حماس تعزز سلطتها رغم الضغوطات في غزة
تستمر حماس في تعزيز سلطتها في غزة رغم التحديات، حيث تعيد بناء نفسها من خلال تقديم المساعدات وتحسين الأوضاع الاقتصادية. اكتشف كيف تؤثر هذه الديناميكيات على الصراع المستمر وأهداف إسرائيل في المنطقة.
الحرب على غزة: ضباط إسرائيليون يؤكدون أن حماس لا تزال السلطة الحاكمة الراسخة
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار إن حماس لا تزال متجذرة بقوة كسلطة حاكمة في قطاع غزة وأثاروا شكوكًا حول إمكانية الإطاحة بها.
وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت يوم الخميس، قال أعضاء في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إن السيطرة المدنية للحركة الفلسطينية على القطاع قد ضعفت، لكنها لا تزال دون منازع.
وأضافوا أن سكان القطاع الذي مزقته الحرب ليسوا قريبين من الانقلاب على حماس.
ونقل عن المسؤولين قولهم إن "غالبية سكان القطاع لم يروا جنود الجيش الإسرائيلي في معظم هذه الفترة الطويلة من القتال التي استمرت 14 شهراً، وبالتالي فإن حماس لا تزال متجذرة بقوة في سكان القطاع كحكومة، لأنه لا يوجد لها منافس".
ووفقًا لهم، فإن حماس استأنفت دفع الأموال لمسؤوليها وأعضائها، وأنشأت "آلية للتعويض المالي"، على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها القطاع المحاصر.
وأضافوا أن "حماس تحاول أن تثبت لهم في غزة أنها تحكم من خلال السيطرة على الأسعار المعقولة في الأسواق".
كما تقود حماس بعض الأعمال الخيرية من خلال توزيع المساعدات.
وفي الآونة الأخيرة، أعادت الحكومة ترميم مستشفى الرنتيسي في الجزء الشمالي من القطاع، وأعادت فتحه أمام المرضى بعد إغلاقه بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وقال المسؤولون "إن حماس على سبيل المثال تبنت عملية التطعيم الكبيرة ضد شلل الأطفال التي سمحت إسرائيل بتنفيذها ودخولها إلى قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، وهي تعمل على قمع بؤر المعارضة التي تظهر أحيانًا في المظاهرات."
حماس تعيد بناء نفسها
وأضافوا أن إحدى العقبات الرئيسية أمام الإطاحة بحماس هي وجود أسرى إسرائيليين أحياء في غزة.
وهو ما يحول دون انهيار سلطة حماس عسكريًا ومدنيًا، الأمر الذي يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب.
وأوضح المسؤولون أن وجود الأسرى يعني تقييد سير الحرب بسبب المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى مقتلهم.
وفي حال عدم وجودهم، سيكون بمقدور الجيش الإسرائيلي شن هجمات في غزة دون أي قيود.
وأضافوا أنه "لا توجد عمليات برية أو هجمات تنفذ في مناطق واسعة من القطاع، مما يسمح لحماس باستغلال ذلك لاستعادة قدراتها العسكرية في هذه المناطق، بما في ذلك شمال القطاع".
"من الناحية العملية، هذه هي الطريقة التي تنجح حماس من خلالها في إعادة تأسيس حكمها الجزئي في القطاع".
شاهد ايضاً: الشيخ مقصود: المنطقة الكردية في حلب السورية
ولهذا السبب يدعو الضباط إلى إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس، لأن الحركة ستواصل إعادة بناء نفسها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في حزيران/يونيو الماضي إنه لن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار حتى يتم تدمير قدرات حماس العسكرية والحكم وإطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين في غزة.
وفي الوقت نفسه، كانت حماس مصرة على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يؤدي في نهاية المطاف إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.