نهاية مفاجئة لتطبيق الحدود الذي جلب نحو مليون إلى الولايات المتحدة تُبقي الكثيرين في المكسيك عالقين

جاءوا من هايتي وفنزويلا ومن جميع أنحاء العالم، يجرون حقائب صغيرة متدحرجة مكتظة بالملابس والحيوانات المحشوة لإشغال أطفالهم. وقد أمسكوا بهواتفهم المحمولة التي تظهر أنه بعد أشهر من الانتظار حصلوا على مواعيد - أخيرًا - لدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني.

والآن خارج سلسلة من المعابر الحدودية في شمال المكسيك حيث تمتد متاهات من الحواجز الخرسانية والسياج السميك إلى الولايات المتحدة، تبخر الأمل والإثارة إلى يأس وعدم تصديق بعد لحظات من تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه. فقد أعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية يوم الاثنين أن تطبيق CBP One الذي كان يعمل في ذلك الصباح لن يُستخدم بعد الآن في إدخال المهاجرين بعد أن سهّل دخول ما يقرب من مليون شخص منذ يناير 2023.

وقد تم إلغاء عشرات الآلاف من المواعيد التي كان من المقرر إجراؤها حتى فبراير/شباط، كما تم إبلاغ المتقدمين.

وانتهى الأمر. لم تكن هناك طريقة للطعن، ولم يكن هناك أحد للتحدث معه.

في تيخوانا، حيث كان يتم قبول 400 شخص يوميًا على التطبيق عند المعبر الحدودي مع سان دييغو، كان على ماريا ميركادو أن تتحلى بالشجاعة لتفقد هاتفها.

انهمرت الدموع على خديها بعد أن نظرت أخيراً. كان موعد عائلتها في الساعة الواحدة بعد الظهر، متأخرة أربع ساعات.

قالت وهي تقف مع عائلتها على مرمى البصر من الولايات المتحدة: "لا نعرف ماذا سنفعل".

لقد غادرت كولومبيا منذ عقود بعد أن اجتاحها عنف عصابات المخدرات، متجهة إلى الإكوادور. وعندما حاصرت الكارتلات موطنها الجديد، فرت العائلة مرة أخرى، في يونيو، وهذه المرة إلى المكسيك، على أمل الوصول إلى الولايات المتحدة.

"أنا لا أطلب من العالم أي شيء، أطلب من الله أن يسمح لنا بالدخول".

تعانق المهاجرون من حولها أو بكوا بهدوء. حدق الكثيرون أمامهم في فراغ، لا يعرفون ماذا يفعلون. حثت لافتة قريبة الناس على الحصول على تطبيق CBP One. تقول اللافتة "هذا سيسهل إجراءاتك".

حظي تطبيق CBP One بشعبية كبيرة، خاصة مع الفنزويليين والكوبيين والهايتيين والمكسيكيين. والآن، تقطعت بهم السبل على الحدود الأمريكية أو في عمق المكسيك.

حاول جايرول بولو، 38 عامًا، الحصول على موعد لمدة ستة أشهر من مكسيكو سيتي قبل أن يحصل على موعد يوم الأربعاء في ماتاموروس، على الجانب الآخر من براونزفيل في تكساس. سافر الرجل الكوبي يوم الاثنين من العاصمة المكسيكية ليعلم عند معبر ماتاموروس-براونسفيل الحدودي أن موعده قد ألغي.

قال بحسرة وهو يدخن سيجارة: "تخيل كيف نشعر".

مرّ الأشخاص الذين لديهم مواعيد صباحية في الموعد المحدد. كان أندروم رومان، وهو فنزويلي يبلغ من العمر 28 عامًا، في آخر مجموعة عبرت الحدود مع أحد أفراد شرطة الجمارك وحماية الحدود في سيوداد خواريز، على الجانب الآخر من إل باسو، تكساس.

