هل يمكن حدوث انقلاب آخر في يناير؟ هذا الفيلم يتخيل ما لو حدث ذلك

نتائج الانتخابات متنازع عليها. جماعات اليمين المتطرف تخطط لإلغاء فرز أصوات المجمع الانتخابي. متظاهرون يتجمعون في واشنطن. وتصدح شاشات الأخبار التلفزيونية: "الكابيتول في حالة فوضى".

في غرفة العمليات في البيت الأبيض، يجتمع الرئيس مع مستشاريه للنظر في خطواتهم التالية. إلا أن هذا ليس السادس من يناير 2021، بل محاكاة لعصيان يشبهه إلى حد كبير.

في يناير من العام الماضي، اجتمعت مجموعة من الجنرالات السابقين، وأعضاء مجلس الشيوخ، وحكام الولايات، وموظفي الخدمة المدنية في أحد فنادق العاصمة واشنطن لإجراء تمرين، لعبة حرب، لتجربة الولايات المتحدة على شفا حرب أهلية في يناير 2025، وربما لإيجاد بعض الطرق لتجنب كابوس أمريكي مشترك على نطاق واسع.

في هذا الواقع المألوف المثير للغرابة ولكن البديل بعض الشيء، فإن شاغل المنصب هو الرئيس جون هوثام، الذي يلعب دوره حاكم مونتانا السابق ستيف بولوك.

قال بولوك في مقابلة أجريت معه: "من ناحية، أنا معتاد إلى حد ما على التعامل مع المواقف الصعبة". "هنا، كان الأمر هنا حقًا بين ضباب الحرب وضباب التضليل، في محاولة لمعرفة ما هو صحيح ليس فقط لليوم ولكن للغد. لقد كانت بالتأكيد ست ساعات متوترة."

على مدار تلك الساعات الست، عاش بولوك ومجموعة من المسؤولين الحكوميين والعسكريين ديمقراطيين وجمهوريين على حد سواء، وكثير منهم على درجة عالية من البراعة انقلابًا أمريكيًا. وطوال تلك الساعات، كان المخرجان توني جيربر وجيسي موس متواجدين بكاميراتهما لالتقاط كل ما حدث.

فيلمهما "لعبة الحرب"، الذي يُفتتح في دور العرض في جميع أنحاء البلاد يوم الجمعة، هو فيلم إثارة سياسي شبه حقيقي يجمع بين المسرح الارتجالي والخيال العلمي البائس ليقدم فيلمًا وثائقيًا واقعيًا عن واقعنا السياسي الحالي. إنه فيلم "دكتور سترانجيلوف" لهذا اليوم.

يقول موس: "لم يسعني إلا أن أشعر أنه فيلم تنبؤي، وأنه سيكون نوعًا من الكرة البلورية التي ستساعدنا على النظر إلى مستقبل محتمل، ربما لتجنبه". "لم نكن نعرف ما إذا كانت البلاد ستنحدر إلى حرب أهلية."

صُممت اللعبة من قبل مؤسسة صوت المحاربين القدامى، وهي مجموعة غير ربحية للمحاربين القدامى. وكانت المجموعة مدفوعة بحقيقة أن قدامى المحاربين العسكريين كانوا بارزين في أعمال الشغب التي وقعت في مبنى الكابيتول في 6 يناير؛ حيث كان واحد من كل خمسة من المتهمين بتورطهم من خلفية عسكرية. كان مصدر إلهام خاص هو مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست لجنرالات أمريكيين متقاعدين كتبوا أنهم "يشعرون بالقشعريرة حتى العظم" من احتمال نجاح الانقلاب، وأثاروا القلق من أن الوحدات العسكرية المارقة يمكن أن تؤدي إلى فوضى في سلسلة القيادة.

يقول الجنرال المتقاعد ليندا سينغ، الذي يلعب دور رئيس مكتب الحرس الوطني في الفيلم: "بالنظر إلى ما رأيناه في 6 يناير، فإن كل شيء معقول". وتضيف: "بالنسبة لنا، قد لا يكون بالضرورة من العسكريين العاملين، ولكننا رأينا الكثير من قدامى المحاربين في تلك المجموعة، سواء كانوا يعملون في أقسام الشرطة أو متقاعدين. علينا أن نخطط للأكثر تطرفاً."

في فيلم "لعبة الحرب"، يقود المجموعة الخيالية للمتطرفين، جماعة "فرسان كولومبوس"، كريس جولدسميث، وهو محارب قديم في الجيش أصيب بخيبة أمل بعد القتال في العراق بعد 11 سبتمبر. ويقول في الفيلم إنه يلعب دور نسخة ملتوية من نفسه. يقال إن 7% من الحرس الوطني هم أعضاء في منظمة فرسان كولومبوس التي تدعم الحاكم روبرت ستريكلاند (الممثل كريس كوفي) للرئاسة.

