فوز ممداني يعيد الأمل للتغيير في نيويورك

عندما ترددت أنباء يوم الثلاثاء عن تنازل حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، الذي كان يُعتقد أنه المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية مدينة نيويورك، عن السباق، قوبل الإعلان بعدم التصديق.

فقد بدت فكرة أن النائب الديمقراطي الاشتراكي المؤيد للفلسطينيين في الولاية المؤيد لفلسطين قد حصل على ترشيح الحزب الديمقراطي تبدو جيدة جدًا بالنسبة لأنصار زهران ممداني بعد أن تم تشويه سمعته باعتباره معاديًا للسامية و"شيوعيًا" من قبل بعض أقوى السياسيين في الولايات المتحدة.

وفي يوم الأربعاء، بعد فوز ممداني، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع تروث سوشيال يوم الأربعاء بعد فوز ممداني قائلاً: "لقد تجاوز الديمقراطيون الحدود. لقد فاز زهران ممداني، وهو شيوعي مجنون بنسبة 100%، في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، وهو في طريقه ليصبح عمدة. لقد كان لدينا يساريون متطرفون من قبل، لكن هذا الأمر أصبح سخيفًا بعض الشيء".

كانت نائلة والتي تبلغ من العمر 33 عاماً، وهي من مؤيدي ممداني ومساعدة طبيب، تكبح آمالها لتجنب خيبة الأمل في نهاية المطاف. فقد حضرت حفلاً مكتظاً بالاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين (DSA) في جمعية بوي فريندن في حي بوشويك في بروكلين، حيث قالت إن الخبر قوبل بالفرح وعدم التصديق في آن واحد.

"كانت هناك شائعة بأن كومو تنازل. كان الجميع يتفقدون هواتفهم بشكل محموم. عندما اتصل منظمو DSA، لم أصدق ذلك. كنت أتفقد هاتفي لأرى بنفسي. ثم تبددت الحقيقة بين الحشود. بدأ الناس بالهتاف والصراخ." قالت نائلة.

وقالت إن هذا الفوز جعلها تبكي وكان له معنى خاص بسبب الوضع الحالي في فلسطين وحقيقة أنه مر عقدين من الزمن على أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وتابعت: "عليك أن تتساءل عما إذا كان مسموحاً لك أن تكون مسلماً ومهاجراً واشتراكياً في العلن وأن تكون مؤهلاً حتى لمنصب العمدة. كل شيء في هذا السباق بدا وكأنه استفتاء على التنوع، وعلى سلطة الشعب في مواجهة أصحاب المليارات وتمويل لجان العمل السياسي العملاقة، والإسلاموفوبيا".

ثم أضافت: "أشعر بالفخر الشديد لكوني مهاجرة، ومن سكان نيويورك، ومسلمة، ومنتمية للحركة الفلسطينية."

على الرغم من استقالته من العمل السياسي في عام 2021 بسبب مزاعم التحرش الجنسي بالنساء، إلا أن كومو كان مرشحًا للفوز بالسباق. وكان يُعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى حد كبير إلى الاعتراف باسمه ،فوالده ماريو كومو هو أيضًا حاكم سابق لنيويورك ،ولأنه حظي بدعم مالي من أكبر لجنة العمل السياسي الكبرى التي تم إنشاؤها على الإطلاق في حملة عمدة مدينة نيويورك، والتي جمعت له 25 مليون دولار.

من ناحية أخرى، كان ممداني هو المستضعف. وهو مستشار إسكان سابق وعضو مجلس الولاية الحالي، وقد أدار حملة شعبية جريئة ترتكز على مساعدة جميع سكان نيويورك من خلال ثلاثة تعهدات رئيسية: الإسكان الميسور التكلفة من خلال تجميد الإيجارات وزيادة المساكن المستقرة الإيجار، والحافلات المجانية ورعاية الأطفال المجانية. ركزت حياته المهنية حتى الآن على مساعدة أفراد الطبقة العاملة.

ومع فرز 95 بالمئة من الأصوات، يتقدم ممداني على الحاكم السابق أندرو كومو بنسبة 43 بالمئة مقابل 36 بالمئة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مدفوعاً بموجة من الدعم الشعبي وبرنامج يساري جريء. ومن المتوقع أن يتم الفرز النهائي خلال الأيام القليلة القادمة.

الأمل في اتجاه أوسع

كان معظم الأشخاص الذين تم التحدث إليهم يوم الأربعاء مندهشين من فوز ممداني ومتحمسين لاحتمال حدوث تغيير سياسي.

"لقد فوجئت قليلًا، بصراحة. لم أكن أعتقد أنه سيفوز. كنت آمل أن يفوز. لقد أدار حملة قوية للغاية حيث تمكن من الوصول إلى الناس، وخاصة الشباب. أنا متحمس للغاية بشأن خطوته التالية"، قال بيلي سامرز، البالغ من العمر 27 عامًا من بروسبكت هايتس، بروكلين.

وتابع: "إن وصول رجل مسلم أسمر البشرة إلى منصب عمدة مدينة نيويورك هو مؤشر على تغيير أوسع في المناخ السياسي الأمريكي".

وقالت نيا ، وهي خادمة تبلغ من العمر 22 عامًا من بروسبكت هايتس، والتي صوتت لممداني: "أنا فخورة حقًا بمدينتي لتخطيها هذه المرحلة. أعتقد أن الوقت قد حان لنصوت لشخص يهتم فعلاً بتمثيل المدينة والناس."

وتعتقد أن حرب إسرائيل على غزة هي أحد الأسباب التي أدت إلى فوزه، وقالت إن ردود ممداني في مناظرة العمدة وتعامله مع الأسئلة المتعلقة بإسرائيل والتزامه بالوقوف مع سكان نيويورك، بمن فيهم سكان نيويورك اليهود، جعلها ترغب في الوقوف إلى جانبه.

حيث قالت : "أعتقد أننا ندرك أخيرًا أن الحكومة من المفترض أن تمثلنا، نحن الشعب، وأننا في الواقع لدينا القدرة على تغيير الأمور. علينا فقط أن نستفيد من الشعب ونتحد معًا. وأعتقد أن هذا السباق على منصب العمدة أظهر لنا أنه يمكننا تغيير الأمور، وآمل أن تفعل نيويورك ذلك بعد ذلك."

مواهيب ،هي صومالية من الجيل الأول تعيش أيضًا في بروسبكت هايتس وصوتت لممداني.

قالت إنها صوتت له بسبب خططه لتجميد الإيجار. وقالت إن الناس الذين عاشوا في مدينة نيويورك لعقود من الزمن يتعاملون مع زيادة الإيجارات، وأن دعم المجتمعات المحلية أمر مهم جداً بالنسبة لها.

لقد كانت مع رفيقتها في الشقة ليلة الأربعاء عندما ظهرت نتائج الانتخابات وقالت إنها كانت "متحمسة للغاية ومبتهجة" بالنتائج.

وأضافت: "كنت آمل بشكل لا يصدق أن يفوز ممداني لأن الكثير من أصدقائي الذين هم من السكان الأصليين سجلوا للتصويت، لذلك كنت متحمسة للغاية".

من المقرر إجراء الانتخابات العامة لرئاسة بلدية مدينة نيويورك في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، مع ترجيح فوز الديمقراطيين.

ومن المقرر أن يترشح العمدة الحالي إريك آدامز، الذي ترشح عن الحزب الديمقراطي، كمستقل في الانتخابات المقبلة، لكن شعبيته في أدنى مستوياتها على الإطلاق.

ومن غير الواضح ما إذا كان كومو سيترشح كمستقل أم لا.