اعتداء وحشي على مروان البرغوثي داخل السجن

تعرّض السجين السياسي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي لاعتداء "وحشي" من قبل حراس السجن الإسرائيليين، وفقًا للمعلومات التي تم نقلها إلى عائلته.

وقالت الرواية التي نُقلت إليهم أن جزءًا من أذن البرغوثي قد قُطع، وأن أضلاعه وأصابعه وأسنانه قد كُسرت خلال جولات الضرب المتكررة.

وقال عرب البرغوثي، ابن مروان، إن العائلة علمت بالاعتداء من خلال مكالمة هاتفية من رجل عرّف عن نفسه بأنه سجين فلسطيني تم الإفراج عنه مؤخراً.

وقال إن حالة والده وصفت بأنها "صعبة وخطيرة للغاية".

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية إنها جمعت معلومات يبدو أنها تؤيد ما ورد في التقرير عن الاعتداء الأخير.

وقال مصدر مقرب من مروان البرغوثي وعائلته، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن القيادي الفتحاوي تعرض للضرب من قبل سلطات السجون الإسرائيلية خمس مرات على الأقل خلال العامين الماضيين.

وقال المصدر إن "البرغوثي يتعرض لمحاولة اغتيال بطيئة وتدريجية".

وتأتي هذه الهجمات وسط تهديدات متزايدة ضد البرغوثي من كبار المسؤولين الإسرائيليين.

ففي آب/أغسطس، تم تصوير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، وهو يزور البرغوثي في زنزانته ويحذر من أن إسرائيل "ستبيد" كل من يعارضها.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها البرغوثي علنًا منذ سنوات؛ حيث بدا مسنًا وهزيلًا ولا يرتدي سوى قميص داخلي أبيض.

وفي أعقاب الاعتداء الأخير الذي تم الإبلاغ عنه، قال المصدر إن العائلة أصيبت بصدمة ويأس شديدين.

وأضاف المصدر: "إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون أو مع من يتحدثون".

البرغوثي، وهو شخصية بارزة في حركة فتح، مسجون منذ عام 2004.

وقد استهدفته إسرائيل لدوره القيادي في الانتفاضة الثانية 2000-2005 وشعبيته الدائمة بين الفلسطينيين.

وهو يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 40 عاماً بعد إدانته في هجمات أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين. رفض البرغوثي تقديم دفاعه أثناء محاكمته، قائلاً إنه لا يعترف بشرعية المحكمة.

وقد أشارت استطلاعات الرأي باستمرار إلى أن البرغوثي سيفوز بالرئاسة الفلسطينية بفارق كبير في حال أجريت الانتخابات وسُمح له بالترشح.

ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد القادة الفلسطينيين القلائل الباقين الذين لا يزالون موحدين، على الرغم من ارتباط حركة فتح العميق بالسلطة الفلسطينية التي لا تحظى بشعبية.

ويقبع الرجل البالغ من العمر 66 عاماً في الحبس الانفرادي منذ فترة طويلة، وقد تعرض لاعتداءات مكثفة إلى جانب معتقلين فلسطينيين بارزين آخرين منذ أكتوبر 2023.

البرغوثي "تُرك لمواجهة مصيره بمفرده"

في يناير الماضي، ذكرت مصادر أن مصر وقطر وحماس تستخدم "كل الوسائل المتاحة" لتأمين الإفراج عن البرغوثي كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ومع ذلك، قامت إسرائيل في وقت لاحق بإزالة اسمه من قائمة الأسرى الذين تم تبادلهم في أكتوبر.

وذكرت مصادر في وقت سابق أن بعض كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية دفعوا أيضًا لاستبعاده، خشية أن يهدد إطلاق سراحه منصب الرئيس محمود عباس.

وقال المصدر الذي تحدث عن حالة البرغوثي إن السلطة الفلسطينية وحركة فتح لم تتدخل في الأمر.

"في بعض الأحيان يبدو الأمر وكأنه أكثر من مجرد إهمال"، قال المصدر. "إنه أمر مؤلم ومثير للغضب، ويثير العديد من التساؤلات.

وتابع: "كيف يمكن أن يُترك عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ليواجه مصيره بمفرده؟"

بعد أن بدأت الإبادة الجماعية في غزة في أكتوبر 2023، شنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، واعتقلت الآلاف.

هناك ما لا يقل عن 9,250 فلسطينيًا محتجزين حاليًا في السجون الإسرائيلية، على الرغم من أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك على الأرجح لأن إسرائيل تحجب معلومات عن المئات الذين تم اعتقالهم من غزة.

ما يقرب من نصف المعتقلين الفلسطينيين محتجزون دون تهمة أو محاكمة، بموجب أوامر اعتقال إداري غير قابلة للتجديد إلى أجل غير مسمى.

وقد ارتفعت التقارير عن الانتهاكات الممنهجة والتعذيب في الحجز الإسرائيلي إلى مستويات قياسية منذ بدء الحرب. وقد تم توثيق ما لا يقل عن 100 حالة وفاة لسجناء في ظل هذه الظروف.