تعليق نواب يهود بريطانيين بسبب انتقادات لإسرائيل

قامت أكبر هيئة تمثل اليهود البريطانيين بتعليق خمسة من ممثليها المنتخبين لمدة عامين بعد أن انتقدوا سلوك إسرائيل في غزة.

في أبريل/نيسان، وقّع 36 عضوًا من مجلس نواب اليهود البريطانيين على رسالة نُشرت في صحيفة فاينانشيال تايمز أدانوا فيها بشدة اعتداء إسرائيل على القطاع الفلسطيني وحجبها للغذاء والمساعدات، الأمر الذي ترك مئات الآلاف على حافة المجاعة.

وكتبوا في الرسالة: "إن الميل إلى غض الطرف عن أعيننا قوي، لأن ما يحدث لا يطاق، ولكن قيمنا اليهودية تجبرنا على الوقوف والتحدث علانية".

وأكدت الرسالة أن "روح إسرائيل تنتزع بسبب الحرب على غزة".

وجاء أيضا: "نحن نقف ضد الحرب, من واجبنا كيهود أن نرفع صوتنا".

واتهم قادة المجلس النواب الـ 36 النواب بـ "تشويه صورة مجتمعنا" وأطلقوا إجراءات تأديبية ضدهم.

وقد ثبت الآن أنهم جميعًا انتهكوا مدونة قواعد السلوك الخاصة بمجلس النواب.

نحن منظمة ديمقراطية

وجاء في نتائج التحقيق، التي نُشرت مساء الثلاثاء، أن "العديد من وسائل الإعلام والأفراد وغيرهم من أصحاب المصلحة في المجتمع فهموا في البداية الرسالة على أنها بيان من مجلس الإدارة".

وقالت إن مدونة قواعد السلوك تتطلب من النواب عدم تحريف موقف المجلس أو تشويه سمعة المؤسسة.

وأرسلت الهيئة التنفيذية لمجلس الإدارة إشعارًا بالنقد" إلى 31 من أصل 36 موقعًا.

لكنها أوقفت خمسة نواب من المجلس لمدة عامين.

وتأتي هذه الخطوة بعد استقالة دانيال غروسمان، أحد أعضاء المجلس، الشهر الماضي بسبب ما وصفه بفشل قادته في انتقاد "هجوم الإبادة الجماعية المستمر للحكومة الإسرائيلية على غزة" بشكل صريح.

وفي أواخر شهر نيسان/أبريل، تدخل رئيس سابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) لدعم الأعضاء الذين يواجهون إجراءات تأديبية.

وقال عامي أيالون إن أعضاء مجلس الإدارة الـ 36 هم "أصدقاء حقيقيون لإسرائيل" وقد "عبروا عن نفس المخاوف والمشاعر" التي عبروا عنها خلال الاحتجاجات الأسبوعية المناهضة للحكومة التي يشارك فيها الآلاف في إسرائيل.

وقال أيالون، وهو أميرال سابق في البحرية الإسرائيلية وناقد قديم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "ليس من السهل التحدث علنًا، وأنا أثني على شجاعتهم. أعلم أنهم سيواجهون الآن رد فعل عنيف. ومع ذلك، يتمنى الكثيرون منا ممن يقودون النضال في إسرائيل أن يحذو المزيد من أصدقائنا في الشتات حذوهما."

وكان المجلس قد انتقد في السابق تعليق بعض تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وسحب حكومة حزب العمال الحالية الاعتراض على مقاضاة القادة الإسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية الذي أثارته الحكومة البريطانية السابقة.

كما قال فيل روزنبرغ، رئيس المجلس، الشهر الماضي، إنه من الخطأ أن تعلق الحكومة البريطانية محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل.

وفي مساء الثلاثاء، مايكل ويجيه، الرئيس التنفيذي للمجلس، قال: "نحن منظمة ديمقراطية ترحب بالنقاش والتنوع وحرية التعبير. وتعتمد إدارة التنوع في الرأي داخل منظمتنا على مدونة قواعد السلوك الخاصة بنا".

وتابع: "وتضمن هذه المدونة ألا يخلق النواب سوء فهم لموقف مجلس الإدارة أو أعضائه، وألا يسيئوا سمعة المؤسسة، وأن يعاملوا بعضهم البعض والمؤسسة باحترام."