مأساة في واشنطن جريمة قتل تهز المجتمع

أغلقت السلطات مساحة واسعة من المخيمات الشعبية ومناطق التخييم على طول مسار باسيفيك كريست في واشنطن أثناء بحثها عن جندي سابق في الجيش مطلوب في مقتل بناته الثلاث الصغيرات.

وانضم العشرات من ضباط إنفاذ القانون الإضافيين من مجموعة من الوكالات إلى التحقيق والبحث يوم الجمعة عن ترافيس كالب ديكر (32 عامًا)، بعد أربعة أيام من العثور على الفتيات بايتن ديكر البالغة من العمر 9 سنوات وإيفلين ديكر البالغة من العمر 8 سنوات وأوليفيا ديكر البالغة من العمر 5 سنوات ميتات في موقع تخييم بعيد خارج ليفنوورث.

وكانت والدة الفتيات قد أبلغت عن اختفائهن ليلة 30 مايو/أيار عندما لم يعدهن ديكر إلى منزلها في ويناتشي، على بعد حوالي 100 ميل (160 كيلومتر) شرق سياتل، بعد زيارة مقررة.

وقال مكتب مأمور مقاطعة شيلان في بيان إن هناك أكثر من 100 شرطي شاركوا في البحث، الذي غطى تضاريس وعرة في جبال كاسكيد بوسط واشنطن، وتدفقت أكثر من 500 معلومة من الجمهور.

وجاء في البيان: "بدافع الحذر الشديد، تم إخطار المقاطعات المجاورة لنا، ونعمل بالتعاون معهم في حال تحرك السيد ديكر عبر الغابة إلى داخل نطاق سلطتها القضائية".

كان ديكر جندي مشاة في الجيش في الفترة من مارس 2013 إلى يوليو 2021 وتم نشره في أفغانستان لمدة أربعة أشهر في عام 2014، وفقًا للمتحدثة باسم الجيش اللفتنانت كولونيل روث كاسترو. وفي الفترة من 2014 إلى 2016، كان جندي مشاة آلي في فوج المشاة 75 في قاعدة لويس-ماكشورد المشتركة في واشنطن.

في سبتمبر الماضي، كتبت زوجته السابقة، ويتني ديكر، في التماس لتعديل خطة الأبوة والأمومة الخاصة بهما أن مشاكله الصحية العقلية قد تفاقمت وأنه أصبح غير مستقر بشكل متزايد، وغالبًا ما كان يعيش خارج شاحنته. وسعت إلى منعه من القيام بزيارات ليلية مع البنات حتى يجد مسكنًا.

وكتبت: "لقد قدم تضحيات كبيرة لخدمة بلدنا ويحب بناته كثيرًا، لكن عليه أن يتحسن". "لا أريد إبعاد ترافيس عن البنات على الإطلاق. ... ولكن لا يمكنني أن أسمح لبناتنا بالبقاء في ما هو في الأساس مأوى للمشردين، وأحيانًا بدون إشراف، مع عشرات الرجال الغرباء، أو البقاء في خيمة أو العيش في شاحنته معه في درجات حرارة شديدة ومناطق غير معروفة حفاظًا على سلامتهن".

وحذرت السلطات الناس من أن يكونوا على حذر من ديكر وطلبت ممن لديهم منازل أو أكواخ أو مبانٍ خارجية بعيدة أن يبقوها مغلقة وأن يتركوا الستائر مفتوحة حتى تتمكن قوات إنفاذ القانون من رؤية ما بداخلها وأن يتركوا الأضواء الخارجية مضاءة.

لم يكن من الواضح ما إذا كان ديكر مسلحاً، لكن مكتب شريف مقاطعة شيلان قال إنه يجب اعتباره خطيراً. تم عرض مكافأة تصل إلى 20,000 دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.

وقد جمعت حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت من أجل ويتني ديكر أكثر من مليون دولار، وشكر الأصدقاء إيمي إدواردز، التي درّست الفتيات في برنامج مسرحي يسمى "شورت شكسبيرز"، ومارك بيلتون المؤيدين خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس.

قالت إدواردز: "لقد تركت ضحكاتهن وفضولهن وروحهن أثرًا فينا جميعًا". "لقد كانوا من نوع الأطفال الذين يشجعهم الجميع ويتطلعون لرؤيتهم ويحملونهم في قلوبهم."

قالت إدواردز وبيلتون إن ويتني ديكر تأمل أن تؤدي هذه المأساة إلى إحداث تغييرات في نظام الإنذار الكهرماني في الولاية بالإضافة إلى تحسينات في رعاية الصحة العقلية للمحاربين القدامى. في الليلة التي تم الإبلاغ فيها عن اختفاء الفتيات، طلبت شرطة ويناتشي من دورية ولاية واشنطن إصدار تنبيه عنبري لكنها رفضت قائلة إن القضية لا تستوفي معايير التنبيه، باعتبارها قضية احتجاز دون تهديد وشيك.

وأصدرت الدورية بالفعل "تنبيهًا بوجود شخص مفقود مهدد بالخطر" في اليوم التالي، ولكن هذه التنبيهات لا تؤدي إلى إرسال إشعارات إلى الهواتف المحمولة.

ومع توسع عمليات البحث عن الفتيات في نهاية الأسبوع الماضي، عثر نائب المأمور على شاحنة ديكر الصغيرة في منطقة مخيم روك آيلاند، شمال غرب ليفنوورث. كانت هناك بصمات يد ملطخة بالدماء على الباب الخلفي. تم العثور على جثث الفتيات أسفل جسر قريب مع وجود أدلة على أنهم كانوا مقيدين بأربطة سحاب، وفقًا لإفادة خطية تم تقديمها لدعم تهم القتل والخطف الموجهة ضد ديكر.

وقال الطبيب الشرعي في المقاطعة واين هاريس يوم الجمعة إن مكتبه ينتظر نتائج التشريح لتحديد متى وكيف قُتلت الفتيات.

وأصدرت السلطات إشعارات إغلاق في اليوم السابق لمنطقة التخييم تلك، التي تقع في غابة أوكانوجان-ويناتشي الوطنية، وكذلك رقعة كبيرة من الأراضي الوعرة إلى الشمال. وشمل ذلك الممرات والمخيمات على طول مسار باسيفيك كريست، الذي يمتد من الحدود الكندية إلى المكسيك، وحول ستيهيكن، في الطرف الشمالي من بحيرة شيلان.