مئات من رجال الإطفاء يكافحون حريق غابات مميت في جنوب اليونان لليوم الثالث على التوالي

يكافح المئات من رجال الإطفاء والمتطوعين في جنوب اليونان لليوم الثالث على التوالي حريقًا هائلاً تسبب في مقتل شخصين وتدمير منطقة غابات كبيرة، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إلى التعهد بتقديم المساعدة.

وانضمت طائرتان قاذفتان للمياه من إيطاليا إلى جهود مكافحة الحرائق في وقت متأخر من يوم الثلاثاء بعد أن طلبت اليونان المساعدة من خلال آلية الحماية المدنية الطارئة للتكتل الذي يضم 27 دولة. وكان من المتوقع أيضًا وصول طائرة ثالثة من كرواتيا.

وقالت خدمة الإطفاء اليونانية إن أكثر من 400 من رجال الإطفاء اليونانيين، بمساعدة 22 طائرة، يشاركون في مكافحة الحريق في جبال كورنثيا الوعرة في منطقة بيلوبونيز.

وقد أبدت السلطات تفاؤلها بإحراز تقدم حيث تم إخماد الجبهة الرئيسية للحريق، تاركًا عددًا كبيرًا من الحرائق المتفرقة. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان من الممكن توسيع نطاق هذا النجاح قبل أن تهب الرياح وتنتشر النيران مرة أخرى.

وقال وزير التغير المناخي والحماية المدنية في اليونان، فاسيليس كيكيلياس، إن ما يصل إلى 5000 هكتار (12,300 فدان) قد تضررت حتى الآن من الحريق.

وقال في مؤتمر صحفي: "الوضع صعب للغاية". "لم نتوقع أنه في هذا الوقت من العام. سيكون هناك الكثير من حرائق الغابات وأنه سيكون من الصعب التعامل معها".

في حين أن حرائق الغابات شائعة في فصل الصيف، إلا أن موسم الحرائق هذا العام بدأ في وقت أبكر بكثير من المعتاد، في أبريل، وامتد حتى الخريف. قالت خدمة الإطفاء إن ما مجموعه 41 حريقًا غابات اندلع في جميع أنحاء البلاد خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وقال المتحدث باسم الحكومة بافلوس ماريناكيس إن رجال الإطفاء قد أعاقت استجابتهم الأولية يوم الأحد بسبب صعوبة التضاريس وشبكة الطرق السيئة.

وقال: "خلال المرحلة الأولى الحاسمة من الحريق، واجهت شاحنات الإطفاء صعوبة كبيرة في الاقتراب من (الحريق) بسبب ضيق الطرق". وأضاف ماريناكيس أن "الوديان الكثيرة والرياح العاتية التي هبت في ذلك اليوم أعاقت بشكل كبير" جهود مكافحة الحرائق.

أمر المسؤولون بإخلاء قرية أخرى كإجراء احترازي، بعد يوم واحد من صدور ستة أوامر مماثلة. وأعيد يوم الثلاثاء فتح طريق سريع رئيسي كان مغلقًا طوال الليل مع اجتياح ألسنة اللهب بالقرب منه.

وقد دمر الحريق كنيسة تاريخية في الجبال، وأفادت تقارير بأن النيران ألحقت أضرارًا بمبانٍ خارج القرى المهددة، لكن لم تتمكن خدمة الإطفاء من تقديم مزيد من التفاصيل على الفور.

وقد تم التعرف على الضحيتين من السكان المحليين الذين حوصروا في وقت متأخر من يوم الأحد بسبب الحريق الذي كان يتصاعد بسرعة.

وتعاني اليونان، كغيرها من دول جنوب أوروبا الأخرى، كل صيف من حرائق الغابات المدمرة التي تفاقمت بسبب الاحتباس الحراري. على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان على خدمة الإطفاء التعامل مع أكثر من 4,500 حريق غابات - وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في موسم حرائق واحد - بحسب كيكيلياس.

وقد وُصف موسم هذا العام بأنه أخطر موسم في عقدين من الزمن بعد أن ترك الريف جافًا بسبب الجفاف الذي طال أمده وموجات الحر الصيفية المبكرة.

ومع ذلك، أدت الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها اليونان في الطائرات الإضافية التي تقصف بالمياه وطائرات الإنذار بدون طيار وغيرها من المعدات إلى إخماد معظم الحرائق بعد فترة وجيزة من اندلاعها.