الرئيس الفنزويلي مادورو يؤدي اليمين مجددًا وسط شكوك جدية حول نتائج الانتخابات

سوف يمدد الرئيس نيكولاس مادورو حكمه القمعي المتزايد على فنزويلا حتى عام 2031 عندما يؤدي اليمين الدستورية يوم الجمعة، على الرغم من الأدلة الموثوقة على فوز منافسه في الانتخابات الأخيرة وبعد الاحتجاجات ضد خطته لتولي فترة ولاية ثالثة مدتها ست سنوات.

يوم الخميس، بينما خرج مئات المتظاهرين المناهضين لمادورو إلى شوارع العاصمة كراكاس، قال مساعدو زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو إنها احتجزت لفترة وجيزة من قبل قوات الأمن وأُجبرت على تسجيل مقاطع فيديو.

وكانت النائبة السابقة ذات الشعبية الكبيرة، والتي منعتها الحكومة من الترشح، قد خرجت من مخبئها الذي دام شهورًا للانضمام إلى المسيرة للمطالبة بتنصيب مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس رئيسًا للبلاد بدلًا من مادورو.

خاطبت ماتشادو التجمع ثم غادرت على دراجة نارية مع موكبها الأمني. وأعلن الفريق الصحفي الخاص بماتشادو في وقت لاحق على وسائل التواصل الاجتماعي أن قوات الأمن "اعترضت موكبها بعنف". وأكد مساعدوها بعد ذلك أن المعارضة المتشددة قد تم اعتقالها.

وأدان القادة في الأمريكيتين وأوروبا الحكومة لقمع أصوات المعارضة وطالبوا بالإفراج عنها. وأعرب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن دعمه لماتشادو وغونزاليس.

"لا ينبغي أن يتعرض هؤلاء المناضلون من أجل الحرية للأذى، ويجب أن يبقوا آمنين وأحياء!" قال ترامب على موقع تروث سوشيال.

ونفى أنصار مادورو اعتقال ماتشادو قائلين إن معارضي الحكومة ينشرون أخبارًا كاذبة لإثارة أزمة دولية.

وتضاف هذه الضجة التي سبقت تنصيب مادورو إلى سلسلة من مزاعم التزوير الانتخابي والقمع الوحشي لإسكات المعارضة.

وكانت السلطات الانتخابية الموالية للحزب الحاكم قد أعلنت فوز مادورو بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع في 28 يوليو، ولكن على عكس الانتخابات الرئاسية السابقة، لم تقدم السلطات الانتخابية إحصاءً مفصلاً للأصوات. وفي الوقت نفسه، جمعت المعارضة كشوف فرز الأصوات من أكثر من 80% من آلات التصويت الإلكترونية، ونشرتها على الإنترنت، وقالت إن عمليات الفرز تُظهر أن غونزاليس فاز بضعف عدد الأصوات التي حصل عليها مادورو.

وقد دفعت الإدانة العالمية بشأن انعدام الشفافية مادورو إلى أن يطلب من المحكمة العليا في البلاد , المليئة أيضًا بحلفاء حزبه الاشتراكي الموحد الفنزويلي , مراجعة نتائج الانتخابات. وأكّدت المحكمة فوز مادورو دون تقديم أدلة شاملة وشجّعت المجلس الانتخابي على نشر نتائج فرز الأصوات. ولكن لم يقدم المجلس ولا الحزب الحاكم أي دليل على فوز مادورو، على الرغم من أن ممثلي مراكز التصويت الخاصة بهم كان يحق لهم أيضًا الحصول على كشوف الفرز من كل آلة تصويت.

وقد أعلن مركز كارتر، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له، والذي راقب الانتخابات بناءً على دعوة من الحكومة، أن عمليات الفرز التي نشرتها المعارضة شرعية. وقال خبراء انتخابيون آخرون سمحت لهم الحكومة بمراقبة التصويت إن سجلات الاقتراع التي نشرها فصيل المعارضة على الإنترنت يبدو أنها تحمل جميع السمات الأمنية الأصلية.

أثار الخلاف حول النتائج غضبًا دوليًا واحتجاجات على مستوى البلاد. ردت الحكومة بكل قوة، واعتقلت أكثر من 2000 متظاهر وشجعت الفنزويليين على الإبلاغ عن أي شخص يشتبه في أنه خصم للحزب الحاكم. قُتل أكثر من 20 شخصًا خلال الاضطرابات وأبلغ العديد من المتظاهرين عن تعرضهم للتعذيب في الحجز.

ومن غير الواضح ما إذا كان أي من رؤساء الدول يخططون لحضور حفل التنصيب الذي استضافته الجمعية الوطنية التي يسيطر عليها الحزب الحاكم في القصر التشريعي في كراكاس يوم الجمعة.

وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، وهو حليف مقرب من مادورو، إنه لن يحضر الحفل متذرعًا بالاعتقالات التي جرت في وقت سابق من الأسبوع لعضو آخر من المعارضة الفنزويلية منذ فترة طويلة ومدافع عن حقوق الإنسان.

وكان آخر حفل تنصيب لمادورو في عام 2019 قد حضره الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل والرئيس البوليفي آنذاك إيفو موراليس. وقد اعتُبرت انتخابات عام 2018 صورية على نطاق واسع بعد أن منعت حكومته أحزاب المعارضة الرئيسية من المشاركة.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان غونزاليس، الذي غادر إلى المنفى في إسبانيا في سبتمبر/أيلول، سيفي بوعده بالعودة إلى فنزويلا بحلول يوم الجمعة.

وقد هدد المسؤولون الحكوميون غونزاليس مرارًا وتكرارًا باعتقاله في حال دخوله الأراضي الفنزويلية. يوم الثلاثاء، قال غونزاليز إن صهره رافائيل توداريس قد اختطف في كاراكاس. وأشارت ابنة غونزاليز، ماريانا غونزاليز دي توداريس، في بيان لها إلى أن الحكومة كانت وراء اختفاء زوجها.

وقالت: "في أي مرحلة أصبحت قرابة إدموندو غونزاليس أوروتيا جريمة؟"