عائلات الأسرى الإسرائيليين تناشد ترامب للحفاظ على مسار وقف إطلاق النار في غزة

تدعو العائلات المذعورة من الإسرائيليين المحتجزين في غزة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، واتهموا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتخريب الاتفاق عمدًا.

وعلى الرغم من أن حركة حماس أفرجت بانتظام عن الأسرى مقابل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير/كانون الثاني، إلا أن الاتفاق الهش أصبح الآن في خطر شديد.

يهودا كوهين، الذي يحتجز ابنه نمرود في غزة منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، موجود الآن في واشنطن في محاولة لإقناع المسؤولين بالإبقاء على الاتفاق في مساره الصحيح.

وقال لموقع "ميدل إيست آي": "نتنياهو دائمًا ما يخرب الاتفاق، سواء من خلال إصدار الأوامر للجنود بإطلاق النار على سكان غزة الذين يقتربون من الحدود أو من خلال مسألة المساعدات الإنسانية".

وقد تسبب ترامب في إحداث فوضى في الأيام الأخيرة بإعلانه أن الولايات المتحدة يجب أن تستولي على القطاع وأن يتم طرد جميع الفلسطينيين البالغ عددهم 2.2 مليون فلسطيني بشكل دائم.

وفي الوقت نفسه، انتهكت إسرائيل مرارًا وتكرارًا اتفاق وقف إطلاق النار وأعاقت المساعدات ولم تُظهر أدلة تذكر على جديتها بشأن المفاوضات التي من شأنها إنهاء الحرب وتحرير جميع الأسرى.

وبعد أن دعت حماس إسرائيل إلى الالتزام ببنود الاتفاق إذا ما أرادت إطلاق سراح الدفعة التالية من الأسرى يوم السبت كالمعتاد، هدد نتنياهو وترامب بأن "كل شيء سينهار" ما لم يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء بدلاً من ذلك.

وتجمع أقارب الأسرى الغاضبون يوم الأربعاء خارج مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس - الذي يقع في شارع غزة - لمطالبة نتنياهو بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وضمان عدم اشتعال الحرب مجددًا.

ويعتقد الكثيرون أن نتنياهو سعيد بانهيار وقف إطلاق النار لإرضاء حلفائه اليمينيين المتطرفين في الحكومة وتمهيد الطريق أمام المستوطنات الإسرائيلية في غزة. ويقول المتظاهرون إنهم لن يغادروا حتى يتم تحرير جميع الأسرى.

ورحب كوهين بأي ضغط على السلطات الإسرائيلية.

"نحن ندعو دائمًا الجمهور للمساعدة في الاحتجاج. نرحب بأي مظاهرة أو إغلاق طريق".

على الرغم من الخطاب العدواني من ترامب ونتنياهو، الذي حدد موعدًا نهائيًا في الساعة 12 ظهرًا للإفراج عن جميع الأسرى يوم السبت، يعتقد كوهين أن المرحلة الأولى من الصفقة ستستمر كما هو مخطط لها.

ووفقًا للصفقة، ستفرج حماس عن 33 أسيرًا من أصل 100 أسير متبقٍ مقابل مئات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وقد تم حتى الآن إطلاق سراح 21 إسرائيلياً.

أما المرحلة الثانية من الصفقة فستشهد تبادلاً آخر للأسرى وإنهاءً دائماً للحرب، ومن المفترض أن يتباحث المفاوضون في تفاصيلها الآن.

وسيتم إطلاق سراح ابن كوهين في المرحلة الثانية. ويأمل أن يكون موقف ترامب مجرد حيلة تفاوضية.

وقال: "أملنا هو أن يكون ترامب قد قال لنتنياهو من وراء الكواليس أن عليه الاستمرار في الصفقة، لكن المشاعر مشوشة، والنبوءات أعطيت للحمقى".

تزايد الغضب والخوف

يتزايد الغضب من نتنياهو في أوساط عائلات الأسرى.

عندما أفرجت حركة حماس عن آخر ثلاثة إسرائيليين يوم السبت الماضي، صدمت وجوههم الهزيلة وفقدانهم الكبير في الوزن أثناء احتجازهم في غزة التي جوعها الجيش الإسرائيلي عمدًا.

ورد إيناف تسينغاوكر، الذي كان ابنه ماتار أسيرًا، على هذه المشاهد بنشر مقطع فيديو غاضب على وسائل التواصل الاجتماعي سرعان ما انتشر على نطاق واسع.

"نتنياهو، هل ترى كيف يبدو المفرج عنهم؟ من لا يخرج من هناك الآن لن ينجو من الجحيم. يجب أن ننفذ الاتفاق بالكامل".

وأضافت: "منذ أشهر ونحن نصرخ بأنهم يتعرضون للتجويع والتنكيل"، متهمة إياه بـ "محاولة إفشال المفاوضات" للمرحلة الثانية من الاتفاق.

ووفقًا لكوهين، فإن العائلات التي ضغطت من أجل الاتفاق تضغط الآن بقوة أكبر في هذا الاتجاه.

لكنه أشار إلى أن بعضهم ينتمون إلى اليمين القومي-الديني و"يريدون وقف المساعدات الإنسانية والبقاء على ولائهم لنتنياهو"، ولذلك فهم يسحبون في الاتجاه المعاكس.

عاد ابن عم يفعات كالديرون عوفر من الأسر قبل أسبوعين.

"أنا قلقة جدًا من انهيار الاتفاق"، قالت لـ"ميدل إيست آي".

ومثل العديد من الأسرى المحررين، دعا عوفر إلى إطلاق سراح جميع من تبقى من الأسرى في أقرب وقت ممكن.

وتعتقد كالديرون أنه يجب أن يتم ذلك دون إراقة المزيد من الدماء. وقد قتلت إسرائيل بالفعل 92 فلسطينيًا في غزة منذ بدء الهدنة.

وقالت: "الرئيس ترامب على حق، علينا أن نطلق سراح الجميع الآن دون خطوات ودون مراحل".

"ولكن يجب أن يتم ذلك في اتفاق يتضمن وقف الحرب والانسحاب من غزة".