اعتقال نضال بدارنة يثير جدلاً حول حرية الفن
احتجزت الشرطة الإسرائيلية الفنان نضال بدارنة بسبب عروضه الكوميدية، وسط دعوات من جماعات يمينية لإلغاء فعالياته. العائلة تعتبر الاعتقال جزءًا من حملة قمع ضد حرية التعبير. هل ستنجح محاولاته القانونية في التصدي لهذا الاستهداف؟

الشرطة الإسرائيلية تستجوب فناناً كوميدياً فلسطينياً بسبب عروضه الارتجالية.
احتجزت الشرطة الإسرائيلية الفنان والكوميدي الفلسطيني نضال بدارنة واستجوبته لفترة وجيزة يوم الاثنين بسبب عروضه الكوميدية التي يقدمها على المسرح، وفقًا لما ذكرته عائلته.
وقالت العائلة لموقع عرب 48 إنه تمت مداهمة منزله في حيفا، وتم اقتياده للتحقيق بحجة "تشكيله خطرًا على الجمهور".
وجاء الاعتقال في أعقاب دعوات من جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة لإلغاء عروضه، بما في ذلك عرض في الناصرة يوم الجمعة الماضي.
كما أفادت تقارير بأن ضباطًا إسرائيليين ضغطوا على أصحاب المعارض الفنية لإلغاء عروضه دون أسباب قانونية.
كما ألغت الشرطة عرضًا آخر في حيفا "حفاظًا على سلامة الجمهور"، حيث زعمت جماعات يمينية متطرفة أن العرض تناول المعتقلين الإسرائيليين في غزة.
وتعتقد عائلته أن الاعتقال جزء من حملة أوسع ضد بدارنة، يغذيها التحريض اليميني المتطرف. واتهموا الشرطة باستهدافه من خلال التهديدات بإلغاء عروضه.
وقالوا إن "هذا الاعتقال يأتي نتيجة حملة تحريض إعلامية فاشية شرسة ضد نضال والمحتوى الفني الكوميدي الذي يقدمه".
وكان بدارنة قد تحدث في وقت سابق لـ"عرب 48"، قائلا إن الشرطة الإسرائيلية حذرته من تقديم عروضه في الناصرة. وانتقد الشرطة لتجاوزها القانون وتصرفها كـ"هيئة منفصلة عن القانون".
وقال الممثل الكوميدي: قالوا لي : "ليس من الجيد أن تأتي إلى الناصرة، وإذا أقمت العرض، سنتخذ إجراءات ولن نسمح لك بذلك".
"الشرطة في أي مكان في العالم لا تمارس هذا النوع من 'البلطجة'، ولكن يبدو أنها تتصرف بناء على تحريض اليمين المتطرف. حظر العروض في حيفا والناصرة ليس له أي أساس قانوني."
يخطط بدارنة لاتخاذ إجراءات قانونية بالتعاون مع مركز عدالة، وهو مركز قانوني في حيفا، لحماية حقوقه ومواصلة عمله. وقد أرسل المركز رسالة عاجلة إلى المدعي العام الإسرائيلي الأسبوع الماضي يحث فيها على التدخل لوقف استهداف بدارنة.
وقال المركز: "تستغل الشرطة في الآونة الأخيرة هذه التهمة على نطاق واسع للتحقيق في انتهاكات حرية التعبير بشكل غير قانوني وتجنب الحصول على الموافقات المطلوبة من النيابة العامة".
إسكات الأصوات المعارضة
كما شدد مركز عدالة على أن الملاحقة السياسية "غير القانونية" لبدارنة كانت جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لقمع التعبير عن الرأي الفلسطيني في إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.
وقد أدى ذلك إلى توجيه ما يقرب من 200 تهمة تحريض والعديد من الاعتقالات غير القانونية التي تهدف إلى ترهيب الفنانين ووقف عروضهم.
وفي يوم الأربعاء، داهمت الشرطة الإسرائيلية منزل الصحفي ومذيع المباريات السابق في نادي بني سخنين لكرة القدم، سعيد حسنين.
وقد تم اعتقال المواطن الفلسطيني بشبهة "التحريض" بعد أن انتقد إسرائيل وتصرفات الجيش الإسرائيلي خلال مقابلة مع قناة الأقصى التلفزيونية. وقال: "الجيش الإسرائيلي جيش احتلال، إسرائيل هي العدو".
وندد حسنين بالمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل الذين تجندوا في الجيش، واصفًا إياهم بـ"ضعاف النفوس".
كما امتدح حماس على طريقة تعاملها مع الأسرى المحتجزين في غزة، قائلاً "لقد تصرفت المقاومة الإسلامية بإنسانية تامة وفق الشريعة الإسلامية وأثبتت للعالم أن حماس تحافظ على كرامة الإنسان وتحترم النساء اللاتي تم أسرهن في السابع من أكتوبر. لقد دافعت حماس عنهن وفق التعاليم الدينية والشريعة الإسلامية والضمير الفلسطيني".
وقد أثارت تصريحات حسنين غضبًا شعبيًا في إسرائيل، مما أدى إلى إقالته من منصبه كمذيع لبني سخنين واعتقاله.
أخبار ذات صلة

سقوط الأسد انتصار كبير لترامب، لكن الطمع قد يكون قاتلاً له

ثلث المراهقين اليهود الأمريكيين يعبرون عن تعاطفهم مع حماس، وفقاً لاستطلاع حكومي إسرائيلي
