عودة سونيكس حلم مشجعي سياتل المتجدد

من المنطقي أن نعتبر شخصًا مثل داني بول تمثيلًا عادلًا لمدينة سياتل في هذه الأيام.

بول، وهو مشجع كرة سلة يدير حسابًا على إنستجرام بعنوان "Iconic Sonics"، يُشجّع فريق إنديانا بيسرز ضد فريق أوكلاهوما سيتي ثاندر في نهائيات الدوري الأمريكي للمحترفين (NBA).

لا توجد روابط عميقة بين سياتل وإنديانابوليس. فبينما يلعب فريق سي هوكس (الكرة الأمريكية) ضد فريق كولتس في ديسمبر، ستصبح المدينتان خصمين بحلول نهاية ذلك الأسبوع. كما أنه من غير المرجح أن تحظى كيتلين كلارك وفريق إنديانا فيفر بترحيب حارّ عند زيارتهم لمدينة الزمرد (سياتل) لمواجهة فريق سياتل ستورم لاحقًا هذا الشهر.

لكن في الوقت الراهن، قد تكون سياتل إحدى ضواحي إنديانا.

فقد خسر مشجعو سياتل فريقهم في الدوري الأمريكي للمحترفين، سوبر سونيكس، عام 2008 عندما نُقل الامتياز إلى أوكلاهوما سيتي وتغير اسمه.

بالنسبة للبعض، هذا يعني شيئًا واحدًا فقط: "هيا بيسرز!".

يقول بول: "أحب أن أرى فريق بيسرز يفوز في ست مباريات."

تبدأ نهائيات الدوري الأمريكي للمحترفين ليلة الخميس. وبالنسبة لبعض سكان سياتل، ستكون هذه المباراة كإلقاء الملح على جراح لم تندمل بعد، جراح تذكّرهم بفقدان فريق سونيكس. أما أشخاص مثل بول، الذي وُلد في سياتل وسمع قصص أساطير السونيكس مثل شون كيمب وغاري بايتون من والده، فهم لا يُشجّعون أوكلاهوما سيتي بأي حال.

يُعتبر فريق ثاندر المرشح الأقوى للفوز على البيسرز. وإذا نجح في تحقيق ذلك، سيكون هذا أول لقب للثاندر في أوكلاهوما سيتي، لكنه من الناحية الفنية اللقب الثاني للامتياز بعد فوز سياتل بالبطولة عام 1979.

ليس سرًا أن المدينة تتوق إلى عودة الدوري الأمريكي للمحترفين. فالتوسعة مدرجة على جدول أعمال الدوري، ومن المتوقع أن تبدأ المحادثات الأولية وهي مجرد خطوة أولى في مسار طويل مع المدن المهتمة خلال الأشهر القليلة المقبلة. ومع ذلك، لم يُبدِ المفوض آدم سيلفر التزامًا كاملًا بإضافة فرق جديدة.

قال آدم سيلفر في وقت سابق من هذا العام: "المشكلة التي لم أتوقعها حين بدأت الحديث عن الجدول الزمني هي مدى جهل وسائل الإعلام المحلية حاليًا."

وتابع: "مع ذلك، أؤكد مرة أخرى لمشجعينا في سياتل الذين أتواصل معهم بكثرة أن إرث سونيكس لا يزال قويًا، وسوق سياتل رائع لكرة السلة، ونحن نركز عليه بجدية... نحن لا نعتبر هؤلاء المشجعين أمرًا مفروغًا منه، بل نقدر استمرار اهتمامهم طوال هذه السنوات."

أي حديث عن "التوسع" يثير استياء المشجعين. ففي عام 2023، تحدث "ستيف بالمر" مالك فريق لوس أنجلوس كليبرز إلى الجمهور قبل مباراة ما قبل الموسم في سياتل (مسقط رأسه)، ملمحًا إلى ضرورة تذكير مكتب الدوري في نيويورك بحب المدينة للعبة.
قال بالمر للحضور: "ليلةً، اجعلوا صوتكم عاليًا في هذا المبنى لدرجة أن يصل إلى نيويورك، إذا فهمتم مقصدي!". ثم أردف مُصرخًا: "هيا يا سياتل!".

أخذت سياتل هذا الأمر بجدية، كما ظهر في خطاب "العمدة بروس هاريل" للمدينة مطلع هذا العام. قال هاريل: "لديّ إعلانٌ أريد الإدلاء به الآن..."

ثم مد يده إلى المنصة، وأمسك بكرة سلة وعرضها على الجمهور الذي انفجر في الهتاف، قبل أن يضيف مازحًا: "آه، أنا أمزح فقط!".

لكن الجمهور لم يستسغ المزحة. لاحقًا، اعتذر هاريل في مقابلة، مؤكدًا أن سكان المدينة ما زالوا غير راضين عن غياب الدوري الأمريكي للمحترفين: "اعتبروني واحدًا منكم."

ترك غياب "سوبر سونيكس" فراغًا كبيرًا. ساعد في سد جزء منه ظهور فريق "سياتل كراكن" (دوري الهوكي الوطني) ونجاح فريق "سياتل ستورم" (اتحاد كرة السلة النسائي)، وكلاهما يلعب في ملعب كلايمت بليدج أرينا الموقع السابق لـ"سونيكس".

كما خضعت الصالة لتجديدات كبيرة قبل انضمام "الكراكن"، مما يجعلها مؤهلة لاستضافة مباريات الدوري الأمريكي للمحترفين. القرار النهائي يعود إلى رابطة الدوري، لكن "بول" (أحد المشجعين) يأمل أن يعود الفريق إلى موطنه الأصلي في حي كوين آن.

قال إريك فان (من مشجعي سونيكس): "معظم المشجعين الذين أعرفهم لم يتجاوزوا جراح انتقال الفريق إلى أوكلاهوما سيتي قبل 17 عامًا. الكثيرون منهم يدعمون الآن فريق إنديانا بايسرز."

في 2013، بدا أن سياتل على وشك استعادة فريق عندما عرضت عائلة "مالوف" بيع فريق ساكرامنتو كينجز، لكن رابطة الدوري رفضت عرض كريس هانسن لنقل الفريق إلى سياتل.

رغم ذلك، ما زال الأمل حيًا لدى مشجعين مثل بول وفان. يعترف بول بأن تفاؤله جزء من شخصيته، ويتمنى نهايةً سينمائية.

وقال: "سيكون من الشاعري أن يعلن الدوري تشكيل لجنة توسع في نفس الصيف الذي يفوز فيه أوكلاهوما سيتي بالبطولة لو حدث ذلك. قد يُخفف هذا من مشاعر الألم عند رؤية الثاندر يرفع كأس لاري أوبراين."

أما فان فيرى أن الفريق لم يغب حقًا. "ترى الناس في شوارع سياتل وضواحيها يرتدون قمصان سونيكس وكأن الفريق لم يغادر أبدًا."