معاناة عبد الله البرغوثي في سجون الاحتلال الإسرائيلي
تعاني عائلة الأسير الفلسطيني عبد الله البرغوثي من تدهور حالته الصحية بسبب التعذيب المستمر في السجون الإسرائيلية. تقارير صادمة عن سوء المعاملة والعزلة، وسط دعوات عاجلة للحكومة الأردنية لإنقاذ حياته.

عانى الأسير الفلسطيني البارز عبد الله البرغوثي من إيذاء جسدي شديد ومستمر على أيدي حراس السجن الإسرائيليين، وفقًا لعائلته.
البرغوثي، الذي يحمل أيضًا الجنسية الأردنية، معتقل منذ عام 2003، وقد واجه ظروفًا قاسية طوال فترة سجنه.
إلا أن عائلته تفيد بأن سوء المعاملة ازدادت حدتها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.
ويقضي البرغوثي، وهو عضو في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، أطول عقوبة سجن في السجون الإسرائيلية، حيث حُكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة بتهمة تدبير تفجيرات أسفرت عن مقتل عشرات الإسرائيليين.
وقد ظل أحد الشخصيات الرئيسية التي رفضت إسرائيل الإفراج عنه في محادثات تبادل الأسرى مع حماس.
يوم الجمعة، نشرت ابنته تالا البرغوثي على فيسبوك، كاشفةً عن الانتهاكات اليومية "المروعة" التي يتعرض لها والدها. ووصفت كيف أنه بعد إخراج السجناء الآخرين من زنزانته، تعرض البرغوثي للتعذيب لساعات باستخدام أساليب وحشية، بما في ذلك القضبان الحديدية والأحزمة.
وذكرت أن الضرب ترك آثارًا جسدية شديدة على جسده، مما تسبب في كسور متعددة وآلام مبرحة وعدم القدرة على الوقوف أو الحركة.
"غادرت المحامية الزيارة والدموع في عينيها، غير قادرة على التعبير عما شاهدته من صدمة وألم. فقد لخصت ما شاهدته العذاب اليومي لسجين تُسحق كرامته دون رحمة".
وتفيد التقارير أن السجين يعاني أيضًا من جروح مفتوحة مؤلمة لم يتم علاجها، دون تقديم أي رعاية طبية له.
شاهد ايضاً: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد الفلسطينيين في غزة بالقتل في منشور صادم على وسائل التواصل الاجتماعي
وقد اضطر زملاؤه السجناء إلى تعقيم جروحه بسائل غسيل الأطباق بسبب غياب العلاج الطبي المناسب.
والبرغوثي غير قادر على النوم مستلقياً بسبب شدة جراحه، وتفيد التقارير أن وزنه انخفض إلى 70 كيلوغراماً فقط.
وقد حثت عائلته الحكومة الأردنية والسفارة الأردنية ووزارة الخارجية على اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياته.
منع زيارة المحامي والعائلة له
قالت فايدة البرغوثي، زوجة الأسير البرغوثي، إن زيارة المحامية الأخيرة لزوجها يوم الأربعاء تركتها مصدومة من تدهور حالته الصحية.
وكشفت عن تعرضه لضرب وحشي في يوم الأسير الفلسطيني، 17 أبريل/نيسان.
وأوضحت أن البرغوثي تعرض للضرب على عينيه ويديه، مما أفقده القدرة على الحركة وبدا مكسورًا.
وعلى الرغم من خطورة إصاباته، إلا أنه لم يتلق أي علاج طبي.
ويقبع البرغوثي حاليًا في سجن جلبوع، حيث نُقل إليه في ديسمبر 2023.
"لقد تعرض زوجي للضرب المبرح عدة مرات، ولكننا لا نسمع عنه شيئًا لأن المحامين ممنوعون من زيارته. يستغرق الأمر ثلاثة أشهر على الأقل لتلقي رد على طلب الزيارة، سواء تمت الموافقة عليه أو رفضه، وغالبًا ما يتم رفض الطلب".
طوال سنوات سجنه الـ23، أمضى البرغوثي معظم وقته في الحبس الانفرادي وحُرم من الزيارات العائلية.
"كنا نتلقى أخباره من السجناء المفرج عنهم. لم نتمكن من زيارته سوى خمس مرات فقط خلال 23 عامًا، ولم يزره والده الذي توفي في يناير 2024 إلا مرة واحدة فقط".
تتواصل العائلة مع منظمات حقوق الإنسان المختلفة، على أمل الضغط على إسرائيل لتوفير الرعاية الطبية اللازمة للبرغوثي.
شاهد ايضاً: أحمد الشرع: سوريا الجديدة ستتحدد بالمغفرة والعفو
لكنهم يقولون إن هذه الجهود أثبتت عدم جدواها، حيث يبدو أن إسرائيل مصممة على استهدافه شخصيًا.
ويوجد حالياً أكثر من 9,900 أسير فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، من بينهم 27 امرأة وأكثر من 400 قاصر.
وجميعهم مسجونون في ظل ظروف قاسية ازدادت سوءًا منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك التعذيب والحرمان من الطعام والرعاية الطبية والإذلال.
وقد استشهد ما لا يقل عن 60 سجينًا نتيجة لهذه الظروف على مدار الـ 17 شهرًا الماضية، مما يمثل تصعيدًا غير مسبوق في سوء المعاملة.
أخبار ذات صلة

سوريا: وصول أول رحلة دولية إلى دمشق منذ الإطاحة بالأسد

السلطة الفلسطينية توقف مؤقتًا بث قناة الجزيرة

أصوات الصمود: فنانون فلسطينيون يروون قصص الحياة والولادة وسنة من الحزن في غزة
