًا يستقرون في مقرهم المؤقت، استعدادًا لمنافساتهم القادمة.

وكانت القرية الواقعة في الضاحية الشمالية لباريس، في مقاطعة سين سان دوني، قد أغلقت أبوابها في 13 أغسطس/آب بعد اختتام الألعاب الأولمبية، مما منح المنظمين أسبوعًا لإجراء التعديلات اللازمة للألعاب البارالمبية القادمة.

تحدث لوران ميشو، رئيس القرية البارالمبية، عن التحول السريع والدقيق في نفس الوقت. وقد تم بناء القرية مع مراعاة الشمولية منذ البداية، ولكن هذا الأسبوع الأخير كان حاسماً لضبط التفاصيل لضمان أن كل جانب من جوانبها كان مناسباً تماماً لاحتياجات الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة.

"جميع الطرق والأرصفة ونقاط الوصول متاحة بالكامل للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. إنها قرية يسهل الوصول إليها بنسبة 100%."

أعيد افتتاح القرية في 21 أغسطس، وتم تحويلها لتلبية الاحتياجات الخاصة للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة البالغ عددهم 4,400 رياضي.

وكان من بين أهم التعديلات التي أُدخلت على القرية المنحدرات الإضافية والإضاءة المحسّنة في جميع أنحاء القرية، مما يسهل على الرياضيين التنقل فيها، بغض النظر عن إعاقاتهم الحركية أو البصرية. كما تمت تغطية الأرضيات الرملية والشبكات التي كان من الممكن أن تشكل تحديات لمستخدمي الكراسي المتحركة بحصائر.

كما تم توفير أجهزة مزودة بمحركات لمستخدمي الكراسي المتحركة، مما جعل التنقل في القرية أسرع وأكثر متعة. وسرعان ما أصبحت هذه الأجهزة مفضلة لدى الرياضيين، مما أضاف عنصر المتعة في تنقلهم.

ومن المشاهد التي جسدت هذه المتعة ثلاثة رياضيين من إيران. فقد شوهدوا وهم يتنقلون عبر الزقاق الرئيسي المؤدي إلى قاعة الطعام، حيث كان أحد الرياضيين يستخدم الجهاز الآلي بينما كان الآخرون يتشبثون بأكتاف رفيقهم ويضحكون وهم يستمتعون بالرحلة.

وقد أشادت لوديفين مونوس، وهي رياضية فرنسية سابقة في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ورئيسة قسم الاندماج في باريس 2024، بتجهيزات القرية، واصفة إياها بـ "الجنة" للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقالت مونوس: "كان الهدف هو توفير أفضل تجربة ممكنة للرياضيين أثناء إقامتهم، وضمان تركيزهم الكامل على أدائهم دون القلق بشأن مشاكل الوصول".

تم إجراء تعديلات أصغر أيضاً لتحسين الحياة اليومية. في قاعة الطعام، تم تباعد الطاولات في قاعة الطعام لتيسير وصول الكراسي المتحركة وأزيلت بعض الكراسي لخلق تصميم أكثر انفتاحاً.

أكد فيليب فورتس، رئيس قسم الأغذية والمشروبات، على هذه التغييرات الطفيفة والمهمة في نفس الوقت. تم عرض المنتجات الموجودة في الثلاجات على جميع الرفوف لضمان سهولة وصول مستخدمي الكراسي المتحركة أو الرياضيين من قصار القامة إليها. كما تواجد متطوعون لتقديم المساعدة للرياضيين الذين يحتاجون إلى مساعدة في حمل صوانيهم. بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في حملها على أحضانهم، تمت إضافة طبقة رقيقة من المطاط لمنع انزلاق الطعام.

وداخل أماكن المعيشة، تم تركيب منافذ كهربائية على ارتفاع 45 سم (17 بوصة) من الأرض، مما يغني مستخدمي الكراسي المتحركة عن إجهاد أنفسهم بالوصول إلى الأسفل. أما في الحمامات، فقد تم وضع قضبان الإمساك بشكل استراتيجي واحدة مثبتة بإحكام على الحائط وأخرى بأكواب شفط لتوفر مرونة في تلبية الاحتياجات المختلفة.

وأشار وورتز إلى أن "أصغر التفاصيل يمكن أن تحدث تحسينات كبيرة للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة".

وبالإضافة إلى هذه التعديلات العملية، يمكن للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً الاستمتاع بمجموعة من الخدمات، بما في ذلك مخبز وصالون تدليك ومتجر بقالة وصالة رياضية تعمل على مدار 24 ساعة وصالون لتصفيف الشعر والأظافر وعيادة مجانية متاحة جميعها داخل القرية.

ستبدأ دورة الألعاب البارالمبية في 28 أغسطس وتختتم في 8 سبتمبر.