ترامب يطالب السعودية بزيادة استثماراتها لأمريكا

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات عبر الفيديو كونفرانس للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا يوم الخميس، إنه قرأ تقارير "في الصحف" تفيد بأن المملكة العربية السعودية تخطط لاستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي لكنه قال إن ذلك لن يكون كافياً.

وأضاف: "سأطلب من ولي العهد، وهو رجل رائع، أن يزيد المبلغ إلى حوالي تريليون دولار. وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك لأننا كنا جيدين جدًا معهم".

في الواقع، استندت وكالة الأنباء السعودية في إعلانها أن المملكة ستستثمر 600 مليار دولار إلى قراءة القصر الملكي للمكالمة الهاتفية التي جرت يوم الأربعاء بين ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وهذه هي المكالمة الهاتفية الأولى لترامب مع زعيم عربي منذ تنصيبه في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن "ولي العهد أكد عزم المملكة على توسيع استثماراتها وتجارتها مع الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، بمبلغ 600 مليار دولار، وربما أكثر من ذلك".

ولم تنقل قراءة البيت الأبيض للمكالمة أي تفاصيل من هذا القبيل.

"ناقش الزعيمان الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب. وبالإضافة إلى ذلك، ناقش الزعيمان الطموحات الاقتصادية الدولية للمملكة العربية السعودية على مدى السنوات الأربع المقبلة، فضلاً عن التجارة وغيرها من الفرص لزيادة الرخاء المتبادل بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية."

كما أشار ترامب في تصريحاته في دافوس إلى أنه يعتزم أن يطلب من المملكة العربية السعودية "خفض تكلفة النفط"، وهو ما قد يؤدي إلى انفراجة قد تؤدي إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، نظرًا لتأثيرها الساحق على أسواق الطاقة.

"عليك أن تخفضه، وبصراحة، أنا مندهش أنهم لم يفعلوا ذلك قبل الانتخابات. لم يظهر ذلك الكثير من الحب من خلال عدم قيامهم بذلك". "لقد فوجئت قليلاً بذلك. لو انخفض السعر، لانتهت الحرب بين روسيا وأوكرانيا على الفور. أما الآن، فإن السعر مرتفع بما يكفي لاستمرار تلك الحرب."

وقال إن المملكة "مسؤولة جدًا، في الواقع، إلى حد ما، عما يحدث. فالملايين من الأرواح تُزهق".

ما لا يأخذه ترامب في الحسبان هو حاجة المملكة العربية السعودية لاستكمال مشاريع ضخمة مثل مشروع "نيوم"، وهو حجر الزاوية في جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفطم اقتصاد المملكة عن الاعتماد على عائدات النفط.

وحتى ذلك اليوم، تحتاج المملكة إلى دولارات النفط لاستكمال مشاريع مثل نيوم. وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن المملكة العربية السعودية تحتاج إلى أسعار نفط عند 96 دولارًا للبرميل لموازنة ميزانيتها، أي أقل بنحو 24 دولارًا مما هي عليه الآن.

قال ترامب في خطابه إنه مع انخفاض أسعار النفط، سيطالب أيضًا "بانخفاض أسعار الفائدة على الفور، وبالمثل، يجب أن تنخفض في جميع أنحاء العالم. وينبغي أن تتبعنا أسعار الفائدة".

في عام 2017، خلال فترة ولايته الأولى، كانت أول زيارة خارجية لترامب إلى المملكة العربية السعودية. ومن أشهر ما يُذكر عن تلك الزيارة مشاركة الرئيس في عرض رقص سعودي تقليدي.

يوم الاثنين، قال ترامب إنه من المحتمل أن يذهب إلى المملكة العربية السعودية مرة أخرى في أول زيارة له إلى بلد عربي ولكن فقط إذا كان السعر مناسباً.

"لقد فعلت ذلك مع السعودية في المرة السابقة لأنهم وافقوا على شراء ما قيمته 450 مليار دولار من منتجاتنا. قلت سأفعل ذلك، لكن عليكم أن تشتروا المنتج الأمريكي، ووافقوا على ذلك"، مضيفًا أنه "سيذهب إلى هناك" مرة أخرى إذا وافقت المملكة على شراء المزيد.

"لا أعرف. إذا أرادت المملكة العربية السعودية شراء 450 أو 500 أخرى، فسنرفعها مقابل كل التضخم. أعتقد أنني على الأرجح سأذهب إلى هناك."

لم تصف الإدارة الأمريكية ولا المملكة إلى أين ستذهب الاستثمارات السعودية القادمة في الولايات المتحدة، لكن زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة لعدة أسابيع في مارس/آذار 2018 أسفرت عن عمليات شراء كبيرة في جميع شركات التكنولوجيا الكبرى تقريباً، بما في ذلك تطبيقات مشاركة الرحلات مثل أوبر وليفت.