شاحنات فورد في اليابان تحديات وعلاقات اقتصادية

تمتلئ اليابان بالشاحنات البيضاء الصغيرة التي يستخدمها المزارعون والعمال التجاريون لجر معداتهم على طول الطرق الضيقة في دولة أصغر من كاليفورنيا.

لكن رئيسة الوزراء اليابانية ساني تاكايتشي كانت تفكر في شاحنة أخرى أكثر ضخامة بينما كانت تتطلع إلى بناء علاقة مع الرئيس الأمريكي الزائر دونالد ترامب.

وضعت تاكايتشي، التي ترغب في تحسين العلاقات الاقتصادية مع واشنطن وتوطيد علاقة قوية مع ترامب، شاحنة فورد F-150 الأمريكية الضخمة، بالإضافة إلى سيارات يابانية أمريكية الصنع، في فناء قصر أكاساكا حيث أجرى الزعيمان محادثاتهما الأولى يوم الثلاثاء.

وترامب من المعجبين بشاحنة فورد F-150، وقد استجاب بشكل إيجابي للتقارير التي تفيد بأن الحكومة اليابانية تدرس شراء العشرات من هذه الشاحنات الصغيرة.

كما اشتكى أيضًا من عدم وجود أي سيارات أمريكية في اليابان وأن معايير سلامة السيارات في البلاد صارمة للغاية.

ولكن قد يرتبط عدم وجود سيارات أمريكية كبيرة في اليابان بأسباب أكثر عملية، بما في ذلك الأذواق المحلية وظروف وحجم الطرق.

قد تكون الشاحنات كبيرة جدا بالنسبة للطرق اليابانية

فاليابان دولة جزيرة، أصغر من كاليفورنيا، وهناك مواقف سيارات محدودة. حتى في المدن الكبيرة، فإن العديد من الشوارع التي يعيش فيها الناس ضيقة وملتوية.

ويبدو أن المستهلكين يفضلون السيارات المدمجة أو الصغيرة التي يمكنها التنقل بسهولة على الطرقات. ويميل أولئك الذين يستطيعون شراء سيارات أجنبية أغلى ثمناً إلى السيارات المدمجة أو المتوسطة الحجم من أوروبا، مثل مرسيدس بنز وبي إم دبليو وفولكس فاجن وأودي.

وباستثناء السيارات اليابانية المنتجة في الولايات المتحدة مثل هوندا ومازدا ونيسان، فإن العلامة التجارية الأمريكية الأكثر مبيعًا هي جيب وفقًا لرابطة مستوردي السيارات اليابانية.

كما أن العديد من السيارات الأمريكية يكون التوجيه في الجانب الأيسر، على عكس التوجيه القياسي في الجانب الأيمن في اليابان، حيث تكون رسوم المرور على الطرق السريعة على الجانب الأيمن على سبيل المثال. كما يساعد انخفاض عدد الكيلومترات المقطوعة ونقص شبكات الصيانة والخدمة في تفسير سبب معاناة العلامات التجارية الأمريكية باستثناء جيب في اليابان.

"لماذا لا تباع السيارات الأمريكية بشكل جيد في اليابان؟ لأنهم يفتقرون إلى فهم ظروف الطرقات وأوضاع السكن، بالإضافة إلى ترشيد استهلاك الطاقة"، هذا ما قاله رئيس الوزراء السابق شيغيرو إيشيبا أمام البرلمان في أبريل/نيسان.

ترامب يحب الفكرة، لكن من غير الواضح كيف ستستجيب اليابان

عندما سمع ترامب بفكرة شاحنة فورد أثناء سفره إلى آسيا على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، كان رد فعله متحمساً.

وقال ترامب للصحفيين عن تاكايتشي: "لديها ذوق جيد". "إنها شاحنة مثيرة".

يتمثل السياق الأساسي في حاجة تاكايتشي إلى معرفة كيفية التعامل مع العلاقة التجارية المعقدة التي هزها ترامب في وقت سابق من هذا العام بفرض الرسوم الجمركية.

يريد ترامب من الحلفاء شراء المزيد من السلع الأمريكية وتقديم التزامات مالية لبناء المصانع والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة.

وكانت الإدارة اليابانية السابقة قد وافقت في سبتمبر/أيلول على استثمار 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهو ما دفع ترامب إلى خفض التعريفة الجمركية التي هدد بفرضها على البضائع اليابانية بنسبة 25% إلى 15%. لكن اليابان تريد أن تكون الاستثمارات لصالح البائعين والمقاولين اليابانيين.

وفي اليابان، أصبحت السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات تحظى بشعبية كبيرة بين الأشخاص الذين لديهم عائلات وللأنشطة الخارجية مثل التخييم، ولكن المشترين غالباً ما يختارون الطرازات الأصغر حجماً والأكثر أناقة.

انسحبت شركة فورد موتور وكرايسلر من السوق اليابانية بسبب تراجع المبيعات، فورد في عام 2016 وكرايسلر في عام 2017.