سفير قطر يرد على تصريحات معادية للإسلام في أمريكا

أرسل سفير قطر لدى الولايات المتحدة توبيخًا نادرًا ومباشرًا لعضو الكونغرس الجمهوري راندي فاين بسبب تعليقاته المعادية للإسلام وقطر التي أدلى بها خلال مقابلة مع شخصية وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة لورا لومر.

فاين، وهو مشرع أمريكي يهودي، مدافع قوي عن الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي اعتبرتها الأمم المتحدة إبادة جماعية. وقد استشهد أكثر من 68,000 فلسطيني في هذه الحرب.

وطوال فترة الهجوم الإسرائيلي، دعا فاين، الذي لديه تاريخ من الخطاب المعادي للإسلام، إسرائيل إلى "ضرب القطاع بالقنابل النووية" والفلسطينيين في غزة إلى "الموت جوعاً".

وكان فاين قد أثار جدلاً واسعاً خلال الصيف عندما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي دعوة إلى تشريع أطلق عليه اسم "قانون الدهس"، والذي يسمح للسائقين بدهس المتظاهرين بسياراتهم. ووصف المتظاهرين بفظاظة "الإرهابيين المسلمين".

كان فاين من أشد المنتقدين للاحتجاجات ضد إسرائيل في حرم الجامعات الأمريكية.

وفي مقابلته مع لومر، ادعى زورًا أن قطر "تمول معظم المؤسسات التي تلحق الضرر" بالولايات المتحدة وزعم أنها "مسؤولة" عن الاحتجاجات على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة والتي زعم أنها "معادية للسامية".

"تدين قطر معاداة السامية وجميع أشكال التعصب الديني أو العرقي. لم يكن لقطر أي دور في الاضطرابات الأخيرة في حرم الجامعات الأمريكية، ولا يوجد دليل على عكس ذلك"، هذا ما كتبه سفير قطر في واشنطن، مشعل آل ثاني، في رسالة إلى فاين نشرتها لومر يوم الأحد على موقع إكس.

وشرع آل ثاني في تفنيد مزاعم فاين مباشرة، مشيرًا إلى أنه في عام 2024، أصدر مجلس النواب الأمريكي "تقريرًا عن معاداة السامية" قال فيه إنه لا يوجد دليل على أن قطر "لها أي ضلوع في هذا الارتفاع في معاداة السامية في الجامعات أو أي اضطرابات في الحرم الجامعي".

كما استشهد ثاني بالمدير السابق للمخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هينز، الذي ذكر أنه لا يوجد دليل على دعم قطر للاحتجاجات في الجامعات.

وفاز فاين في انتخابات خاصة في أبريل 2025 كعضو في الكونغرس عن ولاية فلوريدا بعد أن أخلى مرشح ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، مقعده.

وكان فاين المثير للجدل، وهو مشرع سابق في الولاية ومدير تنفيذي سابق لشركات المقامرة في الكازينوهات، مدعومًا من قبل مجموعة الضغط المؤيدة لإسرائيل، لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية.

غزة

تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط في قاعدة العديد. وكانت الدولة الخليجية وسيطًا حاسمًا خلال محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

ويقول محللون ودبلوماسيون إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر جزئياً الدفع باتجاه وقف إطلاق النار في غزة بعد أن أفشلت إسرائيل محاولة اغتيال مفاوضي حماس في الدولة الخليجية.

وقد أجبر ترامب نتنياهو على الاعتذار عن الضربة، وأصدر أمرًا تنفيذيًا تعهد فيه بالدفاع عن قطر إذا ما تعرضت للهجوم.

وانتقد فاين في مقابلته مع لومر خطة إدارة ترامب للسماح للطيارين المقاتلين القطريين بالتدريب في قاعدة جوية في ولاية إيداهو. وقال فاين إن "الجميع يجب أن يخاف من تدريب الطيارين المقاتلين المسلمين في الولايات المتحدة".

وأضاف: "كما تعلمون، لقد أرسل حلفاء الولايات المتحدة طياريهم للتدريب في الولايات المتحدة لعقود. هذا ليس ترتيبًا جديدًا أو غير اعتيادي، وقطر تستوعب التكاليف بالكامل".

وأضاف بفظاظة: "أود أن أضيف أن مشتريات قطر من طائرات إف-15 ومتطلبات الدعم المستمرة توفر آلاف الوظائف في الولايات المتحدة، فضلاً عن المساهمة في التشغيل البيني في مهام الدفاع المشتركة بين الولايات المتحدة وقطر. أفترض أنكم لم تقصدوا أن تُفهم ملاحظاتكم على أنها خوف قاطع من المسلمين".

وأشار السفير القطري إلى أن حوالي 3.5 مليون مسلم يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، منهم حوالي 127 ألف مسلم في ولاية فلوريدا، مما يجعلها موطن "ثاني عشر أكبر عدد من المسلمين في أمريكا".