زهران ممداني يحقق فوزًا تاريخيًا في نيويورك

توالت ردود الفعل المحلية والدولية بعد أن حقق الاشتراكي الديمقراطي وعضو مجلس ولاية نيويورك زهران ممداني فوزًا سياسيًا مذهلًا في انتخابات عمدة مدينة نيويورك ليلة الثلاثاء.

فاز ممداني بأكثر من نصف الأصوات (50.4 في المئة) من أصل أكثر من مليوني صوت تم الإدلاء بها. وحصل حاكم نيويورك السابق أندرو كومو الذي حلّ في المرتبة الثانية على 41.6 في المئة من الأصوات، بينما حصل المرشح السابق لمنصب العمدة كورتيس سليوا على 7.1 في المئة من الأصوات. وحتى الآن، تم فرز 93 في المئة من جميع الأصوات.

ركّزت حملة ممداني على جعل مدينة نيويورك في متناول الجميع. وقد وعد، وهو يترشح على أساس برنامج يساري، بتجميد الإيجار لمليوني شخص من سكان نيويورك، وتوفير السفر المجاني بالحافلات وتوفير رعاية شاملة للأطفال وهو برنامج ممول من خلال زيادة ضريبية مقترحة بنسبة 2 في المئة على سكان مدينة نيويورك الذين يكسبون أكثر من مليون دولار.

بعد أن كان من الواضح أن الديمقراطيين يحققون انتصارات في سباق العمدة وثلاثة سباقات أخرى في البلاد، أعلن زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز كيف "عاد الحزب الديمقراطي" في منشور على موقع X، مما أثار السخرية.

"الديمقراطيون يهزمون دونالد ترامب والمتطرفين الجمهوريين في جميع أنحاء البلاد. كفى نعيًا سابقًا لأوانه. لقد عاد الحزب الديمقراطي"، كتب جيفريز.

وقد هنأ جيفريز، الذي منح تأييده في اللحظة الأخيرة لممداني يوم الثلاثاء الماضي هو وغيره من الفائزين، ومضى يقول إن "الأمريكيين ضاقوا ذرعًا بغلاء المعيشة، والوعود المنكوثة، وهجمات الجمهوريين على الرعاية الصحية، وفساد الحزب الجمهوري، والاعتداء غير المسبوق على حياتنا"، وذلك في منشور على موقع X.

يُقال إن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن اتصل بممداني لتهنئته يوم الأربعاء، وفقًا لتقرير.

بينما كان آخرون أقل سخاءً. ومن المتوقع أن ينتقد الرئيس دونالد ترامب ممداني بشدة، حيث قال في منتدى الأعمال الأمريكي في ميامي إن مدينة نيويورك انتخبت "شيوعيًا"، وهو مصطلح استخدمه مرارًا وتكرارًا لوصفه.

وقال: "إذا أردتم أن تروا ما يريد الديمقراطيون في الكونغرس أن يفعلوه بأمريكا، انظروا فقط إلى نتائج انتخابات الأمس في نيويورك حيث نصّب حزبهم شيوعيًا عمدة لأكبر مدينة في البلاد. هل تذكرون أنني قلت أننا لن ننتخب اشتراكيًا في أي منصب في بلدنا؟ كنت أقول ذلك ... لقد تخطينا الاشتراكيين، ووضعنا الشيوعيين بدلاً منهم".

وأضاف: "ألقوا نظرة على ما يحدث في مناطق مختلفة من العالم لكن الديمقراطيين الآن متطرفون لدرجة أن ميامي ستكون قريباً ملجأ الفارين من الشيوعية في مدينة نيويورك".

وبدا لاحقًا أنه خفف من حدة تعليقاته خلال المؤتمر نفسه، حيث قال: "سنرى كيف سينجح ذلك. "وسنساعدهم... نريد أن تكون نيويورك ناجحة. سنساعدهم قليلاً، ربما."

"دعني أعرف ما يمكنني فعله"

كان هناك بعض الانتقادات اللاذعة الملحوظة من شخصيات سياسية في إسرائيل، وهي الدولة التي انتقدها ممداني بسبب حربها على غزة ومعاملتها للفلسطينيين. وهاجم وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميحاي تشيكلي ممداني وقال إن مدينة نيويورك "سلمت مفاتيحها إلى مؤيد لحماس"، قائلاً إن "نيويورك لن تكون كما كانت، خاصة بالنسبة للجالية اليهودية فيها". وحثّ سكان نيويورك اليهود على الانتقال إلى إسرائيل.

وقال شيكلي في منشور على موقع X يوم الأربعاء: "الجهاديون يحتفلون. وهم يعرفون بالضبط لماذا. وكما قال أينشتاين: "هناك شيئان لا نهائيان: الكون والغباء البشري؛ وأنا لست متأكدًا من الكون".

ووصف وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير فوز ممداني بأنه "انتصار معاداة السامية على المنطق السليم".

ووعد ممداني في خطابه الانتخابي بالتصدي "لآفة معاداة السامية".

وفي الوقت نفسه، تلقى ممداني أيضًا التهاني من جهات غير متوقعة. فقد هنأ رئيس الحزب الديمقراطي في ولاية نيويورك جاي جاكوب ممداني بعد أشهر من رفضه دعمه.

وقال في بيانٍ له: "أود أن أهنئ زهران ممداني على فوزه التاريخي في الانتخابات وأتمنى له التوفيق مع آمال كبيرة في نجاحه ونجاح المدينة في ظل القيادة التي سيقدمها."

فاجأ الملياردير بيل أكمان الكثيرين بعد أن أمضى شهورًا في انتقاد ممداني وإثارة الخوف ضده، بينما قيل إنه أنفق الملايين لهزيمته. وقد هنأ ممداني في منشور على موقع X يوم الثلاثاء.

وقال: "تهانينا على الفوز. الآن لديك مسؤولية كبيرة. إذا كان بإمكاني مساعدة مدينة نيويورك، فقط أخبرني بما يمكنني فعله."

لقد أنفق أكمان 1.75 مليون دولار تبرع بها إلى لجان العمل السياسي الخارقة "Defend NYC" و"Fix the City" لضمان عدم انتخاب ممداني، مشيرًا إلى أن فوزه سيجعل مدينة نيويورك مكانًا أكثر خطورة وسيتسبب في هروب كبار رجال الأعمال.

وفي منشور آخر يوم الأربعاء، دافع عن خطوته كشخص يحب مدينة نيويورك ويريد الأفضل لها.

كما أثنى المشاهير أيضًا على فوز ممداني.

فقد هنأ الكاتب ستيفن كينج ممداني وانتقد إيلون ماسك في منشور على موقع X يوم الأربعاء. "إنه لأمر مسلٍّ، بعد انتخاب يميني متطرف رئيسًا للبلاد، أن نشاهد كل هذا التباكي على زهران ممداني. يئن ماسك من أن "الحضارة الغربية محكوم عليها بالفشل".