تزايد النظرة السلبية تجاه إسرائيل في أمريكا

أكثر من أغلبية الأمريكيين الآن لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل، وفقًا لاستطلاع رأي أجري مؤخرًا، مما يؤكد تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة.

ووفقًا لاستطلاع بيو للأبحاث الذي نُشر يوم الثلاثاء، فإن 53% من الأمريكيين يعبرون الآن عن رأي غير إيجابي تجاه إسرائيل، مقارنة بـ 42% في مارس 2022 - قبل الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وإبادة إسرائيل للقطاع.

ولا يزال الديمقراطيون أكثر ميلاً من الجمهوريين للتعبير عن رأي سلبي تجاه إسرائيل بنسبة 69 في المئة مقابل 37 في المئة على التوالي. لكن عدد الجمهوريين الذين لديهم آراء سلبية حول إسرائيل قد زاد بنسبة 10 نقاط مئوية منذ عام 2022.

الجمهوريون الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا على وجه الخصوص، هم الآن أكثر احتمالًا للتعبير عن رأي سلبي تجاه إسرائيل، حيث بلغت نسبة من لديهم رأي سلبي تجاه إسرائيل 50 في المائة. وتسلط هذه الفجوة الضوء على صعود أصوات وسائل الإعلام المحافظة البديلة الشهيرة مثل كانديس أوينز وتاكر كارلسون، الذين أصبحوا أكثر انفتاحًا على تحدي إسرائيل.

ومن بين الديمقراطيين، ازدادت أيضًا نسبة أصحاب الرأي السلبي تجاه إسرائيل بين الديمقراطيين. وتمثل نسبة 69 في المائة من الديمقراطيين الذين لديهم هذا الرأي زيادة بنسبة 16 في المائة منذ عام 2022، عندما كان 53 في المائة من الديمقراطيين ينظرون إلى إسرائيل بشكل سلبي.

يتفق غالبية الأمريكيين من جميع الفئات السكانية من كلا الجانبين، باستثناء الجمهوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 49 عامًا، على أن حرب إسرائيل على غزة كانت مهمة "شخصيًا" بالنسبة لهم ولمصالح الولايات المتحدة.

كان الأمريكيون اليهود يبتعدون عن إسرائيل في السنوات الأخيرة. وقد ازداد هذا الاتجاه بسبب الخلافات الداخلية في إسرائيل حول المحكمة العليا في البلاد، ولكنه ازداد قوة منذ اندلاع الحرب على غزة. ومع ذلك، لا يزال ما لا يقل عن 73 في المئة من الأمريكيين اليهود ينظرون إلى إسرائيل بشكل إيجابي.

وبعدهم، يحمل الإنجيليون البيض أعلى نسبة من النظرة الإيجابية تجاه إسرائيل بنسبة 72 في المئة. والجدير بالذكر أن المزيد من البروتستانت والكاثوليك البيض يحملون الآن وجهات نظر غير مواتية لإسرائيل بنسبة 50 في المئة و 53 في المئة على التوالي.

ويحمل المسلمون الأمريكيون أقوى وجهات النظر غير المؤيدة لإسرائيل، حيث بلغت نسبة من يعارضون إسرائيل 81 في المئة بينما ينظر 19 في المئة فقط إلى إسرائيل بشكل إيجابي.

الأمريكيون لا يريدون "الاستيلاء" على غزة

أجري الاستطلاع قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الأسبوع. وجاءت زيارته وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، وفي ظل تعثر عملية وقف إطلاق النار في غزة مع استمرار إسرائيل في ضرب قطاع غزة.

وحظي تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الحرب الإسرائيلية على غزة بنتائج متباينة بين من شملهم الاستطلاع، حيث قال 31 بالمئة منهم إنه يفضل الإسرائيليين أكثر من اللازم، بينما قال 29 بالمئة إنه يحقق التوازن الصحيح. وقال ثلاثة في المئة فقط إنه يحابي الفلسطينيين أكثر من اللازم، وقال 37 في المئة من المستطلعة آراؤهم إنهم غير متأكدين من ذلك.

ويعتقد أكثر من نصف الأمريكيين أنه "لا يمكن التوصل إلى حل الدولتين لكي تتعايش إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة بسلام"، بينما يعتقد 46 في المئة من الأمريكيين أنه يمكن تحقيق ذلك.

كما كرر ترامب خطته السابقة "للاستيلاء" على قطاع غزة خلال اجتماعه مع نتنياهو، وهي فكرة يعتقد 36 في المئة من الأمريكيين أن ترامب لن يسعى إليها، وفقًا لاستطلاع بيو.

وأظهر الاستطلاع أن الفكرة لا تحظى بشعبية لدى الأمريكيين، حيث يعارض 62 في المئة منهم "استيلاء الولايات المتحدة على غزة"، بما في ذلك 49 في المئة يعارضون ذلك بشدة. وأيد 15 بالمئة فقط الخطة.

كما أعلن ترامب خلال زيارة نتنياهو أن الولايات المتحدة ستبدأ "محادثات مباشرة" مع إيران بشأن الاتفاق النووي يوم السبت. وتقول طهران إن المحادثات ستكون غير مباشرة.

ويُنظر إلى نتنياهو على أنه من المدافعين عن توجيه ضربات عسكرية لإيران. وقد كتب أحد كبار المدافعين عن ترامب في وسائل الإعلام الأمريكية، وهو المذيع المحافظ كارلسون، قبل زيارة نتنياهو، كيف أن "الوقت الحالي هو أسوأ وقت ممكن للولايات المتحدة للمشاركة في ضربة عسكرية على إيران".

"لا يمكننا تحمل ذلك. سيموت آلاف الأمريكيين. سنخسر الحرب التي ستعقب ذلك. لا شيء سيكون أكثر تدميراً لبلدنا".

ووفقًا للاستطلاع، فإن أغلبية ضئيلة من الأمريكيين، 52 في المائة، لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة في نتنياهو "للقيام بالشيء الصحيح فيما يتعلق بالشؤون العالمية".

ومن بين الأمريكيين اليهود، 53 في المئة لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة في نتنياهو.