نهاية تقويم المزارعين بعد 208 أعوام من العطاء

ستنشر للمرة الأخيرة نشرة عمرها 208 أعوام، ومقرها ولاية مين، والتي اعتمد عليها المزارعون والبستانيون وغيرهم في إرشادات الزراعة وتوقعات الطقس.

قال تقويم المزارعين (The Farmers's Almanac)، الذي لا ينبغي الخلط بينه وبين منافسه الأقدم، تقويم المزارعين القدامى في ولاية نيو هامبشاير المجاورة، يوم الخميس أن طبعة 2026 ستكون الأخيرة لها. واستشهد التقويم بالتحديات المالية المتزايدة لإنتاج الكتاب وتوزيعه في "البيئة الإعلامية الفوضوية الحالية". وسيتوقف الوصول إلى النسخة الإلكترونية الشهر المقبل.

وقد طُبع تقويم المزارعين لأول مرة في عام 1818، أما تقويم المزارعين القدامى فقد بدأ إصداره في عام 1792، ويُعتقد أنه أقدم تقويم دوري يُنشر باستمرار في أمريكا الشمالية. وقد استخدم كلا التقويمين معادلات سرية تعتمد على البقع الشمسية ومواقع الكواكب ودورات القمر لتوليد تنبؤات الطقس بعيدة المدى.

وقالت المحررة ساندي دنكان في بيان لها: "بقلب مثقل بالحزن والأسى نعلن نهاية ما لم يكن تقليدًا سنويًا في ملايين المنازل والمواقد لمئات السنين فحسب، بل كان أيضًا أسلوب حياة وإلهامًا للكثيرين الذين يدركون أن حكمة الأجيال الماضية هي مفتاح أجيال المستقبل."

لاحظ المحررون في المطبوعة الأخرى وجود بعض الخلط بين الاثنين. ونشروا على الإنترنت: "تقويم المزارعين القدامى لن يذهب إلى أي مكان".

تعود هاتان المطبوعتان إلى حقبة زمنية كانت فيها مئات التقويمات التي خدمت أمة من المزارعين على مر الزمن. كانت معظمها منشورات إقليمية ولم تعد موجودة. تأسس تقويم المزارعين في نيوجيرسي ونقل مقره الرئيسي إلى لويستون بولاية مين في عام 1955.

ويحتوي على نصائح عن البستنة وتوافه ونكات وعلاجات طبيعية، مثل النعناع البري كمسكن للآلام وشراب البلسان كمقوٍّ للمناعة. لكن توقعاته للطقس تتصدر العناوين الرئيسية.

شكك العلماء في بعض الأحيان في دقة التنبؤات وموثوقية الصيغة السرية. وقد وجدت الدراسات التي أجريت على دقة التقويمات أنها دقيقة بنسبة تزيد قليلاً عن 50%، أو أفضل قليلاً من الصدفة العشوائية.

وقال فال كيدنغز، وهو زميل بارز في مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار وباحث قديم في العلوم والزراعة، إن التقويم كان "أثرًا غريبًا" يتمتع بسحر خاص، لكن استخدامه كأداة للتنبؤ كان موضع جدل.

وقال كيدينغز: "ربما كان له بعض القيمة بالنظر إلى الوراء، كمؤشر تاريخي"، "لكنني لم آخذ أيًا من تكهناته على محمل الجد على الإطلاق."

نشر القراء، الذين أحزنهم سماع الخبر، منشورات على الإنترنت حول كيفية استخدامه في عائلاتهم لأجيال كدليل لمساعدتهم في زراعة الحدائق ومتابعة الطقس.

وقالت جولي برومهال في سان دييغو بولاية كاليفورنيا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنها استخدمت تقويم المزارعين لسنوات لتقرر متى تقوم بالرحلات وتزرع الزهور.

وقالت إنها خططت لرحلة عبر البلاد لمدة ثلاثة أشهر العام الماضي من خلال قراءة التقويم. وفي إحدى هذه الرحلات، غادرت أوكلاهوما قبل يوم واحد من التنبؤ بعاصفة ثلجية كبيرة في المنطقة. وتساقطت الثلوج.

وكتبت: "فاتتني عدة حوادث على الطريق I-40 بسبب التنبؤات".

في عام 2017، عندما أبلغ تقويم المزارعين عن توزيع 2.1 مليون نسخة في أمريكا الشمالية، قال رئيس تحريرها إنه التقويم اكتسب قراءً جددًا من بين الأشخاص المهتمين بمصدر طعامهم والذين يزرعون منتجات طازجة في الحدائق المنزلية. وقد أصبح له متابعون على الإنترنت وأرسل بريدًا إلكترونيًا أسبوعيًا للقراء بالإضافة إلى إصداراته المطبوعة.

ويعيش العديد من هؤلاء القراء في المدن، مما دفع المجلة إلى وضع ناطحات السحاب بالإضافة إلى بيت ريفي قديم على غلافها.

من بين مقالات تقويم المزارعين من الماضي مقال من عام 1923 يحث الناس على تذكر "الجيرة القديمة" في مواجهة التكنولوجيا الحديثة مثل السيارات والبريد اليومي والهواتف. حث المحررون القراء في عام 1834 على التخلي عن التبغ، وفي عام 1850، روجوا لأوراق الفاصوليا الشائعة لمكافحة البق.

كان للتقويم بعض النصائح المستقبليّة للنساء في عام 1876، حيث أخبرهنّ أن يتعلمن المهارات لتجنب الاعتماد على إيجاد زوج. ونصح التقويم النساء بأن "من الأفضل أن تكوني امرأة على أن تكوني زوجة، ولا تحطّي من شأن جنسك بجعل وجودك كله يدور حول محور الزواج".