رواية المستمعون سحر الأدب في زمن الحرب

جلبت ماجي ستيفاتر نثرها السحري معها إلى روايتها الأولى للبالغين.

تدور أحداث رواية "المستمعون" في فندق فخم في غرب فيرجينيا مع بدء الحرب العالمية الثانية. في ظل الحاجة إلى مكان لإيواء رعاياها الأجانب أي دبلوماسيي المحور وعائلاتهم تستولي الحكومة الأمريكية على فندق أفالون، مما يجبر مديرته وموظفيها على السعي الحثيث لتحقيق التوازن بين الضيافة والمتعة.

جون بورتر هدسون، المديرة العامة للفندق، هي امرأة واثقة من نفسها ومخلصة لفندق أفالون حتى على حساب هويتها. أما تاكر مينيك فهو عميل فيدرالي قوي ولكنه مجروح عاطفياً، وهو مسؤول عن المراقبة الدبلوماسية للرهائن وأي متواطئين معهم. عندما تلتقي جون وتاكر، يكون الشد والجذب اللوجستي بينهما بمثابة إزعاج متبادل وتسلية واكتشاف للذات.

إن رواية "المستمعون"، التي تتسم بالتفاصيل، هي قصة عن إدارة الأشخاص والتنظيم الذاتي. إنها رواية محلية فريدة من نوعها تتناول الحرب العالمية الثانية وتعرض طبيعة الحرب التي تقترب من نهايتها، حيث يتم تجنيد الرجال وتمزيق العائلات وفرض الحصص الغذائية. في الوقت نفسه، تُظهر الرواية كيف أن الانقسام الطبقي يعزز الامتيازات والجهل لدى الأغنياء، خاصةً في الأوقات الحالكة.

عندما يصل واقع الصراع في النهاية إلى الفندق، لا يكون أمام القارئ والرواة على حد سواء خيار سوى التعامل مع المنطقة الرمادية الموجودة في زمن الحرب: يمكن أن يكون الأعداء محبوبين؛ ويمكن أن يكون الأصدقاء بغيضين.

في خاتمة الرواية، كشفت ستيفاتر أن "المستمعون" مستوحاة من أشخاص وأحداث ومواقف حقيقية، مما جعل الرواية أكثر إثارة للإعجاب. لقد كانت الرواية مدروسة جيدًا ولَبِقة في تناولها للقضايا المظلمة بحساسية شديدة، مع تضمين التفاصيل النابضة بالحياة في كل صفحة.

الخيوط العديدة التي فُتحت في بداية الكتاب على شكل رسائل، وطلبات غرف الفندق، وتفاصيل محددة بشكل غريب وشخصيات غير متطابقة، طرحت السؤال: "هل سيجتمع هذا معًا؟"

وبحلول النصف الثالث من الرواية، كان الصراع على وشك أن يتفجر.

لكن تطور الشخصيات جاء مكتملًا، وتم ربط خيوط الحبكة السائبة، وكُشفت التلميحات السابقة حيث شكّلت جون وتاكر تحالفًا غريبًا يتصارعان لحماية الأكثر ضعفًا في أفالون. كانت نتيجة جهودهما غير متوقعة ولكنها مرضية بشكل لا يمكن إنكاره.

لا تخشى ستيفاتر من استخدام علامات الترقيم بطرق غير تقليدية. فهي تثبت مرة أخرى أن التمرد على معايير الكتابة التقليدية يمكن أن يسمح للإبداع بالازدهار. حافظ النثر على الإحساس بالسحر والاحتمال، بينما نضج بالمقارنة مع أعمالها السابقة لليافعين مثل "دورة الغراب" و"ثلاثية الحالم".

كان من الممكن أن تكون رواية "المستمعون" أكثر واقعية في بعض الأحيان، حيث تشتت الخصائص الخارقة للطبيعة للمياه الجبلية الحلوة الانتباه عن طابع الرواية التاريخي الخيالي.

وإجمالاً، رقيت رواية "المستمعون" إلى مستوى البراعة الأدبية التي رسختها ستيفاتر في أعمالها السابقة، حيث قدمت هذه الرواية الفريدة عن الحرب العالمية الثانية أجواءً جميلة ومتطورة، وحبكة مثيرة، وشخصيات حية.