وقال قبل تسليم وثائقه إلى السلطات الأمريكية: "نحن أكثر أمانًا الآن لأننا هنا". وأضاف: "لكنك ما زلت لا تعرف ما الذي سيحدث".

دخل مواطن فنزويلي آخر، روبير كاروزي، إلى إل باسو خلفه مباشرة. وقال: "وصلت إلى الحدود مرتين وأعيدت مرتين، لكنني لم أفقد الأمل".

بحلول بعد الظهر، كان التطبيق معطلاً.

تطبيق CBP One هو فعليًا نظام قرعة يمنح مواعيد لـ 1450 شخصًا يوميًا في أحد المعابر الحدودية الثمانية. يدخل الناس إلى الولايات المتحدة بموجب "إفراج مشروط" للمهاجرين، وهي سلطة رئاسية استخدمها الرئيس السابق جو بايدن أكثر من أي رئيس آخر منذ أن تم تقديمها في عام 1952.

ويأتي زوالها في أعقاب وعود ترامب الانتخابية، وسيسعد منتقديها الذين يرون أنها تجذب الناس بسخاء مفرط إلى حدود المكسيك مع الولايات المتحدة.

على الرغم من إطلاقه الذي شابته بعض العيوب في يناير 2023، إلا أنه سرعان ما أصبح جزءًا مهمًا من استراتيجية إدارة بايدن الحدودية لتوسيع المسارات القانونية مع اتخاذ إجراءات صارمة ضد لجوء الأشخاص الذين يدخلون بشكل غير قانوني. يقول المؤيدون إنها جلبت النظام وسط صخب المعابر غير الشرعية.

ويشغل العديد من مراكز إيواء المهاجرين في المكسيك الآن إلى حد كبير الأشخاص الذين ينقرون على هواتفهم يوميًا على أمل الحصول على موعد. وتقول هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إن حوالي 280,000 شخص يحاولون يوميًا الحصول على 1450 مكانًا.

سيقترن زوال برنامج "CBP One" بعودة برنامج "البقاء في المكسيك"، وهو من مخلفات ولاية ترامب الأولى التي أجبرت حوالي 70 ألف طالب لجوء على الانتظار في المكسيك لجلسات الاستماع في محكمة الهجرة الأمريكية.

قال ماثيو هوداك، الذي تقاعد العام الماضي من منصب نائب رئيس حرس الحدود، إن زوال برنامج "CBP One" قد يشجع الناس على العبور بشكل غير قانوني. وقال إنه لكي تكون فعالة، يجب أن يقترن ذلك بشيء مثل "البقاء في المكسيك".

"الرسالة مع إغلاق CBP One هي في الأساس: "مرحبًا، لن نسمح لكم بالقدوم؛ لن تكون الأبواب مفتوحة". ولكي يكون ذلك ذا معنى، يجب أن يكون هناك مستوى ما من العواقب إذا تجاوزت أي وسيلة قانونية وكنت تفعل ذلك بشكل غير قانوني".

لقد صدمت أخبار النهاية المفاجئة لـ CBP One المهاجرين في جميع أنحاء المكسيك.

بكى خوان أندريس رينكون راموس، وهو شاب فنزويلي يبلغ من العمر 19 عاماً، من شدة الفرح في أوائل يناير/كانون الثاني عندما حصل على موعد لجوء من خلال برنامج CBP One بعد أشهر من المحاولة. كان ذلك بمثابة بارقة أمل بعد خمس سنوات عاشها في بيرو وسبعة أشهر في المكسيك وهو يكافح من أجل الوصول إلى الولايات المتحدة، حيث يعيش شقيقه في بيتسبرغ.

في مخيم المهاجرين المؤقت في مدينة مكسيكو سيتي حيث يعيش، تبخر خيال الحياة التي كان يحلم بها لنفسه عندما تلقى إخطارًا بإلغاء موعده.

قال: "لقد كانت لحظة أمل، لكنها لم تدم". "لقد وثق الجميع بالحلم الأمريكي، لكننا كنا جميعاً مخطئين.