أتلتيكو مدريد يطلق حركة لدعم ذوي الاحتياجات

يسعى نادي أتلتيكو مدريد إلى جذب عدد قياسي من الجماهير من ذوي الاحتياجات الخاصة لحضور مباراة في دوري أبطال أوروبا لزيادة الوعي حول الدمج والحاجة إلى تعزيز وصول أفضل للمشجعين ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الرياضة في الملاعب في جميع أنحاء أوروبا.

من المتوقع أن يحضر الآلاف من المشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة مباراة أتلتيكو مدريد ضد ليل في ملعب متروبوليتانو يوم الأربعاء، حيث يمكن للنادي أن يحطم الرقم القياسي الذي سجله ريال بيتيس ضد بلد الوليد في الدوري الإسباني العام الماضي والذي بلغ 1740 مشجعًا من ذوي الاحتياجات الخاصة في ما وصفه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بأنه "أكثر مباراة شاملة في العالم".

يأمل أتليتكو وشركاؤه في المبادرة، بما في ذلك مجموعات AccessibAll و Integrated Dreams و World Football Summit، أن يساعد هذا الإنجاز في إطلاق حركة لتحسين وصول المشجعين ذوي الاحتياجات الخاصة في الملاعب الرياضية.

وقال أوسكار مايو، المدير التنفيذي للعمليات في أتلتيكو مدريد لوكالة أسوشيتد برس: "لقد اقترحوا علينا القيام بهذا النوع من المباريات وتلقائياً قلنا: "نعم". وأضاف: "نحن لسنا قلقين بشأن الرقم القياسي، الأمر يتعلق أكثر بالتوعية وأهمية التفكير في هذه الفئات، وتوعية المجتمع بأكمله، وخلق الوعي بأنه يمكن الاستمتاع بهذه الأنواع من الأحداث مهما كانت الظروف".

وتأتي هذه المباراة بعد أيام قليلة من تقرير أصدرته مجموعة "ليفل بلاينج فيلد" المناصرة للمعاقين أشار إلى الصعوبات التي يواجهها المشجعون ذوو الاحتياجات الخاصة في الملاعب الخارجية في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك شكاوى من اضطرار مستخدمي الكراسي المتحركة للجلوس إلى جانب مشجعي الفريق المضيف.

قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه "ملتزم بتعزيز الشمولية وإمكانية الوصول في الملاعب في أوروبا"، بما يتماشى مع السياسات والأهداف الموضحة في وثيقة استراتيجية استدامة كرة القدم 2030. وقالت الهيئة الحاكمة إن كل نادٍ من أنديتها المرخصة يجب أن يكون لديه "مسؤول مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة"، وأشارت إلى أنه تم إطلاق إرشادات إمكانية الوصول التي تم تجميعها بالتعاون مع AccessibAll في سبتمبر. تنص الإرشادات على أن الأماكن المخصصة لمستخدمي الكراسي المتحركة يجب ألا تكون في قطاعات المشجعين المحليين فقط.

وجاءت إحدى المبادرات الأولى المماثلة في عام 2015، عندما حضر أكثر من 1000 مشجع من ذوي الاحتياجات الخاصة مباراة محلية في بولندا، وفقًا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم. لم يتم القيام بشيء آخر منذ ذلك الحين، حيث جاءت مبادرة بيتيس بعد ما يقرب من عقد من الزمان.

قال أوليفييه ياروش، الرئيس التنفيذي لـ"أكسيبيل" لوكالة أسوشيتد برس: "وجدنا أن الوقت قد حان لإطلاق أكثر من مجرد رقم قياسي، لقد حان الوقت لإطلاق حركة". "عندما نفكر في الإعاقة، فإننا نميل إلى التفكير في أن الأمر يتعلق بالأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة. وفي الواقع تبلغ نسبة مستخدمي الكراسي المتحركة 7%، لذا فهي أقلية حقيقية. غالبية الإعاقات غير مرئية. قد تكون بصرية، وقد تكون عقلية، وقد تكون إدراكية. وهناك العديد من التحديات المختلفة."

ووفقًا لبيانات الاتحاد الأوروبي، فإن 27% من سكان الاتحاد الأوروبي الذين تزيد أعمارهم عن 16 عامًا يعانون من شكل من أشكال الإعاقة في عام 2023.

وقال مايو إن أندية أوروبية أخرى، دون أن يحددها، استفسرت عن الخطة.

وقال مايو: "قررنا القيام بذلك في مباراة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم لأن الرؤية أكبر". "إذا ساعد ذلك على دعوة بقية الفرق للانضمام إلى مبادرات مماثلة، فسيكون ذلك رائعًا".

في كثير من الأحيان لا تتخذ الأندية إجراءات لأنهم يعتقدون أنه لا يوجد عدد كافٍ من المشجعين ذوي الإعاقة المهتمين بحضور مبارياتهم، لذا فإن مبادرات مثل تلك التي قام بها أتلتيكو يجب أن تساعد في إظهار أن هناك طلبًا على خدمات أفضل.

وقال ياروش إن ألمانيا هي على الأرجح البلد الأفضل استعدادًا للمشجعين من ذوي الإعاقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن لديها "أفضل الملاعب" التي استخدمت مؤخرًا في بطولة أوروبا. وقال إن حقيقة أن الأندية مملوكة تقليديًا من قبل المشجعين تساعد أيضًا، كما أن المجتمع بشكل عام في البلاد أكثر اعتيادًا على خدمة ذوي الإعاقة.

وقال إن فرنسا تحسنت أيضاً في الآونة الأخيرة، بفضل دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس.

وقال ياروش: "من المؤكد أن الأمور تتغير، لكنها لا تتحرك بما فيه الكفاية". وأضاف: "من الصعب جداً معرفة الوضع على المستوى العالمي، ولكن بالتأكيد أدركت الهيئات الإدارية مثل الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن هذا الأمر مهم لأنه جزء من السكان".

جذب أتليتكو مدريد المشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة لمباراة الأربعاء من خلال بيع التذاكر لهم بأسعار مخفضة والعمل مع مجموعات المشجعين التابعة له لنشر الخبر. يجب على المشجعين تقديم بطاقة الإعاقة الخاصة بهم أو إظهار شهادة إعاقة من أجل الشراء.

وقال مايو إن أتلتيكو أعد "عملية مكثفة" لاستضافة المباراة. ستكون هناك أماكن محددة لركن السيارات مخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة، وموظفين مخصصين حصرياً لمساعدتهم.

يعد ملعب أتلتيكو الذي يتسع لـ70 ألف متفرج من أحدث الملاعب في أوروبا وأكثرها حداثة ويعتبر مجهزاً بالكامل لاستقبال المشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أن الوصول من وإلى الملعب في العاصمة الإسبانية يعتبر مناسباً أيضاً.

ستكون هناك أنشطة قبل المباراة في متروبوليتانو، مع معارض لكرة القدم على الكراسي المتحركة ومنصات تحتوي على معلومات عن أنواع مختلفة من الإعاقات. ومن المقرر أن يحضر ممثلون من الفيلم الإسباني الشهير "كامبيونيس"، وهو فيلم كوميدي عن أهمية الدمج، وكذلك أعضاء فريق كرة القدم الإسباني للمكفوفين.

وقال مايو: "تساعد هذه الأنواع من الفعاليات على توعية الناس بأهمية التفكير في هذه الفئة".

كما شاركت الحكومة الإسبانية، من خلال وزارة الدمج، في هذه المبادرة.