تم العثور على خرز زجاجي إيراني في "بومبي البريطانية" بالقرب من بيتربره

كشفت التحليلات أن الزجاج المستخدم في صنع الخرزات التي تم اكتشافها في مستوطنة ما قبل التاريخ، والتي أُطلق عليها اسم "بومبي بريطانيا"، ربما كان مصنوعًا في إيران. جاء هذا الاكتشاف ضمن مجموعة من القطع المحفوظة جيدًا التي تم العثور عليها في قرية عمرها 3000 عام تعرضت للحرق في محجر بالقرب من ويتلسي، بالقرب من بيتربورو.

تم العثور كذلك على خرزات من الكهرمان والصخر الزيتي والحجر الرملي والفاينس والقصدير. وأعربت خبيرة مجوهرات ما قبل التاريخ، أليسون شيريدان، عن اثارتها البالغة لبقاءها بحالة جيدة في منطقة موست فارم، مشيرة إلى أن هذا يكشف عن العلاقات العالمية الفسيحة لسكان موست فارم.

وأضافت د. شيريدان أن بعض الخرزات قد تم الحصول عليها من شمال بريطانيا وربما حتى من أيرلندا، في حين أُحضر الزجاج من مسافة بعيدة جدًا عبر البحر.

تم اكتشاف بقايا مستوطنة تتألف من حوالي 10 بيوت خشبية دائرية مقامة على أعمدة فوق نهر، بواسطة وحدة الآثار بجامعة كامبريدج خلال الفترة بين 2015 و2016.

يُعتقد أن هذه المستوطنة كانت مأوى لما بين 50 إلى 60 شخصا، ولا يزال سبب الحريق الذي دمرها في عام 850 قبل الميلاد مجهولا. وقد تم الحفاظ على المستوطنة ومحتوياتها لأنها سقطت في الطمي بالنهر.

ووفقًا لد. شيريدان والمؤلف المشارك جوليان هندرسون، فقد شمل ذلك "أكبر مجموعة اكتشافات للخرز الزجاجي من أي سياق في عصر البرونز المتأخر في بريطانيا".

وقد خلص البروفيسور هندرسون، الخبير في التكنولوجيات القديمة بجامعة نوتنغهام، إلى أن الزجاج المستخدم لصناعة 48 من الخرزات جاء على الأرجح من إيران، في حين جاء زجاج الخرزة التاسعة والأربعين من مصر.

كما تم اكتشاف جسم زجاجي على شكل قطرة ماء بطول 23 ملم، يُعتقد أنه ناتج ثانوي لصناعة الزجاج، ووصفه هندرسون وشيريدان بأنه "لا نظير له" من عصر البرونز في بريطانيا.

لفتت د. شيريدان الانتباه على الفور إلى الخرزة الكهرمانية بسبب مدى روعة بقائها سالمة، فعادة ما يحترق الكهرمان، وفقًا لتعبيرها.

الخرزة التي عُثر عليها بحالة محترقة قليلًا، ربما أتت من إسكندنافيا وربما صُنعت في أيرلندا.

"لكن هناك أيضًا الخرزة الفاينس (السيراميك المزجج)، الوحيدة المعروفة من هذه الفترة المتأخرة من عصر البرونز في بريطانيا، بينما الخرزة القصديرية نادرة جدًا، حيث إنها عادة ما لا تبقى، بل تميل إلى الأكسدة"، كما قالت.

لقد أثار الحفر مقارنات مع مدينة بومبي الرومانية في جنوب إيطاليا، التي دفنت تحت الحطام البركاني في عام 79 ميلادي، لأنه يوفر نظرة ثاقبة عن حياة عصر البرونز تمامًا كما كانت تلك الحقبة تنتهي.