مظاهرات حاشدة في لندن من أجل فلسطين والحرية

خرج مئات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين إلى شوارع وسط لندن يوم السبت، مطالبين بسلام دائم في غزة، وذلك بعد يوم واحد من سريان وقف إطلاق النار.

ووفقًا لحملة التضامن مع فلسطين (PSC)، التي نظمت المظاهرات ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، فقد انضم أكثر من 600,000 شخص إلى المسيرة.

وقال مدير حملة التضامن مع فلسطين، بن جمال، إن الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "ليست خطة للسلام الدائم"، مضيفًا أنها فشلت في معالجة "السبب الجذري للعنف".

وتعهد بأن المظاهرات ستستمر "حتى يتحرر الشعب الفلسطيني في نهاية المطاف"، حتى في الوقت الذي أعلنت فيه وزيرة الداخلية شبانة محمود عن إجراءات جديدة لتقييد المظاهرات، قائلة إنها تسببت في إثارة الخوف داخل المجتمع اليهودي.

وقال رئيس الوزراء كير ستارمر إن الحكومة تدرس اتخاذ إجراءات محتملة ضد هتافات محددة تستخدم في المسيرات المؤيدة لفلسطين.

وقال مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إن مظاهرة يوم السبت هي المظاهرة الوطنية الثانية والثلاثين منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية.

وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو إلى وقف مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل ولافتات تطالب بمحاسبة إسرائيل.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد دخول وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية حيز التنفيذ يوم الجمعة، مما خفف من حدة القصف الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من عامين والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 67,000 فلسطيني منذ أكتوبر 2023.

وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة في سبتمبر إن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أنه بدأ الاستعدادات للانسحاب "الجزئي" لقواته.

ووفقًا للمراحل الأولية للاتفاق، ستنسحب إسرائيل إلى خط محدد، وستفرج حماس عن نحو 20 أسيرًا حيًا، إلى جانب جثث نحو 28 آخرين.

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أن وزارة الداخلية في إسرائيل نشرت أسماء 250 أسيراً فلسطينياً سيتم الإفراج عنهم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

وذكر التقرير أن 100 من هؤلاء الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون سيسمح لهم بالمغادرة إلى الضفة الغربية، فيما سيتوجه خمسة منهم إلى القدس.

وقال الجيش الأمريكي يوم السبت عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار إن إسرائيل أكملت المرحلة الأولى من الانسحاب من غزة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، قتلت القوات الإسرائيلية 17 فلسطينيًا على الأقل وأصابت 71 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

كما قصفت القوات الإسرائيلية مناطق في جميع أنحاء قطاع غزة.

بدأت الهدنة رسميًا في الساعات الأولى من يوم الجمعة، بعد الحصول على الموافقة النهائية من الحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن وقوع غارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار في مدينة غزة وخان يونس.

وقالت الأمم المتحدة أن 170,000 طن متري من المساعدات الإنسانية قد تم وضعها بالفعل في الدول المجاورة مثل الأردن ومصر، وأن المسؤولين ينتظرون الحصول على إذن من القوات الإسرائيلية لاستئناف عملهم.

ودعت منظمة اليونيسيف يوم الجمعة إلى فتح جميع المعابر إلى غزة، قائلة إن الأطفال في القطاع معرضون للخطر بشكل خاص لأنهم ظلوا لفترات طويلة دون طعام مناسب.

وقال الدفاع المدني في غزة إن نحو 9500 شخص لا يزالون في عداد المفقودين تحت الأنقاض في جميع أنحاء غزة، وقد بدأت فرقه عمليات الإنقاذ، وانتشلت جثث نحو 155 شخصًا حتى الآن.

ووفقًا للوكالة، فقد وصل 500,000 نازح فلسطيني إلى مدينة غزة منذ سريان وقف إطلاق النار يوم الجمعة. وقد نصب الناس خياماً مؤقتة على الأنقاض، لكنهم يفتقرون إلى المأوى المناسب حيث من المقرر ألا تدخل المساعدات إلى القطاع حتى يوم غد.

وقد نزح نحو 700,000 شخص من مدينة غزة وشمالها بسبب القصف والغارات الإسرائيلية المكثفة على المنطقة.

وقد دعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى إجراء تحقيق في جرائم الحرب وطالب "المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية والقانونية ومحكمة الجنايات الدولية بمحاسبة قادة إسرائيل وعدم منحهم أي حصانة سياسية أو قانونية".

وقال المكتب الإعلامي إنه يريد تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب والإبادة الجماعية وضمان عودة جميع النازحين وتعويضهم.