الفهد يجسد صراعات الأرستقراطية في صقلية

يأخذ مسلسل "الفهد"، وهو مسلسل جديد من إنتاج نتفليكس، الرواية الإيطالية الكلاسيكية للكاتب الإيطالي جوزيبي توماسي دي لامبيدوزا ويحولها إلى عمل فخم يصور صراعات الطبقة الأرستقراطية في صقلية في القرن التاسع عشر، خلال الاضطرابات الاجتماعية بينما تتداعى طريقة حياتهم من حولهم.

امتلك توم شانكلاند، الذي أخرج أربع حلقات من أصل ثمانٍ، الشجاعة لتجربة نسخته الخاصة من أحد أكثر الأفلام شهرة في التاريخ الإيطالي. فاز فيلم "الفهد" الذي أخرجه لوتشينو فيسكونتي عام 1963 من بطولة بيرت لانكستر وآلان ديلون وكلوديا كاردينال بالسعفة الذهبية في مهرجان كان.

قال أحد النقاد الإيطاليين إن هذا الفيلم يعادل أن يأخذ مخرج في الولايات المتحدة فيلم "ذهب مع الريح" ويحولها إلى مسلسل، لكن شانكلاند لم يكن متخوفًا على الإطلاق.

وقال إنه لم يفكر في أي شيء آخر غير شغفه بالمشروع الذي نشأ من حبه للكتاب. فقد كان والده أستاذًا جامعيًا للأدب الإيطالي في إنجلترا، وفي طفولته كان يحب الكتاب والسفر إلى صقلية مع عائلته.

يحكي الكتاب قصة دون فابريزيو كوربيرا، أمير سالينا، وهو أرستقراطي طويل ووسيم وثري يمتلك قصورًا وأراضي في جميع أنحاء صقلية.

ويهتز عالمه المريح مع غزو جوزيبي غاريبالدي لصقلية عام 1860، الذي كان من المقرر أن يطيح بملك بوربون في نابولي ويحقق توحيد إيطاليا.

تعيش عائلة الأمير حياة مترفة في قصورهم الفخمة مع الخدم والفلاحين الذين يتملقونهم في كل احتياجاتهم. يقضون أوقاتهم في المآدب الفخمة والحفلات الراقصة الفخمة مع زملائهم من الأرستقراطيين.

حوَّل شانكلاند المسلسل إلى وليمة بصرية مع موائد مكدسة بالطعام وحدائق متقنة وأزياء مثيرة. وقد استفاد من تقنية الطائرات بدون طيار لإظهار العائلة وهي تتنقل في عربات عبر الريف الصقلي أو الجنود وهم يسيرون في باليرمو.

تم تصوير المسلسل في القصور الرائعة في مدن باليرمو وسيراكوزا وكاتانيا في صقلية. كان مشهد الرقص الشهير حيث يرقص الأمير الفالس مع أنجليكا في قاعة الرقص بفندق جراند بلازا في روما.

أخذ الأمير تحت جناحيه ابن أخيه اليتيم المحبوب تانكريدي الذي أذهل العائلة بانضمامه إلى رجال غاريبالدي المعروفين باسم القمصان الحمر.

يقوم الممثل الإيطالي ساول ناني بالدور الذي لعبه ديلون من قبل. وقال إنه يشرفه أن يلعب مثل هذه "الشخصية الأيقونية" وأن يسير على خطى ممثل "رائع" مثل ديلون.

يبدو أن تانكريدي يستعد للتودد وربما الزواج من الابنة الكبرى المحبوبة للأمير كونشيتا، مما سيجعله ينضم رسمياً إلى العائلة النبيلة ويحمي سلالتها. لكن أنجيليكا الجميلة بشكل مذهل، ابنة عمدة دونافوجاتا الثرية حديثًا، البلدة التي تقيم فيها العائلة في الصيف، تغير كل شيء.

تؤدي دور أنجيليكا ديفا كاسيل، وهي عارضة أزياء بالإضافة إلى كونها ممثلة، وابنة مونيكا بيلوتشي وفنسنت كاسيل.

قالت كاسيل: "لقد كان شرفًا حقيقيًا لي أن أكون قادرة على أن أحل محل كلوديا كاردينالي، وهي ممثلة رائعة لا يمكن الوصول إليها ولا يمكن المساس بها". "ولكن كان من الرائع حقًا أن أكون قادرًا على تجربة مثل هذه المجموعة الكبيرة. كان هذا هو مشروعي الثاني، لذا كان الأمر مرهقًا للغاية لتحمل مثل هذه المسؤولية الضخمة."

ترفرف أنجيليكا وابنة الأمير، كونشيتا، التي تؤدي دورها بينيديتا بوركارولي، في المشاهد بأزياء فخمة وفساتين ذات صدريات ضيقة وتنورات كبيرة ذات أقفاص كرينولين.

أشارت كاسيل إلى التناقض الحاد مع الملابس العصرية التي "تتكيف مع شكل أجسامنا".

وقالت إن حشر نفسها في الصدريات ذات الخصر الضيق في حرارة صقلية غيّر من شكلها الجسدي.

وقالت كاسيل: "رأيت بعض التعديلات بعد ستة أشهر من التصوير". "أعتقد أنني خسرت حوالي سنتيمترين من خصري بسبب الحر، وبسبب ضيق المكان".

لكنها تعلمت مهارة جديدة: "كيف ترقص بأفضل طريقة مع هذه الملابس التي تتحكم في جسمك."

يركز الكتاب والفيلم و المسلسل، الذي يُعرض لأول مرة في 5 مارس على نتفليكس، على صراع الأمير مع التغيرات المجتمعية وإدراكه أنه يفقد سلطته السياسية والشخصية.

قال كيم روسي ستيوارت، الذي اندمج في الدور بإتقان، وساعده في ذلك طوله الطبيعي وأناقته: "هذا هو أكثر ما أثر فيّ على الأرجح". "إنها حالة شخصيته، وتحديدًا إحساسه بأنه في نهاية حقبة من الزمن، ولكن أيضًا في نهاية حياته."