مايكروسوفت تحقق نموًا كبيرًا بفضل الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة مايكروسوفت يوم الأربعاء عن نمو مبيعاتها الفصلية بنسبة 16% لتصل إلى 65.6 مليار دولار في الوقت الذي تسعى فيه الشركة إلى طمأنة المستثمرين بأن إنفاقها الضخم على الذكاء الاصطناعي يؤتي ثماره.

وقد أنفقت الشركة مليارات الدولارات لتوسيع شبكتها العالمية من مراكز البيانات والبنية التحتية المادية الأخرى اللازمة لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تأليف المستندات وإنشاء الصور والعمل كمساعد شخصي نابض بالحياة في العمل أو المنزل.

ونتيجة لذلك، أصبحت المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي الآن في طريقها للمساهمة بحوالي 10 مليارات دولار في الإيرادات السنوية للشركة، وهو "أسرع عمل في تاريخنا للوصول إلى هذا الإنجاز"، حسبما قال الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا في مكالمة مع المحللين يوم الأربعاء.

كما أعلن صانع البرمجيات أيضًا عن زيادة بنسبة 11% في الأرباح الفصلية إلى 24.7 مليار دولار، أو 3.30 دولار للسهم الواحد، وهو ما فاق توقعات وول ستريت للفترة من يوليو إلى سبتمبر.

وكان المحللون الذين استطلعت شركة FactSet Research آراءهم يتوقعون أن تحقق مايكروسوفت 3.10 دولار للسهم الواحد على إيرادات قدرها 64.6 مليار دولار.

لم تعلن مايكروسوفت رسميًا حتى الآن عن إيراداتها من منتجات الذكاء الاصطناعي على وجه التحديد، لكنها تقول إنها أدخلت التكنولوجيا ومساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها، المسمى Copilot، في جميع قطاعات أعمالها، وخاصة عقود الحوسبة السحابية Azure.

وكان قطاع أعمال الإنتاجية في مايكروسوفت الذي يتضمن مجموعة Office للبريد الإلكتروني ومنتجات أخرى خاصة بمكان العمل في صدارة المبيعات خلال الربع، حيث نمت مبيعاته بنسبة 12% لتصل إلى 28.3 مليار دولار.

كما نما قطاع الأعمال الذي يركز على الحوسبة السحابية في مايكروسوفت بنسبة 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 24.1 مليار دولار للأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر.

كما نمت أعمال الحوسبة الشخصية، بقيادة قسم ويندوز، بنسبة 17% لتصل إلى 13.2 مليار دولار. وقد جاء جزء كبير من هذا النمو من أعمال مايكروسوفت في مجال ألعاب الفيديو Xbox، والتي تعززت بشرائها لعملاق نشر الألعاب Activision Blizzard قبل عام.

كما كشفت مايكروسوفت وشركات تصنيع الحواسيب التي تشغل نظام التشغيل ويندوز التابع لها هذا العام عن فئة جديدة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة المزودة بالذكاء الاصطناعي، حيث تواجه الشركة منافسة متزايدة من منافسيها من شركات التكنولوجيا الكبرى في عرض تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي على المستهلكين وأماكن العمل.

إن بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي وتشغيلها أمر مكلف، وقد أعلنت مايكروسوفت عن إنفاق 20 مليار دولار خلال الربع، معظمها لاحتياجاتها من الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. ويشمل ذلك بناء مراكز حوسبة تستهلك الكثير من الطاقة وتزويدها بالرقائق المتخصصة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.

كما استثمرت مايكروسوفت أيضاً مليارات الدولارات في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، لا سيما شريكها OpenAI، صانع ChatGPT وتقنية روبوتات الدردشة الأساسية التي يعتمد عليها برنامج Copilot الخاص بمايكروسوفت.

أكد ناديلا على سعي الشركة لجعل العملاء يطبقون منصات الذكاء الاصطناعي في أماكن عملهم حيث تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي على تحويل الوظائف ومهام العمل.

وقد شهد ناديلا، وهو الآن في عامه العاشر في منصب الرئيس التنفيذي، زيادة تعويضاته السنوية بنسبة 63% هذا العام لتصل إلى 79 مليون دولار، وفقًا لبيان تم تقديمه قبل الاجتماع السنوي القادم لمساهمي مايكروسوفت في ديسمبر. هذا على الرغم من عرض ناديلا تخفيض حوافزه النقدية لتعكس مسؤوليته الشخصية في التعامل مع تهديدات الأمن السيبراني.

في وقت سابق من هذا العام، وجد تقرير لاذع صادر عن مجلس مراجعة فيدرالي أن "سلسلة من الإخفاقات الأمنية" من قبل مايكروسوفت سمحت لقراصنة مدعومين من الدولة الصينية باختراق حسابات البريد الإلكتروني لكبار المسؤولين الأمريكيين.