ويوجد في هذا المزيج بعض السياسيين المشهورين والأعضاء السابقين في الجيش الذين عُرفوا بإعطاء الأولوية للوطن على السياسة. ومن بين هؤلاء الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، القائد الأعلى السابق لقوات الحلفاء في حلف الناتو، والسيناتور السابق عن ولاية نورث داكوتا هايدي هايتكامب، والمقدم ألكسندر فيندمان الذي أدلى في عام 2019 بشهادته حول مكالمة الرئيس السابق دونالد ترامب لرئيس أوكرانيا التي طلب فيها منه تشويه خصومه السياسيين.

يقول فيندمان: "أعتبر شهادتي أمام الكونجرس ومشاركتي في هذا الفيلم عرضًا للخدمة العامة المهنية، ومهتمًا فقط بالصالح العام والأمن القومي الأمريكي". "يمكنك أن تتفق أو تختلف مع بعض القرارات التي تم اتخاذها، لكنني أعتقد أننا عرضنا بشكل فعال الأشخاص الذين يبحثون عن الولايات المتحدة."

وبهذه الطريقة، قد لا يمثل فيلم "لعبة الحرب" مستقبلًا محتملًا مخيفًا أكثر مما يمثل تفاني الموظفين المدنيين المحترفين. "هؤلاء هم الوطنيون. جميعهم ديمقراطيون وجمهوريون"، يقول بولوك، وهو ديمقراطي انتخب مرتين حاكماً في ولاية مونتانا المحافظة إلى حد كبير.

ويضيف: "أود أن أعتقد أنهم يعكسون نظامنا السياسي". "أعتقد أنهم يعكسون أفضل ما في نظامنا السياسي."

فيلم "لعبة الحرب"، الذي يتطابق تقريبًا مع عنوان فيلم ماثيو برودريك الذي تدور أحداثه في عام 1983 عن الحرب النووية، يصفه موس بأنه نوع من مقدمة لفيلم أليكس جارلاند "الحرب الأهلية" الذي تدور أحداثه في المستقبل القريب في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي صدر في وقت سابق من هذا العام. شارك موس أيضًا مع أماندا ماكبين في إخراج أحد أفلام 2024 البارزة الأخرى المتعلقة بالانتخابات: "ولاية الفتيات"، الذي يوثق قيام فتيات مراهقات من ميسوري بتشكيل حكومة وهمية. يعتبر موس أن هذا الفيلم، مع وجود نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية الآن، وثيق الصلة بالموضوع حديثًا. في هذه الأثناء، يبدو أن فيلم "لعبة الحرب" يتغير من أسبوع لآخر. في أحد المشاهد، تتم مناقشة محاولة اغتيال كاحتمال بعيد.

"يقول غيربر: "يبدو أن الفيلم يتغير في كل مرة يُعرض فيها. "لكن أهمية فيلمنا لا تنتهي مع هذه الانتخابات. فالمشاكل التي نواجهها حاليًا لم تنشأ بين عشية وضحاها. لقد كانت مسيرة طويلة وبطيئة للوصول إلى هذه النقطة. نحن كأمة أمامنا الكثير من التأمل الذاتي ونأمل أن يكون فيلم "لعبة الحرب" جزءًا من هذه العملية."

في "لعبة الحرب"، يتحول الوضع إلى وضع خطير. تتعرض القواعد العسكرية للخطر. يتم اجتياح عواصم الولايات. ونظراً للحالة الطارئة، يُنصح الرئيس هوثام باختراق البريد الإلكتروني لخصمه، الذي يعارض الانتقال السلمي للسلطة، وإعلان قانون التمرد الذي كان احتمال تنفيذه مصدر قلق متزايد لبعض المحللين. ويختار بولوك، الذي يلعب دور الرئيس ولكنه يبدو في مظهر الرئيس، معارضة مثل هذه الخطوات، بحجة أنه يجب عليهم التفكير في التداعيات المترتبة على ذلك في المستقبل.

يقول بولوك: "أينما كنا في الطيف السياسي، فإن الحفاظ على سيادة القانون وأسس هذه التجربة التي استمرت 250 عامًا أمر مهم للغاية". "من المثير للقلق بالنسبة لي أن المرشح لمنصب نائب الرئيس (جي دي فانس) قال إنه لو كان مايك بنس لكان قد فعل غير ذلك. ولكن علينا أن نتذكر أن هناك أشياء أكثر أهمية من الانتخابات الفردية وهذا نوع من الوعد الذي قدمته هذه الدولة."