قائد إندونيسي يبدأ العمل في العاصمة الجديدة رغم الأعمال الإنشائية ونقص المرافق

بدأ الرئيس الإندونيسي المنتهية ولايته جوكو ويدودو عمله يوم الاثنين من القصر الرئاسي الجديد في العاصمة الجديدة الطموحة لبلاده، حيث يعتزم قضاء الأشهر القليلة الأخيرة من رئاسته.

وقال ويدودو للصحفيين في القصر الرئاسي الجديد: "لقد بدأت اليوم في استقبال المسؤولين لعقد اجتماعات هنا في مكتب الرئيس"، في الوقت الذي تتسابق فيه السلطات لاستكمال مشاريع البنية التحتية الرئيسية الأخرى في العاصمة المستقبلية نوسانتارا قبل احتفالات عيد الاستقلال الشهر المقبل. تقع العاصمة، المعروفة أيضًا باسم IKN، في مقاطعة كاليمانتان الشرقية في جزيرة بورنيو.

وقال ويدودو إن أول بند في جدول أعماله يوم الاثنين هو اجتماع مع المديرين التنفيذيين لهيئة تنمية نوسانتارا. ومن المقرر أن يجتمع أيضًا مع قادة المقاطعات.

ولتسهيل عملية الانتقال، تقوم الأمانة الرئاسية بإعداد جميع الأثاث اللازم للمكتب الرئاسي، بما في ذلك الطاولات والكراسي والإضاءة، في حين أن إمدادات المياه النظيفة والكهرباء والإنترنت "تعمل جميعها بشكل جيد"، حسبما قال ويدودو.

وقال ويدودو: "لقد جئنا إلى هنا لتفقد آخر ما تم إنجازه في الأمانة العامة للرئاسة وخاصة بناء القصر، وأرى أن كل شيء لا يزال قيد التنفيذ"، مضيفًا أن هناك آلاف العمال الذين يتسابقون لإنجاز مشاريع البنية التحتية، و"لا أريد أن يعرقل وجودنا تقدم التنمية".

وأعرب عن تفاؤله بأن "قصر غارودا الرئاسي" الجديد سيكون بمثابة خلفية لحفل عيد استقلال البلاد في 17 أغسطس/آب.

لم يتبق سوى شهر واحد فقط قبل الاحتفال بعيد استقلال إندونيسيا الذي من المتوقع أن يكون بمثابة النقل الرسمي للعاصمة من جاكرتا. ومع ذلك، فقد أصبحت خطة النقل موضع تساؤل وسط بطء التقدم في البناء وعدم الالتزام بالمواعيد النهائية، مما أجبر رئيس هيئة العاصمة نوسانتارا ونائبه على الاستقالة الشهر الماضي.

معظم مباني المدينة الجديدة غير مكتملة، حيث اكتمل بناء قصر الدولة الجديد بنسبة 88%، بينما لم يكتمل بناء العديد من مباني الوزارات إلا في الطوابق السفلية فقط.

وتُقدَّر تكلفة مشروع بناء العاصمة الجديدة بـ33 مليار دولار، تتحمل ميزانية الدولة 20% منها فقط. وقد اعتمدت إدارة الرئيس ويدودو بشكل كبير على استثمارات القطاع الخاص لبناء البنية التحتية والمرافق العامة الرئيسية، حيث ستغطي ميزانية الدولة بشكل المباني والمرافق داخل "المنطقة الأساسية" للحكومة.

وفي محاولة لجذب الاستثمار، وقّع ويدودو في وقت سابق من هذا الشهر على لائحة رئاسية تمنح المستثمرين حقوقًا معينة، بما في ذلك حقوق ملكية الأراضي لمدة تصل إلى 190 عامًا في العاصمة المستقبلية.

قال وزير الأشغال العامة والإسكان باسوكي هاديمولجونو الذي يشغل أيضًا منصب القائم بأعمال رئيس هيئة IKN، إن الحكومة لا تزال تعمل على شراء 40 ميجاوات أخرى للمدينة، ولكن تم إنشاء القدرة الحالية البالغة 10 ميجاوات التي تنتجها محطة للطاقة الشمسية في نوسانتارا. وقال إن الخزان القريب يوفر "أكثر مما يكفي لتلبية احتياجات" مياه الشرب النظيفة في المدينة الجديدة.

على الرغم من التقدم المحرز، لا تزال هناك تساؤلات حول موعد نقل العاصمة الجديدة رسميًا حيث لم يصدر ويدودو المرسوم الرسمي بعد. وإلى أن يتم التوقيع على المرسوم، تظل جاكرتا عاصمة البلاد.

وقد أشار ويدودو إلى أن المرسوم قد يصدره الرئيس المنتخب برابوو سوبيانتو، الذي سيتم تنصيبه في 20 أكتوبر.

وقد أثار التأخير في إضفاء الطابع الرسمي على المرسوم تساؤلات حول مكان التنصيب الرئاسي، حيث أنه وفقًا للدستور الإندونيسي، يجب أن يتم أداء اليمين الدستورية في عاصمة البلاد.

كما أن عدم وجود مستثمرين في المشروع الضخم يضع سوبيانتو في موقف صعب بمجرد أدائه اليمين الدستورية. وقد تعهد سوبيانتو باستئناف مشاريع ويدودو البارزة، بما في ذلك مشروع IKN، واعدًا بالاستمرارية كبرنامج حملته الانتخابية خلال الانتخابات الرئاسية.

وقد بدأ بناء المدينة الجديدة في منتصف عام 2022 بعد أن أعلن ويدودو أن جاكرتا لن تكون عاصمة. وتعاني العاصمة من التلوث والازدحام، وهي عرضة للزلازل وتغرق بسرعة.