هجوم إرهابي في كولورادو يثير القلق العالمي

تعرض العشرات من المتظاهرين في مدينة بولدر بولاية كولورادو الأمريكية، الذين احتشدوا دعماً للأسرى الإسرائيليين في غزة، لهجوم يوم الأحد من قبل رجل استخدم قاذف لهب محلي الصنع وأجهزة حارقة، وفقاً لشهود عيان.

أصيب ثمانية أشخاص على الأقل خلال الهجوم، بينهم اثنان في حالة خطيرة.

وأظهرت مقاطع فيديو من موقع الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي سحب دخان أسود تتصاعد أمام محكمة المقاطعة.

ويظهر المارة يركضون نحو الضحايا الممددين على الأرض. بينما يُرى رجل يحاول إخماد النار بقطعة ملابس فوق ما يبدو أنه جسد يتحرك.

يظهر المشتبه به عاري الصدر، مرتديًا نظارات شمسية، حاملاً زجاجات تحتوي على سائل شفاف. وهو يتجول ذهاباً وإياباً، ويتشاجر مع عدة أشخاص في الحشد قبل وصول الشرطة.

ويذكر شهود عيان أنهم سمعوا الرجل يصرخ "حرروا فلسطين!" أثناء الهجوم.

المشتبه به

تم التعرف على المشتبه به على أنه محمد صبري سليمان. دخل الولايات المتحدة من مصر في أغسطس 2022 وأقام بشكل غير قانوني بعد انتهاء صلاحية تأشيرته في فبراير 2023، وفقًا لتريشيا ماكلولين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي.

كان سليمان قد تقدم بطلب لجوء في سبتمبر 2022.

ونشرت ماكلولين على منصة إكس: "المشتبه به في هجوم كولورادو الإرهابي، محمد سليمان، موجود بشكل غير قانوني في بلدنا".

بدوره، علق نائب رئيس موظفي البيت الأبيض السابق ستيفن ميلر، الذي قاد حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الهجرة، على المنصة ذاتها بأن المشتبه به "أجنبي مقيّم بشكل غير قانوني بعد انتهاء تأشيرته".

في بعض مقاطع الفيديو، يمكن سماع سليمان يصرخ "اقضوا على الصهاينة!" و"إنهم قتلة!" موجهاً كلامه لأشخاص يرتدون قمصاناً حمراء وهم يحاولون مساعدة شخص ملقى على الأرض.

ألقي القبض على سليمان في مكان الحادث ونقل إلى منشأة طبية لتلقي العلاج لإصابات طفيفة. وقد وجهت له تهمة ارتكاب جريمة كراهية فيدرالية والقتل العمد من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى تهم أخرى، وفق سجلات المحكمة.

هل للهجوم صلة بحرب إسرائيل على غزة؟

يزعم مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الحادث "عمل إرهابي".

سليمان البالغ 45 عاماً، كان يعمل في مقاطعة إل باسو. وقد حدد مكتب شريف مقاطعة بولدر كفالته بـ 10 ملايين دولار.

وصف السناتور الأمريكي ماركو روبيو الحادث بأنه "هجوم إرهابي مستهدف"، بينما وصفته المدعية العامة بام بوندي بأنه "هجوم مروع معادٍ للسامية".

يُعتبر هذا الهجوم الثاني في أقل من أسبوعين بالولايات المتحدة الذي يتذرع المشتبه بهم فيه بحرب إسرائيل على غزة. ففي مايو/أيار الماضي، قُتل موظفان بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن على يد مهاجم صرخ "حرروا فلسطين".

وكان المهاجم المزعوم، إلياس رودريغيز (31 عاماً)، قد انتقد الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية بسبب الحرب على غزة في منشور على منصة إكس بعنوان "التصعيد من أجل غزة، أحضروا الحرب إلى الديار".

اندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة عقب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي شنتها حماس على جنوب إسرائيل.

ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع عن استشهاد أكثر من 54,300 فلسطيني. مع فرض إسرائيل حصاراً خانقاً على غزة، تحذر الأمم المتحدة من أن 100% من سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة.